مربية النحل نعيمة سليمي:

نقدّم تربصات بالمجان للراغبين في اكتساب حرفة

نقدّم تربصات بالمجان للراغبين في اكتساب حرفة
مربية النحل نعيمة سليمي رشيدة بلال
  • القراءات: 1900
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

دعت مربية النحل السيدة نعيمة سليمي الشباب الراغبين في تعلم حرفة، إلى الالتحاق بمؤسستها الكائنة ببلدية دواودة البحرية بولاية تيبازة، حيث تشرف على تقديم تربصات بالمجان لكل الراغبين في تعلّم كل ما له علاقة بتربية النحل، كحرفة تبدو في الظاهر متعبة، غير أنها تؤمّن لصاحبها إمكانية ممارسة السياحة المحلية بالتنقل إلى تغذية النحل عبر الولايات. وتُعتبر هذه الحرفة مصدر رزق هام لمن لا مهنة له، حسب محدثتنا التي التقتها المساء مؤخرا خلال مشاركتها في معرض العسل الذي انطلق ببلدية بوزريعة.. وعن تربية النحل ومدى الإقبال على التكوين في المجال كان هذا اللقاء.

تقول المربية في بداية حديثها إنها تملك خبرة في مجال تربية النحل تزيد عن 25 سنة، ويعود سبب تعلّمها هذه الحرفة إلى امتهان والدها لها، حيث كان يحثهم على  تعلّمها بالنظر إلى ما تتوفر عليه من مزايا، أهمها التعامل مع العسل الذي يُعد واحدا من نعم الله؛ لما يحويه من فوائد؛ تقول: ما كان مني إلاّ أن تعلّمتها، حيث وجدت فيها متعة كبيرة، خاصة بعد إتقان كلّ الأسرار المرتبطة بالإشراف على استخلاص العسل إلى غاية وضعه في العلب وتسويقه، ناهيك عن تحويل بعض مشتقات العسل إلى مواد تجميلية وأخرى علاجية”.

الخبرة الطويلة في مجال تربية النحل التي تكوّنت لدى مؤسسة سليم لتربية النحل على مستوى بلدية دواودة البحرية، دفعتها كمربية ذات خبرة، إلى التفكير في الاستثمار في العامل البشري؛ من خلال فتح الأبواب لكل الراغبين في التعلّم، ورغم أنّ الإقبال في أول الأمر كان محتشما، غير أن الخبر سرعان ما انتشر وسط المربين الذين أشرفت المؤسسة على تعليمهم. وحسب محدثتنا فإن أكثر ما حفّز الشباب على الالتحاق بالمؤسسة وطلب التكوين كونه بالمجان، وبالتالي فهذا الإجراء يُعتبر بمثابة التسهيلات التي تحفز على التعلّم. وتعلق: بالفعل منذ أن انطلقنا في التكوين فاق عدد المكوّنين ألف مربي نحل، إلى جانب الإشراف على تقديم دروس في تربية النحل على مستوى الغرف الفلاحية بولاية البليدة، مشيرة إلى أن التكوين لا يقتصر على مدة زمنية معيّنة، وإنّما يمتد على مدار السنة، ويمكن لأيٍّ كان طلب الاستفسار عن أي شيء يخص تربية النحل”.

ولم يقتصر طلب التكوين في مجال تربية النحل على الشباب فقط، بل امتد إلى العنصر النسوي، إذ تشهد المؤسسة ـ حسب محدثتنا ـ طلبا كبيرا من النساء الماكثات في البيوت وحتى الموظفات، خاصة اللواتي يملكن حديقة صغيرة في المنزل، للتعلّم؛ إذ يرغبن في استغلالها والاستفادة من هذا المحلول الذي قال فيه المولى عز وجل إن فيه شفاء من كل داء. وبالمناسبة تؤكد المربية أنها تتطلع من خلال حملة التكوين التي تبنتها، إلى دفع العائلات الجزائرية إلى تعلّم هذه الحرفة، على الأقل لتؤمّن في منازلها هذا الغذاء الذي يكثر الطلب عليه خلال فصلي الخريف والشتاء لمواجهة نزلات البرد والأنفلونزا. وعن تطلعاتها بعد إطلاق مبادرة التكوين والنجاح في بناء اسم بالسوق، أشارت محدثتنا إلى أنها كغيرها من المربين، سعت في البداية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، واليوم تعمل على فكرة التسويق والتكوين، ويُنتظر في السنوات القادمة أن تفكر في التصدير إن وجدت تسهيلات؛ تقول: خاصة أن الجزائر تملك ما يزيد عن عشرة أنواع من العسل، وكلها من أحسن الأنواع، لأن النحل يرعى من مختلف الأزهار التي تتوفر بشتى ربوع الوطن، الأمر الذي يجعل الإنتاج متنوعا”.

وعن مشاركتها في معرض العسل أشارت المربية إلى أنها تستغل فرصة المشاركة في المعارض التي تنظمها فيدرالية النحالين للاحتكاك بالمواطنين من مختلف الولايات، لحثهم على تعلّم الحرفة، مشيرة في السياق إلى أن معرض العسل هذه السنة يؤمّن كل الأنواع، مثل العسل الجبلي وعسل الزهرة وعسل الجزر والبري، وبدرجة أقل عسل السدر، الذي عادة ما يكثر عليه الطلب مقارنة بباقي الأنواع الأخرى. وبالمناسبة توضح: أنصح المواطنين عند اقتناء العسل بالتنويع وعدم الاكتفاء بنوع واحد من منطلق أنه الأحسن، لأنّ كل الأنواع مفيدة، وفيها شفاء من كل الأمراض، خاصة أن الأسعار لم تعرف ارتفاعا مقارنة بالسنة المنصرمة، إلى جانب تجريب باقي منتجات النحلة الأخرى؛ كالغذاء الملكي وحبوب الطلع”.