عبد الرزاق أوراد صانع الحلي الفضية بآث يني لـ "المساء":

نقص المادة الأولية وغلاؤها يؤرق الحرفي

نقص المادة الأولية وغلاؤها يؤرق الحرفي
  • القراءات: 1027
س. زميحي س. زميحي
يسعى الحرفي صانع الحلي الفضية، أرواد عبد الرزاق ابن منطقة آث يني بولاية تيزي وزو، إلى الحفاظ على صناعة الحلي الفضية التي ورثها عن أهله الذين بدورهم نقلوها عن أجدادهم، ما ساهم في استمرار هذه الحرفة وحمايتها من الزوال طيلة أجيال. ويحاول الحرفي الحفاظ على هذه الحرفة عبر التجديد في الموديلات مع التزاوج بين النموذج التقليدي المعروف للحلي وإدخال تعديلات تتماشى ومتطلبات العصر والزبائن. رغم بعض الصعوبات التي تواجهه والتي يأتي في مقدمتها نقص المادة الأولية وغلائها. التقت "المساء" الحرفي أوراد عبد الرزاق خلال احتضان بلدية آث يني لعيد الفضة مؤخرا، الذي صرح أنه يمارس هذه الحرفة منذ 20 سنة، والتي ورثها عن أجداده الذين تعلّموها وعملوا على نقلها للأجيال الناشئة. وكشف في معرض حديثه أنه بدأ عمله كصانع للحلي الفضية منذ صغره، حيث كان يحب هذا المجال بشغف كبير ما حفزه على ممارسة هذه الصناعة التي فتحت له باب النجاح بتفننه في إبداع موديلات جميلة تجعل الحلي الفضية مطلوبة دائما.
وقال المتحدث إن لكل فلاح فلاحته، ولكل فنان طريقة إظهار فنه وموهبته، مشيرا إلى أنه أراد استغلال الموهبة التي يملكها وإظهار ما يمكن للأيادي إنتاجه من إبداعات حاول الحرفي أن يجمع فيها بين الأصالة والمعاصرة، أي بين الأشكال القديمة والجديدة التي تضمن التجديد في العمل الفني للحلي الفضية، حتى تتماشى مع متطلبات الزبائن والعصر أيضا الذي يسيره الابتكار والتجديد مع الحرص على الحفاظ على اللمسة القديمة التقليدية.
وذكر السيد عبد الرزاق في سياق متصل، أن عمله يتميز بالتجديد الدائم عبر التزاوج بين ما هو تقليدي وما هو موجود حاليا، وهذا من أجل تلبية أذواق ورغبات الزبائن كذلك حتى تبقى الحلي الفضية تحافظ على مكانتها، وهو ما يتطلب ـ حسبه ـ وضع أشكال وألوان مختلفة مع مراعاة طريق وضعها حتى تبرز الجانب الفني والجمالي للعمل الذي يقدمه الحرفي.
ورغم التجربة التي خاضها الحرفي في صناعة الحلي الفضية التي تبرزها منتجاته الجملية، إلا أنه لم يشارك في تظاهرات وصالونات على غرار الحرفيين من ممارسي هذه الصناعة، مؤكدا أن ضيق الوقت حال دون مشاركته. واعتبر أن إتقان العمل يتطلب قوة التركيز والوقت ولذلك يفضل قضاء وقته في ورشته حيث يعمل رفقة عاملين.
وذكر ابن آث يني أن لإنجاز عمل جميل ومتقن، يجب على الحرفي أن يخصص وقته تبعا للقطعة المراد صنعها، حيث هناك أغراض تتطلب التدقيق وأخرى لا، منها أعمال تأخذ ما بين 16 إلى 18 ساعة وأخرى بين أربعة أيام إلى أسبوع وغيرها، في حين أن الألوان المستعملة في تزيين الحلي الفضية ـ يقول الحرفي ـ تتراح بين الأزرق الذي يستعمل بقوة، الأصفر والقليل من الأخضر، حيث يضم كل شكل وموديل أربعة ألوان وذلك بعد إدخال اللون الفيروزي الذي يزيدها المرجان الأحمر إشراقا وجمالا لا مثيل له خاصة وأنه يصنع هو الآخر بطرق مختلفة.
وتحدث الحرفي عن مختلف المشاكل التي يواجهها صانعو الحلي الفضية، وفي مقدمتها  نقص المادة الأولية، إضافة إلى غلاء ثمنها، حيث يقدر سعر الكيلوغرام الواحد من الفضة 86 ألف دج، مشيرا في سياق متصل إلى أن هذه الصعوبات تحدد أسعار المنتوج التي تختلف من حرفي لآخر إضافة إلى اعتبارات الوقت، سعر المادة الأولية اللذان يحددان في النهاية سعر المنتوج.