قافلة ”الأمل والوفاء” لبلدية باتنة

نموذج يرصد التاريخ ويشرح الواقع التنموي

نموذج يرصد التاريخ ويشرح الواقع التنموي
  • القراءات: 930
❊ ع.بزاعي ❊ ع.بزاعي

اختتمت في أجواء بهيجة ومميزة، فعاليات قافلة الوفاء والأمل التي نظمت في شكل زيارات موجهة للمجالس الشعبية البلدية ومسؤولي الجمعيات، تزامنا واليوم الوطني للشهيد، بمبادرة من السيدة نريمان حسوني، نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لباتنة، مكلفة بالشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية.

شمل البرنامج الذي نسق فيه المجلس الشعبي البلدي، زيارة عشر بلديات مجاورة هي؛ تازولت، تيمقاد، الشمرة، بولهيلات بومية، المعذر، عين ياقوت، جرمة فيسديس وعيون العصافير، شارك فيها المجتمع المدني، على غرار الجمعيات الفاعلة في المجال، إلى جانب إعلاميين ودكاترة وباحثين، إضافة إلى الأسرة الثورية.

أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي نور الدين ملاخسو، أن التحضيرات التي سبقت هذه المبادرة، تم التنسيق فيها مع رؤساء البلديات لاستقبال المشاركين، قصد تقديم فحوى القافلة واتفاقيات التوأمة بين هذه البلديات، وتقديم شروح مفصلة حول ما تزخر به بلدياتهم من إرث تاريخي، خاصة ما تعلق بالثورة التحريرية المباركة ورموز الثورة. تهدف هذه الاتفاقية التي أبرمت مع البلديات محل زيارة القافلة، حسب ما أوضحته النائب حسوني، إلى تجسيد التواصل الميداني بين الجمعيات الثقافية والرياضية، لفسح مجال التعارف والتكامل بين الشباب، وضبط برامج هادفة وثرية في جميع المجالات، وتنظيم خرجات استكشافية للتعرف على المعالم التاريخية الثقافية والسياحية التي تزخر بها ولاية باتنة، مع مراعاة التطابق والتكامل مع البرامج المسطرة، لاسيما مع مديريات الثقافة والمجاهدين والشباب والرياضة والسياحة.

حرص المنظمون على إبراز التنوع في القافلة، عبر أقاليم البلديات التي جمعت بين سحر الطبيعة والحضارة النوميدية والتاريخ الثوري، وقالت النائب، إنها مبادرة جديرة بالتشجيع، ولم نقصر في واجباتنا لطالما أنها سايرت إحياء ذكرى يوم الشهيد.  لقيت المبادرة استحسان الأسرة الثورية، لما توليه بلدية باتنة من أهمية لملف الذاكرة الوطنية، في سبيل تعريف الشباب بعظمة ثورة مباركة أبهرت العالم، ففي بلدية تازولت، عاش الحضور أجواء الفرحة بالاحتفال، وذكرت ناريمان حسوني في كلمة لها بمدرسة الحاج بن ادريس في تاولت، ببطولات شهداء الثورة والمجاهدين الذين لبوا نداء الواجب الوطني للوقوف ضد المستعمر ومحاربته، كما أبرزت قيم حب الوطنية وطرق غرسها في نفوس الأطفال، داعية الجمعيات إلى تجسيد مشروع التوأمة بين البلديات، بعد توقيع الاتفاقية مع رئيس المجلس الشعبي البلدي لتازولت، قبل أن يشرع في عملية غرس الأشجار بهذه المدرسة، وهي نفس العملية التي تمت على مستوى البلديات الأخرى التي شملتها زيارة القافلة.

أجمع المتتبعون والمشاركون من إعلاميين ومختصين في التراث، على أن حماية الآثار ضرورة إستراتيجية، وهو ما يتطلب إعادة الاعتبار للمتاحف وتفعيل دورة من أجل المحافظة على هذه الكنوز، والعمل على إبراز سياسة واضحة المعالم من أجل دعم القطاع إعلاميا وماديا، باستغلال وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة، والتحسيس بأهمية المحافظة على التراث المادي الذي تزخر به المنطقة، وبعث النشاط السياحي، وأكدوا على ضرورة المساهمة في تنظيم وربط العلاقات لتكوين مهرجانات ومؤتمرات وخرجات ميدانية استكشافية، في سبيل تشجيع كل الأنشطة الثقافية الهادفة في الجامعات، والعمل على التواصل بينها وتبادل الخبرات لاستغلال الخصوصيات الثقافية، واعتبروا الظروف مواتية لمواجهة المشاكل التي تحاصر المعالم والمواقع الأثرية المهددة بالزوال، بفعل عدة عوامل طبيعية وبشرية، من خلال تثمين دور الإعلام لحماية التراث، مع ترقيته وفتح مجالات الاستثمار للتعريف والتشهير به.

أكدت ناريمان حسوني أن المبادرة لقت استحسانا كبيرا في أوساط المشاركين، الذين ثمنوا الجهود المبذولة في سبيل إنجاحها وتعميمها على عدة مناطق تاريخية، سياحية وأثرية بالمنطقة، مضيفة أن برنامج نيابة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية للبلدية يشهد نشاطا مكثفا، سيشمل أنشطة ثقافية مختلفة، تحضيرا لمبادرات أخرى، تندرج في إطار المساع الحثيثة الرامية إلى خلق ديناميكية سياحية وتحويل المنطقة إلى قبلة للسياح بامتياز، من أجل مواكبة متطلبات السياحية العصرية، وانتهاج أساليب توسيع الثقافة السياحية، وتعزيز القطاع بمتطلبات السياحة العصرية.