يؤكد الأخصائيون في الأرطفونيا والنطق، أن أسباب تأخر النطق لدى الأطفال يرجع إلى عدة أسباب، من بينها طبيعة العائلة، فقد يكون تأخر كلام الطفل حتى بلوغه العامين أو أكثر أمرا طبيعيا بالنسبة لأشقائه الآخرين، أو عدم قدرة الطفل على تحريك لسانه بسبب وجود رباط عضلي يربط اللسان، وهو عيب خلقي بسبب إخراج غير صحيح للحروف.

أشار الأخصائيون إلى أنه من بين الأمور التي يستوجب مراجعتها، إمكانية حدوث نقص في خلايا الدماغ، نتيجة العوامل الوراثية أو عوامل مرضية، مثل التهاب السحايا والتهاب المخ أو سوء التغذية عند الأم الحامل، كما قد يحدث لدى بعض الأطفال تأخر في النطق بسبب نقص السمع أو ضعف الإدراك أو اضطرابات الكلام أو اضطرابات اللغة أو التوحد، أو أشياء أخرى. تمت الإشارة إلى أن عوامل الخطر تكمن في أن يكون الطفل هادئا أكثر من المعتاد وثرثرته قليلة، ويكون لدى الطفل تاريخ من التهابات الأذن، أن ينطق عددا محدودا من الأصوات الساكنة، مثل ”ب”، ولا يستطيع الطفل ربط أفكاره وأفعاله معا أثناء اللعب أو يواجه صعوبات في اللعب مع أقرانه، أي صعوبات في المهارات الاجتماعية، كما يكون لديه تاريخ عائلي في تأخر التواصل أو صعوبات في التعلم، أي أن يكون فهمه واستيعابه قليلا بالنسبة لعمره، ويستخدم إيماءات قليلة للتواصل ولا يستطيع تقليد أو محاكاة الكلمات.

أوضح الأخصائيون أن الوقت المناسب لاستشارة الطبيب، تتم إذا كان طفلك مازال يجد صعوبة في فهم الأوامر والتوجيهات البسيطة، وهو في سن الثالثة، وإذا أبدى حيرة حقيقية عندما تطلبين منه القيام بأمر سهل ومازال غير قادر على استيعاب الطريقة، ربما يعاني من تأخر إدراكي. وفي حال ما لم ينطق بعض الكلمات حتى سن الـ30 شهرا.

فيما يخص الدور الذي تلعبه الأم والأسرة، فهو تدريب الطفل على الاسترخاء والتحدث ببطء، عدم السخرية منه إذا كان يعاني من عيوب في النطق. القراءة مع الطفل تكسبه مهارات وكلمات وجمل تنمي خياله وتوسع إدراكه، تخصيص وقت للعب مع الطفل واختيار الألعاب التي تناسب سنه، وكذا التحدث إليه لاحتوائه وعدم شعوره بالإهمال، كما يمكن للطفل مشاهدة التلفزيون لمدة ساعتين في اليوم، وهي المدة الكافية، لأن بقاءه لمدة طويلة، حسب المختصين، يشكل انعزالا، لذا لابد أن يختار الأولياء البرامج الهادفة والملائمة لأطفالهم.