الأساتذة الباحثة في اللغات إيمان وهيب لـ "المساء":

هجرة الجزائريّ ليست هروبا من الوطن وإنما بحث عن حياة مختلفة

هجرة الجزائريّ ليست هروبا من الوطن وإنما بحث عن حياة مختلفة
الأساتذة الباحثة في اللغات إيمان وهيب
  • القراءات: 782
رشيدة بلال رشيدة بلال

أكدت إيمان وهيب، الأستاذة الباحثة في مخبر اللغات متعدد التخصصات التعليمية والثقافات ورئيسة الجمعية الوطنية للأساتذة الباحثين في اللغات الأجنبية في الجزائر، في تصريح خصت به "المساء" بمناسبة مشاركتها في أشغال المؤتمر العلمي حول ظاهرة الهجرة والذي انعقد مؤخرا بجامعة البليدة "2"، أكدت أنها من خلال الأبحاث التي قامت بها، وقفت على المتغيرات المختلفة لتصور "الحرقة" في أذهان فئات عمرية مختلفة، حيث تبين لها أن الهجرة في أذهان القصّر، تشير إلى أن الأطفال في سن 12، لديهم قابلية للتفريق بين الهجرة الشرعية وغير الشرعية، إذ يعتقدون أن الهجرة الشرعية لديها علاقة بكل ما هو تطور وازدهار وحياة الرفاهية، بينما الهجرة غير الشرعية ينظرون إليها على أنها موت وانفصال عائلي. أما اللجوء فهو كل ما يمثل خطرا على الحياة، ويُعتبر بمثابة هروب.

وتردف المختصة: "التصور عند المراهقين مختلف، حيث بينت الأبحاث أن المراهق يعتبر الهجرة غير الشرعية، الوسيلة أو الحل للوصول إلى حياة الرفاهية، بمعنى أن مفهوم الهجرة الشرعية أصبح عند المراهقين، هو نفسه مفهوم الهجرة غير الشرعية، بينما عند البالغين، وجدت الأبحاث أنهم يسترجعون التصورات التي  كانت لديهم في مرحلة الطفولة، ولكن لهم الدافعية الاجتماعية التي تحثهم على القيام بالفعل بدون تفكير، على اعتبار أنه الحل الأسهل"، حيث تبين، حسبها، أن على الرغم من إدراكهم المخاطر، إلا أنهم يجازفون ويغامرون، الأمر الذي جعلنا نتساءل: مادام الشخص البالغ واعيا بالمخاطر، فلمَ يقرر المجازفة بحياته؟!".

ومن جهة أخرى، أشارت المتحدثة إلى أن ما يميز الحراق الجزائري عن غيره من "الحراقة"، أنه لا يصف "الحرقة" بالهروب من الوطن، لأنه شخص، في حقيقة الأمر، يحب وطنه، ولكن يجيب بأنه يرغب في حياة مختلفة، ويعبّر عنها بقوله: "راني حاب نعيش". وأوضحت المختصة في هذا السياق، أن هذا الأمر يتطلب منا كأكاديميين، البحث في الأسباب التي تجعل "الحراق الجزائري" يبحث عن تطوير ذاته في بلد مختلف"، ومن هنا تقول: "لا بد من البحث في الأسباب الحقيقية التي تجعل الحراق الجزائري يغامر بحياته ليعيش وهو ما يخالف المنطق!”، مضيفة: كل هذا يدعونا إلى التأكيد على أن ظاهرة الحرقة معقدة، وتتطلب المزيد من البحث وتغيير التصورات إلى الحرقة كظاهرة، وأن الهدف هو الوصول إلى فهم لماذا الجزائريّ يهاجر".