خصصت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لرمضان الجاري، مجموعة من النشاطات التي تزاوج بين روحانية الشهر الفضيل ومجد تاريخ الجزائر، فالوزارة حرصت هذه السنة على العمل المنسق مع عدة قطاعات وزارية أخرى منها وزارة المجاهدين، بحيث ستعرف المساجد نشاطات تتحدث عن تاريخ الجزائر وعن الـ5 جويلية عيد الاستقلال، إلى جانب الاهتمام بعدة نشاطات ثقافية وفنية أريد لها هذه السنة أن تكون مربوطة بشكل خاص بشهر رمضان.
خرجت وزارة الشؤون الدينية خلال رمضان الجاري ببرنامج جديد تعظيما لهذا الشهر الكريم، ولئن دأبت من قبل على تسطير برامج دينية تتماشى مع القطاع، إلا أنها فضلت هذه السنة الخروج عن المعتاد وعملت بالتنسيق مع وزارات الثقافة والمجاهدين والتضامن الوطني، للخروج ببرنامج يحمل الكثير من الأنشطة التي تجمع تلك القطاعات برمضان كونه هذه السنة يأتينا وسط الموسم الصيفي الذي يعرف من جهته بالعادة العديد من النشاطات، خاصة الثقافية منها، على غرار المهرجانات الغنائية. في هذا الإطار كشف السيد أبوبكر خالدي الأمين العام بوزارة الشؤون الدينية أن الأخيرة أبرمت اتفاقا مع وزارة الثقافة لتكون كل المهرجانات المقرر تنظيمها خلال جويلية الجاري «نظيفة»، بمعنى أن تهتم تلك المهرجانات ببث أغان هادئة ونظيفة من حيث الكلمات وأن لا تكون صاخبة.
وبالتنسيق مع ذات الوزارة فإن هناك اتفاقا على تنظيم معرض للخط العربي على هامش جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم المقررة ما بين 20 و26 رمضان. كما ستستضيف ولاية تيزي وزو معرض تاريخ العلوم في الإسلام، وولاية أدرار ستعرف تنظيم معرض كنوز التراث الجزائري، وولاية عنابة ستعرف تنظيم معرض حول الصحراء الجزائرية. كما أرادت وزارة الشؤون الدينية أن تكون لها التفاتة خاصة للمهاجرين الجزائريين الذين يفضلون قضاء رمضان في وطنهم الأم، وذلك من خلال العمل على توزيع كتب عن الجزائر ومصاحف والعلم الوطني، وهذا مقرر بعد عيد الفطر بمطار الجزائر الدولي قبيل مغادرتهم.
وستعرف كذلك المساجد طيلة رمضان، نشاطا خاصا جدا يعنى بتاريخ الجزائر، بالتنسيق مع وزارة المجاهدين، حيث سيتم توزيع كتب مختارة عن تاريخ الجزائر بالمساجد، ومن المقرر أيضا تنظيم زيارات للمتاحف الوطنية والمتاحف الجهوية للمجاهد لصالح رواد المساجد وعلى رأسهم الأطفال. كما ستعرف جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم بالموازاة تنظيم معرض الذاكرة بقصر المعارض، حيث ستؤدي الوفود الأجنبية المشاركة في فعاليات الجائزة، زيارة خاصة لهذا المعرض بغرض تعريفها بالتاريخ البطولي للجزائر وشهدائها ومجاهديها. ونذكّر بأن جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم، ستعرف هذه السنة مشاركة 43 دولة منها دول غربية مثل كندا وبلجيكا وروسيا. إضافة إلى النشاط المسجدي العادي الذي ينتظر أن يكثف خلال رمضان، بتنظيم ندوات ومحاضرات في المساجد عبر كامل القطر الوطني. علما أن وزارة الشؤون الدينية أشرفت مؤخرا على طباعة المصحف الشريف برواية ورش وتعميمه على كل المساجد بالوطن وعددها إلى نهاية جوان 2014، 16.575 مسجد يتردد عليها أكثر من 17 مليون جزائري يصلون في المساجد خاصة صلاة الجمعة والتراويح، لذلك فإن المسجد سيشهد في رمضان الجاري أنشطة اجتماعية للتكافل، بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، وهي أنشطة تهتم بمساعدة الأسر المعوزة والمسنين والأيتام وغيرها.
وإلى جانب ما تم ذكره، فإن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أشرفت على تسجيل 30 حديثا دينيا من أحاديث الصباح التي تبث عبر القناة الإذاعية الأولى، وأيضا 30 حديثا للإفطار خاص بالتلفزيون، وكذلك 30 حديثا خاصا بالسحور، مع إعداد 3 كتيبات سيتم طبعها خلال رمضان، وهي: «بيان عدم ثبوت السنة بقراءة البسملة في الصلاة»، «موضع القدمين من المصلي في الصلاة»، «رفع اليدين بالدعاء». هذا دون إغفال الجانب التحسيسي المنوط أيضا بائمة المساجد والمتطوعين فيما يخص التوعية في مجال الأمراض المزمنة ورمضان.