أسواق سكيكدة عشية عيد الفطر

هاجس الغلاء يطارد العائلات

هاجس الغلاء يطارد العائلات
  • القراءات: 627
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

عجّت شوارع عاصمة روسيكادا خلال العشر الأواخر من رمضان الكريم خصوصا بعد صلاة العشاء، مباشرة، حيث خرجت العائلات بحثا عن كسوة العيد بما يتلاءم وميزانية الأسرة في ظل الغلاء الفاحش الذي تعرفه السوق. وقد ساعد تحسن الجو رغم برودته بعض الشيء، في تسوّق العائلات رفقة الأبناء. كما ساهم فتح المحلات والمراكز التجارية ليلا، في تسجيل زحمة كبيرة في حركة السير، سواء بالنسبة للمركبات، أو حتى بالنسبة للمتسوقين. تشهد طرق وأرصفة مدينة سكيكدة هذه الأيام، حركة كثيفة للمواطنين الوافدين على مختلف محلات بيع الألبسة، حسب ما وقفت عليه المساء سواء على مستوى ممرات 20 أوت 55 أو وسط المدينة، أي بشارع الأقواس، أو شارع علي عبد النور، والسويقة.

كما شهدت محلات بيع منتجات ومستلزمات صناعة الحلويات، إنزالا من قبل الأسر، وجلهم من ربات البيوت، ليبقى هاجسهم الأكبر هو ارتفاع الأسعار، وفق ما لاحظت المساء على مستوى عدد من المحلات التجارية، التي تعرض نماذج مختلفة من الألبسة والأحذية، بعضها مستورد، والبعض الآخر إنتاج محلي، وبأسعار ليست في متناول الجميع مقارنة بالنوعية. فكسوة كاملة لطفل بين 5 و9 سنوات، تتراوح ما بين 4500 و6500 د.ج. أما ملابس الكبار من الجنسين، فإن سعر الكسوة الواحدة يتراوح بين 6 آلاف و20 ألف دج وأكثر حسب النوعية، بينما تقوم بعض المراكز التجارية، على قلّتها، ببيع منتجات من ألبسة وأحذية مستوردة بأسعار تنافسية، تقدّر ما بين 2500 د.ج و3 آلاف د.ج، حيث تشهد ازدحاما كبيرا من قبل العائلات، وحتى تلك السلع المعروضة في الأسواق الفوضوية، لقيت إقبالا من طرف المتسوقين، لعلهم يظفرون بقطعة تكون في متناول ما تم توفيره للعيد، بعد أن أتت أسعار الخضر والفواكه على الميزانية المدّخرة لشهر رمضان. وسُجل في هذا السياق، إقبال على تجار السويقة، الذين لا تختلف أسعارهم عن باقي المحلات.

وبين مطرقة الغلاء وسندان أذواق الأبناء، يبقى الأولياء في حيرة من أمرهم، خصوصا أن كل مدخراتهم صُرفت خلال أيام رمضان، الذي ميّز أسواق سكيكدة بالارتفاع الفاحش في أغلب المواد الغذائية التي يكثر عليها الطلب. ونفس الغلاء طال مستلزمات تحضير حلويات العيد. فحسب الأصداء التي جمعناها، فإن العديد من الأسر، عكس السنوات الأخيرة، قررت الاستغناء عن عدد من حلويات العيد مع الاكتفاء بثلاثة أنواع فقط، كالمقروض الذي يبقى من الحلويات الضرورية، خاصة أمام غلاء السميد وندرة زيت المائدة، بينما ارتأت بعض العائلات الأخرى اقتناء حلويات العيد من المحلات المتخصصة، التي تشهد، خلال هذه الأيام، إنزالا من قبل الأسر سواء خلال الفترة الصباحية، أو المسائية التي تمتد إلى ما بعد الإفطار، قصد اقتناء بعض الأنواع بكميات قليلة، فيما فقدت بعض الحلويات التقليدية الأصيلة من قيمتها، كالبقلاوة، إذ تم تعويض الجوز واللوز بالفول السوداني. كما ستغيب بعض الأنواع الأخرى عن سينية العيد، كالتشارك لمعسل، ولغريبية، ولكعيكعات لمسَكرين، ولمخبّز، ومقروض اللوز، وقرن لغزال، ولقطايف والصامصا، وغيرها من الحلويات التقليدية التي حلت محلها بعض الحلويات العصرية.