"مجموعة شباب الرحمة" في خدمة عابري السبيل

نموذج في العمل التطوعي

نموذج في العمل التطوعي
  • القراءات: 969
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تصنع "مجموعة شباب الرحمة" الناشطة منذ 2012 في العمل الخيري، الوجه الجميل للعمل التضامني خلال الشهر الفضيل، بتنظيمها ومشاركتها في مطاعم الرحمة، التي تجسد المعنى العميق للتكافل الاجتماعي، في مشهد يوحي بوعي هذه الفئة، وسعيها لخدمة عابري السبيل خلال رمضان، في وقت يفضل آخرون من نفس العمر قضاء أوقاتهم في السهر والاسترخاء.

تعطي مجموعة شباب الرحمة، المتواجدة في أحد مطاعم الرحمة بجسر قسنطينة، تلك الصور الجميلة للتكافل الاجتماعي في الشهر الفضيل، حيث يبدأ نشاط الشباب في منتصف النهار بعملية التحضيرات، التي تعد كواليس تحضير وجبات ساخنة لتوزيعها على عابري السبيل، إذ تحضر المجموعة توزيع حوالي 400 وجبة يوميا. استطاع هؤلاء الشباب، فرض وجودهم في ساحة العمل الخيري الذي لا يحتاج للكثير من الوسائل، بل لإرادة وعزيمة نابعة من قناعة العطاء وثقافة العمل التطوعي، والإيثار التي تعد قيم توارثتها الأجيال، في إطار القيم النبيلة التي يدعو إليها ديننا الحنيف، وشيم الكرامة والجود التي يعرف بها الجزائريون.

هذا ما أكده يونس واعلي، عضو بالمجموعة الخيرية، وناشط جمعوي منذ سنة 2012، حيث قال إن المجموعة ترحب كل سنة بأوجه جديدة، التي تبدي رغبتها في المساعدة من خلال العطاء المادي، أو المساعدة في تنظيم مثل هذه المساعدات، ولكل شخص دوره، يضيف واعلي، سواء في التحضير أو التنسيق أو حتى الإعلام، معتبرا أن هذا الأخير لا يقل أهمية في تطوير العمل التطوعي في الجزائر، والدعوة للمشاركة فيه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي يحسن الشباب التعامل معها، باعتبارهم جيل التكنولوجيا.

يقول واعلي: "تنظيم موائد رمضان يتطلب تظافر الجهود، إذ أن العملية تنطلق قبيل الشهر الفضيل، بجمع تبرعات المحسنين، وإيجاد مطاعم تفتح أبوابها أمام هذا العمل الخيري، ومن ثمة اقتناء مستلزمات الطبخ والقيام بالتحضيرات النهائية كل صبيحة، لتكون المائدة جاهزة مع وقت الإفطار، حتى يتسنى لعابري السبيل أو المحتاجين من تناول وجبة ساخنة، تمنحهم الشعور بالدفء، بالرغم من ظروفهم القاسية، سواء كانت ظرفية أم لا".

أضاف عضو الجمعية، أن هذه السنة، لوحظ نقص كبير في عدد مطاعم الرحمة، وهو الأمر الذي دفع بالمجموعة إلى مضاعفة عدد الوجبات من أجل تغطية حاجيات أكبر، والترحيب بعابر السبيل أو المحتاجين، ويعود هذا النقص في عدد مطاعم الرحمة، حسب واعلي، إلى الأزمة المالية التي مست الجميع جراء انتشار فيروس "كورونا"، موضحا أنه حتى بعض المساهمين في العملية التضامنية تراجعت نسبة مساعداتهم لنفس الأسباب، وهو ما جعل مطاعم الرحمة قليلة مقارنة بالسنوات الماضية.