رئيسة المنظمة الوطنية للمتقاعدين فطيمة الزهراء حريبي:

نطالب بيوم وطني للمتقاعد وجعله جزءا من الخطط التنموية

نطالب بيوم وطني للمتقاعد وجعله  جزءا من الخطط التنموية
  • القراءات: 665
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعت رئيسة المنظمة الوطنية للمتقاعدين السيدة فطيمة الزهراء حريبي، إلى رد الاعتبار للمتقاعدين؛ من خلال التأسيس ليوم وطني، يكون بمثابة المحطة التي يتم من خلالها تذكّرهم، والحديث عن وضعيتهم وانشغالاتهم؛ على اعتبار أنهم يمثلون رغم إحالتهم على التقاعد، قوة اجتماعية هامة، بإمكانهم تقديم خبرتهم المهنية الطويلة في مختلف المجالات. ورفضت حريبي، في المقابل، أن يتم تهميشهم، أو وصفهم بـ "الموتى قاعدين".

وحول واقع المتقاعد والداعي إلى تأسيس منظمة تعنى برفع الغبن عن هذه الفئة الهامة من المجتمع، تحدّثت رئيسة المنظمة الوطنية للمتقاعدين، عن أهداف المنظمة، وطموحاتها، التي تصب في إعادة بعث حياة هذه الشريحة بعد التقاعد.

المنظمة تنظيمٌ قانونيّ لرفع الغبن عن المتقاعد

قالت رئيسة المنظمة الوطنية للمتقاعدين السيدة فطيمة الزهراء حريبي خلال نزولها مؤخرا ضيفة على منتدى جمعية الصحفيين والمراسلين بولاية البليدة، "إن هذا التنظيم جاء ليجمع كل المتقاعدين المنتسبين للصندوق الوطني للتقاعد وذوي حقوقهم؛ بمعنى أنه يضم مختلف المتقاعدين العاملين في مختلف القطاعات بدون تمييز أو تفرقة بينهم؛ إذ حازت المنظمة على الاعتماد القانوني في 21 نوفمبر 2021"، مشيرة إلى أن الميزة التي تخص هذا التنظيم، أنه يُعد أول تنظيم قانوني يمثل، بصورة رسمية، المتقاعدين والمتقاعدات، ويجمع كل المنتسبين للصندوق، الذين يستفيدون من مختلف النشاطات والبرامج التي يُنتظر أن تبرمجها المنظمة، خاصة في الشق الاجتماعي كمرحلة أولى". وأكثر من هذا ـ تضيف ـ "فإن المنظمة لا تخص المتقاعدين فقط، وإنما تمتد لتشمل، أيضا، ذوي الحقوق؛ حتى تساهم في كفل الحقوق، خاصة المرتبطة بهذه الشريحة، التي تعتقد أن حياتها تنتهي اجتماعيا بمجرد انتهاء مسارها المهني، وهو الأمر الذي جعلنا ننتفض ونفكر كمتقاعدين، في كيفية رد الاعتبار لأنفسنا"، مضيفة: "لازلنا موجودين، وقادرين على العطاء. ونرفض البقاء في الزاوية".

تغيير الصورة النمطية للمتقاعد

ترى رئيسة المنظمة السيدة حريبي، أن من أهم أسباب تأسيس التنظيم، الرغبة في استغلال الخبرة المهنية على مدار سنوات طويلة من العمل لهؤلاء المتقاعدين. وحسبها، من غير الممكن إهدار مثل هذه الخبرات، وتهميشها اجتماعيا لمجرد أن حياتها المهنية من الناحية القانونية، انتهت، في وقت "نجزم بأن حياتها الاجتماعية لاتزال مستمرة، وقادرة على العطاء"، لافتة إلى أن من أهم الأسباب، كذلك، التي شجعت على تهميش هذه الشريحة، وصفُ مختلف وسائل الإعلام لها، بـ "الموتى قاعدين"، وهي صفة ـ قالت ـ"غير إنسانية وغير اجتماعية، بل غير أخلاقية، نرفضها رفضا قاطعا"، موضحة في هذا السياق: "لأننا لانزال أحياء، ونمثل خبرة السنين التي تبحث عمن يحتاج إليها، ويستثمر فيها".

متواجدون في 46 ولاية

تمكنت المنظمة، حسب المتحدثة، في غضون سنة من تأسيسها، من التواجد عبر 46 ولاية بصورة منظمة ومهيكلة، وعشرات المكاتب البلدية المنتشرة. ولقيت فكرة المنظمة ترحيبا كبيرا من طرف المتقاعدين، وهو ما يعكسه وجود أكثر من 6 آلاف منخرط، مشيرة إلى أن الرغبة الكبيرة للمتقاعدين في أن يكون لهم وجود بعد التقاعد، جعلت من السهل وضع الأسس الأولى لهذا التنظيم، وهذا يعكس حالة الرفض التي يعيشها المتقاعد في ظل مجتمع لم يدرك إلى اليوم، القيمة الكبيرة لهذه الفئة، التي ينتهي بها المقام في المقاهي، والحدائق العمومية.ومن جهة أخرى، أشارت المتحدثة إلى أن هذا التنظيم الاجتماعي سيكون له دور كبير في المجتمع؛ من خلال الخدمات الاجتماعية، التي تعمل المنظمة على تسطيرها في خطوة أولى؛ مثل إبرام اتفاقيات في المجال الصحي مع مخابر ومراكز استشفائية وقطاعات سياحية ووكالات، وغيرها من المؤسسات الخدماتية. وبالمناسبة، ذكرت أنه سبق للتنظيم أن رفع باسم منخرطيه، جملة من المطالب والمقترحات والأفكار بمناسبة انعقاد أشغال الدورة الخريفية للبرلمان، ودراسة ملف المتقاعدين؛ حيث لقي التنظيم كمجتمع مدني، قبولا وترحيبا كبيرين من أعضاء البرلمان بغرفتيه، وهو ما يوحي، حسبها، بأن المنتسبين للمنظمة في "الطريق الصحيح"، وأن هذا التنظيم جاء، حقيقة، ليكشف حجم ما تعانيه هذه الشريحة، التي يُفترض أنها تمثل قوة اجتماعية لا يستهان بها في المجال التنموي.

