يوم دراسي عن «مخاطر الأنترنت واستعمال مواقع التواصل»

نشر الوعي وتوفير مناخ أسري

نشر الوعي وتوفير  مناخ أسري
  • 1057
❊ح. شبيلة ❊ح. شبيلة

أجمع المشاركون في اليوم الدراسي حول مخاطر الأنترنت، الذي نظمه ديوان مؤسسات الشباب بقسنطينة مؤخرا، على ضرورة نشر الوعي بمخاطر الأنترنت، كونه لا يختلف عن إدمان المخدرات والكحول وما يحمله من أضرار.

 

دعا المتدخلون من أخصائيين نفسانيين وممثلين عن الأمن الوطني وكذا مديريتي الشؤون الدينية والثقافة وحتى قطاع العدالة، إلى ضرورة تفعيل دور الوحدات الإرشادية والعيادات النفسية لتوعية المراهقين بمخاطر الإدمان على الأنترنت، من خلال التنسيق بين المؤسسات التربوية وغيرها من المؤسسات، خاصة الإعلامية، وإعداد برامج إرشادية وتحسيسية لنشر الوعي بمخاطر هذه الظاهرة، زيادة على تنظيم دورات لتوعية المراهقين والشباب حول حسن استخدام الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي واستثمارها لفوائد علمية وثقافية، مع نشر الوعي بأهمية التماسك الأسري والحرص على الجلوس والحوار مع الأهل، ناهيك عن ضرورة متابعة استخدام الأبناء للأنترنت من حيث الفترة والمدة والمضمون، مع ضبط وقت الاستخدام والحوار الفعال داخل الأسرة.

من جهتها، شددت الأخصائية في علم النفس العيادي الدكتورة زاهي أميرة، خلال مداخلتها حول «النسق الأسري وعلاقته بالإدمان على الأنترنت»، على ضرورة توفير مناخ وجداني سوي داخل الأسرة لحماية الأبناء المراهقين من خطر الإدمان على الأنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار «الفيسبوك»، حيث أضافت المتدخلة أن مرحلة المراهقة التي تمتد بين 12 و21 سنة تعد مرحلة حرجة من مراحل النمو، حيث يعيش فيها المراهق تغيرات ومشاكل وصراعات مختلفة، مما يجعله أكثر عرضة للانحراف. كما أن «الفايسبوك» يسمح ـ حسبها ـ للمراهق بخلق شخصية خيالية، مع عدم الكشف عن الهوية الحقيقية، بالتالي التعبير عن المكبوتات والمشاعر بحرية، وأضافت المتحدثة أن المراهق هو جزء من النسق الأسري الذي ينتمي إليه، حيث أكدت أن أي اضطراب على مستوى النسق الأسري يؤثر على السيرورة العلائقية بين أفراده، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار وظهور صراعات وانحرافات وفقدان التوازن الأسري.

أما الباحثة في علم النفس العيادي الدكتورة خمار لبنى، فأكدت خلال مداخلتها حول «استعراض الذات»، أن البحث الذي قامت به إحدى الجمعيات المتخصصة في الجزائر، أثبت أن 77 بالمائة من الفئة العمرية الممتدة بين 15 و24 مدمنين على الأنترنت، و77 بالمائة من الشباب المدمن على هذه الظاهرة يستخدمون الهواتف الذكية للولوج إلى العديد من المواقع وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». كما أوضحت أن التواصل عبارة عن علاقة فيها مضمون والمتصفح من يختار الموضوع، مشيرة إلى أنّ استخدام موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» نظرا لسهولة استخدامه، يتيح للمراهق التعبير عن آرائه واتجاهاته بكل حرية مع إمكانية إخفاء هويته الحقيقة وإعطائه فرصة التعرف على أصدقاء من كل أنحاء العالم، لذلك وجب حسب المتدخلة، العمل على تجنيب المراهق الوقوع في خطر الإدمان على «الفايسبوك»، وتوجيهه من أجل استخدامه بعقلانية واستثماره لفوائد ثقافية وعلمية.

من جهته، أكد ممثل فرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية الملازم الأول هشام بوحناش، أن تنصيب الفرقة المتخصصة في مكافحة الجرائم مؤخرا، جاء خصيصا للتكيف مع الواقع المعيش، على اعتبار أن الجريمة الإلكترونية عرفت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في المجتمع الجزائري بصفة عامة، والقسنطيني بصفة خاصة، رغم طابعه المحافظ، حيث عرض المتدخل العديد من الحالات التي تلقت المصالح المعنية شكاوى بشأنها، والتي كان أغلب ضحاياها مراهقين.

الجدير بالذكر أن اليوم التحسيسي الذي جاء تحت شعار «استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بعقل واع»، احتضنه مقر ديوان مؤسسات الشباب، وحسب مدير الديوان السيد محمد علمي، سيعمم من خلال قوافل تحسيسية ستجوب بلديات الولاية الـ12 للتحسيس بمخاطر الأنترنت.