صنع التميز بطموحه للنجاح في البكالوريا
نور الدين يتحدى إعاقته البصرية

- 691

استطاع التلميذ نور الدين مسعودان ذو 17 ربيعا والمترشح لنيل شهادة البكالوريا دورة 2023، تحدي إعاقته البصرية. وصنع الفارق وتحقيق التميز بين أقرانه، وكله شغف وطموح لتحقيق حلمه في الولوج إلى الجامعة.
نور الدين الذي يجتاز امتحان البكالوريا بمتوسطة "عبد المالك تمام" بالقبة، تحدّث وكله استعداد لاجتياز هذه المحطة المصيرية في مشواره الدراسي. يروي، وهو يمسك بعصاه بكل ثقة، عن مساره الدراسي الذي كان بمدرسة المكفوفين بالعاشور بالجزائر العاصمة، بالنسبة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، لينتقل بعدها إلى ثانوية سعيد حمدين بحيدرة، قبل أن يلتحق بثانوية ابن الهيثم بالعناصر خلال هذا الموسم الدراسي، ليتابع دراسته في شعبة اللغات الأجنبية رغم شغفه بالعلوم الفيزيائية والتكنولوجيا.
وعن هذه المفارقة الكبيرة يقول نور الدين إنه توجه إلى شعبة اللغات الأجنبية نزولا عند رغبة والدته، التي تريده مترجما بالرغم من طموحاته العلمية؛ قال: "لا أستطيع مخالفة رغبة أمي، التي كان لها الفضل الكبير في تكوين شخصيتي؛ فهي التي عملت منذ نعومة أظافري، على مرافقتي، وتحفيظي كتاب الله". وفي المقابل، أشار إلى أن عدم التحاقه بشعبة الرياضيات، مرتبط، أيضا، بالبرنامج الدراسي في هذه الشعبة، الذي يتطلب بروتوكولات خاصة؛ من منحنيات، ورسوم بيانية، لا يستطيع ككفيف، رؤيتها.
ولم يُخف نور الدين روحه المرحة، والتي ساهمت في تخطّيه عتبة امتحان مادة اللغة العربية رغم صعوبة الأسئلة في نظره، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى شغفه بالفيزياء، فهو من متقني البرمجة في الإعلام الآلي.
وحسب هذا التلميذ الطموح، فقد ساهمت المطالعة في إثراء ثقافته ومعرفته سواء من الناحية العلمية أو الأدبية، مشيرا إلى أن كثرة اطلاعه على كتب التاريخ ساعدته في الإلمام بهذه المادة التي يتقنها، خاصة أنها مادة أساسية بالنسبة للشعب الأدبية واللغات.
وفي هذا الصدد، أجمع زملاء نور الدين على أنه تلميذ مجتهد، يتميز بـ "الذكاء وسعة الفكر"، تمكن من تحقيق التفوق في الدراسة، كما يتقن اللغات الأجنبية كالإنجليزية والإسبانية.
ولم يكن لهذا المترشح المشحون بإرادة فولاذية، تحقيق هذا النجاح لو لم يكن محاطا بأصدقاء يحبونه ويقدرونه حق التقدير، إلى جانب أساتذته، الذين كان لهم الفضل في شحذ همته لتحقيق مزيد من النجاحات والتفوق.
وفي ما يتعلق بسير امتحان البكالوريا، أكد نور الدين أنه يجتازه في قاعة خُصصت له، ويرافقه في ذلك أستاذ، يقوم بكتابة أجوبته على ورقة الامتحان، مشيرا إلى أنه كان ينتظر اجتياز البكالوريا في قسم واحد مع أصدقائه وليس بمفرده، وكتابة الأجوبة بنفسه عن طريق تقنية البراي، لا سيما أن أسئلة الامتحان قُدمت بهذه التقنية بالنسبة لذوي الإعاقة البصرية.