يوم وطنيّ للمتقاعد يُخرجه من دائرة التهميش

كشفت رئيسة المنظمة أنه بعد الانتهاء من هيكلة المكاتب الولائية، سيُشرع في تسطير برامج مكثفة لفائدة المتقاعدين والمتقاعدات في الشق الاجتماعي، معتقدة أن "هذه الشريحة هي محرك أساس من محركات المجتمع". وأكثر من هذا تردف: "عندما عُقد اللقاء الأول للأمناء الولائيين بالعاصمة، كان أول مطلب لنا هو الحاجة إلى تخصيص يوم وطني للمتقاعد، يكون بمثابة المحطة التي تجعل من خلالها كل القطاعات تتفاعل مع هذه الشريحة. ويتم الالتفاتة إليها، ومنه الاعتراف بأنها موجودة، وقادرة على العطاء". وذكرت المتحدثة أن المنظمة سعت، أيضا، للتأكيد على أحقية هذه الفئة في استحداث الجائزة الوطنية للمتقاعد المبدع بغض النظر عن القطاع الذي كان ينتسب إليه. ومن خلال هذه المبادرة قالت: "نكشف عما يمكن المتقاعدَ أن يقدمه كطاقة لاتزال بحاجة لأن تُستغل، وتكون مصدر إلهام للشباب، ومنه الحفاظ على التواصل مع الشباب".

التخطيط لحياة التقاعد ضرورة اجتماعية ملحّة

تعتقد رئيسة المنظمة أن واحدا من أهم العوامل التي ساهمت في تهميش المتقاعد، إهماله التفكير في مرحلة ما بعد انتهاء مساره المهني، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يعيشون حالة من الضياع والفراغ، مما أدخلهم في مرحلة الاكتئاب بعدما أصبحت حياتهم فارغة. وانطلاقا من هذا بادر التنظيم، في إطار برنامجه الأولي، بالتواصل مع مختصين، لبحث السبل التي تساعد على توعية هذه الفئات التي تشرف على مرحلة التقاعد؛ من أجل التخطيط لهذه المرحلة الهامة من حياتهم؛ ليكون لمرحلة التقاعد معنى مختلف ومتجدد، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، ترى المتحدثة أن من أهم المطالب التي تناضل من أجلها هي، إبقاء المتقاعد على اتصال دائم مع مؤسسته؛ من خلال ضمان حقه في الاستفادة من الشؤون الاجتماعية، خاصة أنه كان يقدم اشتراكاته بصورة منتظمة وقانونية، وبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحول، أن يتم قطع علاقته بصورة نهائية، لمجرد أن مساره المهني القانوني قد انتهى.

مطالب مشروعة تنتظر التجسيد

من جملة مطالب المنظمة، حسب المسؤولة الأولى عن التنظيم، الاهتمام بتحيين معاشات المتقاعدين عند الرفع من الأجور، وهو، حسبها، حق مشروع، خاصة أن بعض الفئات في المجتمع تستفيد من الزيادات، بينما فئات أخرى لا تستفيد بحكم الاختلاف في المؤسسة التي كانت تعمل بها، في الوقت الذي تعتقد المتحدثة أن "كليهما خلال مرحلة التقاعد، يُفترض أنهما متشابهان، وهو ما نعتبره خللا، بحاجة إلى إعادة نظر لتكريس مفهوم الدولة الاجتماعية"، مشيرة إلى أن بعض الفئات مِنحتهم ضعيفة جدا، فضلا عن أن بعض الفئات لم تُحتسب لها سنوات الخدمة الوطنية رغم أن بعض الوكالات أدرجتها، وأخرى ببعض الولايات لم تحتسبها، مؤكدة أن المنظمة تلقت العديد الشكاوى في هذا الإطار".ومن المطالب التي ترى المتحدثة أنها هامة خاصة أنها تؤثر على هذه الشريحة، الضريبة على الدخل التي ترهق معاشات المتقاعدين. وفي الإطار، تطالب باتخاذ إجراءات استثنائية للتقليل من الضريبة؛ لأن معاشات المتقاعدين، حسبها، ليست دخلا وإنما منحة، وبالتالي على أي أساس يتم اقتطاع الضريبة منها، خاصة بالنسبة للفئات التي تتلقى منحة ضعيفة، إلى جانب المطالبة، من باب الاستثناء وتكريس مبدأ الدولة الاجتماعية، بأن يستفيد المتقاعد من عدد من التخفيضات ببعض الخدمات؛ كالنقل مثلا، مشيرة إلى أن هذه المطالب تمثل مجموعة من الأفكار التي من شأنها بعد تفعيلها، تغيير حياة المتقاعد، ورد له الاعتبار خلال هذه المرحلة الهامة من حياته.