لتجنب الأمراض المزمنة، خبراء يؤكدون

نشر ثقافة العناية بالفم واللثة ضرورة

نشر ثقافة العناية بالفم واللثة ضرورة
  • القراءات: 1192
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أوضح محمد سعيد جودي، رئيس النادي العلمي لطب الأسنان "مير"، أن الجزائريين يفتقدون لثقافة فرش الأسنان والمحافظة على صحة فمهم بشكل عام، مشيرا إلى أن الخوف من طبيب الأسنان بسبب الألم الذي يتسبب فيه في حقيقة الأمر الضرس المريض وراء ذلك الهلع، موضحا أن هذا الاختصاص أصبحت له صورة مخيفة لدرجة لا يحتمل فيها البعض حتى سماع صوت رنين واهتزاز الأجهزة الخاصة بالعلاج.

أوضح المتحدث على هامش مشاركة ناديه في الصالون الدولي لتكنولوجيا ومستلزمات طب وجراحة الأسنان مؤخرا، بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، أن الهدف من خلق ناد خاص، هو نشر الثقافة والعادات الصحيحة لسلامة الفم والأسنان واللثة، من خلال تنظيم حملات تحسيسية توعوية، ومحاولة التقرب من أكبر قدر ممكن من المواطنين، بالخروج إلى الساحات وتنظيم لقاءات داخل المدارس مع الأطفال، لاسيما أن نشر هذا الوعي وتلك الثقافة، لابد أن يتم في مرحلة أولى عند شريحة الأطفال، حيث لابد أن تكون من العادات التي تنمو مع الطفل ويعتاد عليها دون أن يجد فيها صعوبة عند كبره.

طمأن المتحدث أنه مع التطور التكنولوجي الذي مس هذا القطاع، أصبح للطبيب وسائل أكثر راحة من تلك التي كانت قبل سنوات، فهي تساعد على العلاج دون ألم، كما أن التقنيات التي يستعملها طبيب الأسنان كفيلة بعدم إزعاج المريض، وهذه نقطة إيجابية لابد أن يدركها المواطن حتى تعود لديه ثقافة استشارة الأخصائي قبل تأزم الوضعية، وبلوغها مراحل أكثر إزعاجا وألما، فالوقاية دائما تبقى "خيرا من العلاج".

أشار الأخصائي إلى أن نظافة الأسنان ترتبط بصحة الجسم عامة، حيث قال "في الماضي لم يدرك الإنسان أن هناك علاقة واضحة بين نظافة الأسنان والعديد من الأمراض، على غرار الأمراض التنفسية، حيث أكدت الكثير من الدراسات أن هناك علاقة قوية وواضحة بين الطرفين، فعلى سبيل المثال، مرض الالتهاب الرئوي والانسداد الرئوي المزمن مرتبط بالبكتيريا التي تخترق الجهاز التنفسي عن طريق الفم، كما أن العديد من أمراض القلب ترتبط بمشكل عدم العناية بصحة الفم، فوصول المشكل إلى مراحل متقدمة، قد يتسبب في الإصابة بأزمات قلبية تنعكس على سلامة الشخص وصحته.

يعد غسل الأسنان بالفرشاة يوميا، من الضروريات التي لابد أن نتبناها، يقول محمد جودي، كعادات متجذرة لا يختلف الخبراء وأطباء الأسنان على أهميتها، لكن لا يكف هذا الروتين دون اختيار المعجون المناسب والفرشاة المناسبة، فالفرش دون اتباع الأساليب الصحيحة لا يفيد بشيء، مضيفا أن اختيار المعجون المناسب لا يرتبط بالعلامة التجارية المشهورة، أو أكثر الأسعار ارتفاعا، فمن المستحسن اختيار المستحضر الذي يتكون من المادة الفعالة في علاج المشكل الذي نعاني منه تحديدا، يقول جودي، ولابد أن تحتوي على مادة الفلورايد، وهو المكون الذي يقي من التسوس وأمراض اللثة ويعدل نسبة الحموضة داخل الفم، فالحصول على قدر مناسب منه يؤدي إلى أسنان قوية في مرحلة قبل بزوغ السن، أما بعد بزوغه في الفم، فيعمل الفلورايد على مقاومة الضرر الذي تحدثه الأحماض التي تفرزها البكتيريا المسببة للتسوس، بالتالي يحمي الأسنان، ومنه طبقة المينا ويقويها.

الجدير بالذكر أن "مير" -وهي اسم النادي- الترجمة اللاتينية لشجرة المر، وهي من النباتات الطبية القديمة التي استعملتها الهند منذ الأزل لعلاج مشاكل الفم، تعد من النباتات العلاجية التي تدخل في العديد من أدوية الطب البديل، وهذا ما يجعل اسم النادي أسطوريا، يعكس مهام وما يصبو إليه هذا التجمع الكبير لطلبة تخصص طب وجراحة الأسنان.