الواجهة البحرية لبومرداس

نفس جديد لباعة الشاي الموسميين

نفس جديد لباعة الشاي الموسميين
  • القراءات: 2092
 حنان.س حنان.س

من جملة أشغال التهيئة التي عرفتها الواجهة البحرية لمدينة بومرداس مؤخرا، تخصيص عربات جرّ مهيأة لباعة الشاي المتجولين القادمين من جنوبنا الكبير، وهي عربات صنعت خصيصا لهذا الغرض، أعطي لها حجم واحد ولون واحد وكل عربة لها رقم، وعلى كل بائع احترام رقمه ومكانه.

استحسن عدد من باعة الشاي المتجوّلين بالواجهة البحرية، امتلاكهم لعربة جر مصنوعة خصيصا لتجارتهم الموسمية، وقالوا بأن هذه الالتفاتة التي جاءت كحتمية فرضت من طرف السلطات الولائية قبيل انطلاق الموسم الصيفي، سمحت لهم بممارسة نشاطهم التجاري بأريحية كبيرة. وكان الوالي عبد الرحمان مدني فواتيح قد فرض فلسفة جديدة على قطاع السياحة فيما أسماه بـ«منهجية عمل جديدة لترقية بومرداس كوجهة سياحية بامتياز"، وعمل في ذلك على إدراج عدّة تغييرات في هذا الاتجاه، ومنه كانت أشغال تهيئة الواجهة البحرية التي تعرف لوحدها توافدا كبيرا للسياح خلال الموسم الصيفي، وفي هذا السياق، جاءت إلزامية انخراط باعة الشاي المتجولين، -الذين قدموا من جنوبنا الكبير بحثا عن لقمة العيش-، في الفلسفة الجديدة للقطاع، ومنه جاءت فكرة تخصيص عربات جر مصنوعة خصيصا لهؤلاء الباعة ".. بحجم واحد، ولون واحد، كل عربة مرقمة، وكل صاحب رقم يعرف عربته ومكانه وعليه احترام هذا وذاك".. هي تفاصيل الوالي التي أملاها حرفا حرفا على كل من ينتمي لقطاع السياحة المُعول عليه كثيرا، لدر أرباح ومداخيل جبائية للخزينة العمومية..

«المساء" زارت الواجهة البحرية التي تحصي قرابة 20 مكانا مرقّما لأصحاب عربات الشاي، وتحدّثت إلى الباعة الشباب، ومنهم ابزر حبيب الله بن تسلا من ولاية تنمراست، الذي اعتبر فكرة عربة الشاي المتنقلة "مبادرة جيدة أغنتنا عن لفيح أشعة الشمس"، وكشف عن أنّ لقمة العيش هي التي جعلته يقطع آلاف الكيلومترات قدوما من عاصمة الأهقار إلى واجهة بحر بومرداس، طلبا للرزق منذ أكثر من عام، وقال بأنّه اقتدى بفكرة شباب من ولايته وجدوا في بيع الشاي الصحراوي المحبوب جدا فرصة عمل، فوجدها من جهته مدرة للأرباح "واليوم بعد تجربة عام في التجوال تحت أشعة الشمس الحارقة، فرضت علينا السلطات بيع الشاي على عربة جر مقابل تسديد مبلغ 100 ألف دج ندفعها بالتقسيط وتشمل حق العربة والضرائب لمدة سنة كاملة".

ووجد محمد حميدوش من نفس الولاية، العمل في بيع الشاي الصحراوي على العربة ذات اللون الأزرق السماوي المصنوعة على يد حرفي مؤهل، "فكرة جيدة أعطته نفسا جديدا في مواصلة عمله هذا، وقال "من قبل كنت أعمل في ميزيرية كحلة" (في ضنك) وبعد أربع سنوات متجوّلا أبيع الشاي لكسب لقمة العيش، أصبحت صاحب عربة ومكان قار لا أحد يمكنه منازعتي إياه.. والله التفاتة طيبة من الوالي سمحت لي أنا شخصيا في الاسترزاق بكرامة"، مؤكّدا هو الآخر أن مبلغ الـ100 ألف دج ثمن العربة والضرائب لسنة، قد تم الاتفاق عليها مسبقا، وحتى يتم التسديد براحة كبيرة، تمكّن الباعة من تحقيق ربح وتسديد دين..

الأمر نفسه بالنسبة للشاب يوسف لنصاري من تمنراست أيضا، حيث اعتبر المبادرة بمثابة نقلة نوعية في مجال التجارة، وقال بأنّه كان يتأرجح فيها بين مستويات عليا وأخرى دنيا.. بين ربح بعض السنتيمات خلال الصيف كونها تجارة موسمية تنتعش صيفا، ويقول "كانت لديّ من قبل طاولة صغيرة وكانت "شقوة" كبيرة، لكنني اليوم صاحب مكان قار يحمل اسمي ولا أحد يمكنه طردي منه أو يسرع إلى مكاني فجرا ليستقر فيه، وأضطر إلى إيجاد مكان آخر أو التجوال من شاطئ إلى آخر"..