تكريس الحس المدني حفاظا على البيئة

نظافة المحيط مسؤولية الجميع

نظافة المحيط مسؤولية الجميع
  • القراءات: 3580
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا الإمام "م. لعزوني" إلى ضرورة الالتزام بنظافة المحيط، والابتعاد عن الإساءة للشوارع، من خلال التصرفات والسلوكيات غير الحضرية، وإلقاء النفايات دون أي حس بالمسؤولية، مشيرا، في خطبة يوم الجمعة، إلى أن "بعض النفوس المريضة لا تتحمل مشاهدة مكان نظيف، وتجدهم يحاولون الضرر به برمي القمامة فيه، حتى وإن كان ذلك في الحي الذي يعيشون فيه".

قال الإمام، بأنه خلال هذه الأيام، الكل يتحدث عن جمال العاصمة ونظافتها، بعدما تحلت بثوب أبيض جميل، وتم تنظيف شوارعها وأحيائها بعمق، مع غرس الكثير من الأشجار ونباتات الزينة والأزهار، وإعادة طلي جدرانها، تحضيرا لاستقبال ضيوفها للقمة العربية التي احتضنتها الجزائر مؤخرا، وبالرغم من كل تلك المبادرات الجميلة، يقول المتحدث، "إلا أن الكثيرين وجدوا في الأمر فرصة لإلقاء خطابات لا معنى لها، على حد تعبيره، تبقى مجرد تعليقات تافهة، مثل؛ لماذا لا تُنجز تلك الأعمال كل سنة، متناسيين مسؤوليتهم الكبيرة في الإبقاء على نظافة وجمال الأحياء والشوارع"، معتبرا "أن لكل مواطن مهمة في الحفاظ على جمال ونظافة حيه، أو المكان الذي يعيش فيه، وهي مسؤولية مشتركة لابد أن يتحملها الجميع، ولا تختص بطرف واحد فقط من المجتمع".

وقال الإمام لعزوني: "إن ديننا الحنيف يأمرنا بالنظافة، فلا يكتمل جمال الظاهر بغيرها، ولا يكتمل صفاء الباطن بغير تقوى، فالنظافة تبدأ من الجسم، والثوب"، يقول المتحدث، "فلا يهم ثمن اللباس أو نوعية القماش أو سعره، إنما المهم أن يكون نظيفا، وهكذا بيوتنا، ثم أحياؤنا ووطننا، فعلى المسلم أن يولي اهتماما خاصا بالنظافة، ولابد أن تتغير الكثير من الذهنيات وتتغير السلوكيات السلبية والمضرة بحياتنا"، مضيفا بقوله: "إن الأوساخ نجاسات، وهي السبب الرئيسي لعدوى الأمراض السارية، لأنها المكان المثالي لتراكم الجراثيم وتكاثرها"، وأوضح أن النظافة لا نقاش فيها، لدرجة أن الصلاة لا تتم إلا عن طهارة وفي مكان طاهر.

وشدد المتحدث على أنه "اليوم نشهد الكثير من المظاهر المضرة بالمحيط، يمارسها خصوصا الشباب، تجدهم يلقون القمامة في الشارع دون أي تردد؛ القارورات البلاستيكية، علب السجائر، أكواب القهوة، وحتى الأكياس البلاستيكية وغيرها من النفايات، حتى أن البعض يمارس تلك السلوكيات خلال السياقة، ليلقي ما له من قمامة من النافذة مباشرة، حتى عند استغلالهم للطرقات السيارة، وهذا أمر غير مقبول، ولابد أن يتغير من خلال الموعظة"، حيث دعا في هذا الخصوص، إلى أهمية شن حملات توعية حقيقية، لتغير تلك الذهنيات، ولما لا الوصول إلى فرض غرامات مالية على من لا يحترم نظافة المكان، ويتعمد الإساءة إلى المحيط، من خلال إلقاء القمامة، كما تقوم به العديد من الدول، التي لا تتهاون بتاتا في هذا الأمر، على غرار دولة سنغافورة، التي تعد من أنظف دول العالم، لما تنتهجه من سياسة صارمة في هذا الإطار، لدرجة أن يمنع تناول "العلكة" في بعض الشوارع، حتى لا تُلقى على الأرض.  في الأخير، دعا الإمام لعزوني، إلى أهمية التحلي بروح الوطنية، وتبني سلوكيات إيجابية من شأنها الرفع من مستوى التحضر وليس العكس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتغيير الذهنيات ولو بكلمة حق، لأن نظافة الوطن مسؤولية الجميع، وليس الحكومات فقط.