مشروب لا يغيب عن موائد البليديين

نكهة "الشربات" في سر صناعتها

نكهة "الشربات" في سر صناعتها
  • 730
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف تجارة بيع "الشربات" في ولاية البليدة، إقبالا كبيرا في شهر رمضان، من طرف الصائمين على مستوى المنطقة، رغم تحذيرات المختصين في التغذية من هذه المشروبات، بالنظر إلى ما تحويه من مواد حمضية، غير أن طعمها اللذيذ والانتعاش الذي يشعر به الصائم بعد شربها، تجعل هذا النوع من الأنشطة ينتعش في شهر رمضان، شأنه شأن بيع "الديول" و"المطلوع".

المتجول في الأسواق الشعبية بولاية البليدة، يقف على التواجد المكثف لتجارة بيع الشاربات، التي أخذت شهرة كبيرة في ولاية البليدة وخارجها، حيث تعتبر من أقدم الأنشطة التي احترفها البليديون، بحكم الانتماء إلى منطقة المتيجة، التي تعرف بإنتاج الحمضيات، خاصة ما تعلق منها بالليمون، ولأن لكل نشاط أسراره، حاول الكثيرون من المهتمين بصناعة الشربات، التقرب من أهل الاختصاص، لتعلم كيفية صنع هذا المشروب المنعش، ومن هؤلاء محمد سرير، الذي حدثنا عن سر اختياره لهذا النوع من الأنشطة في رمضان، بعدما برع في التحكم بكل أسرارها، وأصبحت الشاربات التي يعدها، تلقى إقبالا كبيرا، ما جعل الطلب عليه في بعض الأحيان يفوق العرض.

يقول محمد سرير في بداية حديثه لـ«المساء"، بأن قصته مع الشربات بدأت سنة 2008، بعدما تعلمها على يد صناع الشربات من قلب مدينة البليدة، وكان في أول الأمر يحضر الشربات لأفراد العائلة والمقربين وبعض الأصدقاء، غير أن تحكمه في كل أسرار صناعة الشربات، سرعان ما جعل هذا المشروب الذي يعده، يلقى إعجاب كل من تذوقه، وفي المقابل  زاد الطلب عليه من أجل تحضيره لهم، خاصة في شهر رمضان، بالنظر إلى قدرته الكبيرة على إنعاش الصائم وإطفاء عطشه، ومن هنا بدأت قصته مع تحضير شاربات رمضان.

يرجع صانع الشربات محمد سرير، ارتباط شهر رمضان بالشربات إلى بحث الصائم على الانتعاش، لهذا يزيد الإقبال على هذا النوع من المشروبات في شهر رمضان، وحسبه "ليس كل من يمارس هذا النشاط  يتقنه، وأن البعض لا يحسنون التحكم في تركيبة الشاربات، الأمر الذي أساء لهذا النوع من المشروبات، موضحا بأن السر في نجاح هذا المشروب في حبة الليمون في حد ذاتها، التي يتم اختيارها بعناية وعصرها، ومنح عصيرها الوقت الكافي ليرتاح، حتى يعطي نتائج جيدة، وإلى جانب هذا يقول: "يتم أيضا إضافة الحليب إلى تركيبة الشربات، من أجل التقليل من حموضة المشروب، وحتى لا يؤذي الصائم، كلها أسرار تحتاج لأن يعرفها صانع الشربات حتى يقدم للصائم مشروبا صحيا ومنعشا".

يعترف صانع الشاربات محمد، بأن تحضير الشاربات واحدة من الأنشطة التي تعود على صاحبها بالفائدة، شأنها شأن صناعة أوراق "الديول" وخبز "المطلوع"، ولعل هذا ما وسع من دائرة المهتمين بصناعتها، خاصة في شهر رمضان، وأكثر من هذا، جعل غير الصناع يتطفلون على هذه الحرفة، بحثا عن الربح السريع.

كغيرها من الحرف، يحتاج نشاط تحضير الشربات، إلى مجهود كبير، حيث يتم جلب كميات كبيرة من الليمون الذي يتم اختياره بعناية، بعدها يتم تحضير الخلطة التي يتم مزج فيها عدد من المكونات، من أجل تحضير المشروب، وحسب المتحدث، فإن "السر في نجاح وصفة الشربات، يتمثل في منحها بعد الانتهاء من تحضيرها، الوقت الكافي للحصول على الانتعاش المطلوب"، مع تجنب إضافة الملونات، والاعتماد على لون الليمون الطبيعي.

يختم بالقول، بأنه يمارس هذا النشاط في شهر رمضان، وفي موسم الصيف، حيث يزيد الطلب على هذا النوع من العصائر، ويجتهد في كل مرة لتقديم منتج طبيعي وصحي يرضي الزبون.