بيع الذرة على الطرق الساحلية
نشاط موسمي ينتعش كل صيف

- 759

تنتعش تجارة الذرة الطازجة على قارعة الطرقات المؤدية إلى الشواطئ مع كل موسم صيف، في نشاط يمارسه الشباب المجاورون للأراضي الزراعية والمحاذية للطرقات الساحلية؛ حيث تشهد تلك التجارة مع كل موسم اصطياف، حركة لا مثيل لها بعدما ربط الكثيرون هذه الوجبة الصحية الخفيفة، بالشواطئ، خصوصا أنها مثالية لكسر الجوع؛ إذ يتم بيع كميات منها كل يوم على شاطئ البحر، والطرق المؤدية إلى الشواطئ.
ويصطف تجار الذرة على قارعة الطرقات المؤدية إلى برج البحري بشرق العاصمة، في نشاط يحاول رواده تحمّل حرارة الجو في سبيل كسب أرباح مقابل عملهم البسيط في طهي الذرة الصفراء على الجمر، وتقديمها لمحبي هذه الخضار الموسمية، التي إلى جانب لذتها وذوقها المميز، منافعها العديدة لا تُعد ولا تحصى؛ حيث يشكل المارة بدورهم، طوابير من السيارات المتوقفة بشكل عشوائي في انتظار الدور لاقتناء حبات من الذرة، وتناولها في عين المكان وقوفا، أو داخل السيارة؛ فلا مجال للانتظار، خصوصا أن منهم من يرغب في تناولها ساخنة، مباشرة بعد رفعها من نار الشواء ومزجها بالملح.
وقد أثار اهتمام "المساء" الفئة العمرية لغالبية الباعة هناك، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و20 سنة، أطفال وشباب ضحوا بعطلتهم وعدم نزولهم إلى الشواطئ بالرغم من قربهم منه؛ بغرض العمل وإعانة أسرهم، خصوصا أن من هيئتهم البسيطة تبدو حاجتهم الكبيرة لذلك العمل، لا سيما أن عملهم تحت أشعة الشمس الحارة وبالقرب من براميل حديدية حولوها إلى ماكينات شواء ضخمة تزيدهم حرا؛ مما يترجم مشقة عملهم. تهافتُ المارة على الذرة خلال فصل الصيف، يبرر إقبال الباعة على هذا النشاط الموسمي، وبنفس نوعية الخدمة على طول الشريط الساحلي شرقا وغربا. والدليل على ذلك اعتماد نفس الوسائل، وطريق طهي واحدة، وحتى الأسعار متقاربة؛ إذ تتراوح بين 80 دينارا و150 دينار حسب حجم الحبة، وفق ما صرح بذلك أحد الباعة لـ "لمساء".
ورغم أن البعض يرى أن هناك مبالغة كبيرة في سعر الحبة؛ على اعتبار أن الكيلوغرام لا يضاهي سعر الحبة هناك، إلا أن آخرين يبررون ذلك بمشقة وتعب هؤلاء، وتوفير خدمة للمصطافين منذ الفترة المسائية إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، لا يمكن أن تقارن أبدا بسعر الحبة هناك.
وفي حديث "المساء إلى عماد البالغ من العمر 17 سنة، أكد أنه يقوم بهذا العمل كل صيف منذ ثلاث سنوات، مشيرا إلى أنه ابن عائلة من المزارعين، وغالبا ما يعرض على قارعة الطرقات الخضر والفواكه الموسمية. ويقبل عليها زوار المنطقة؛ باعتبارها طازجة وطبيعية؛ الأمر الذي يجعله يحترف المهنة في كل وقت فراغ؛ ما يدرّ عليه مداخيل، تساعده في تغطية بعض المصاريف وضروريات الحياة اليومية.
وعن بيع الذرة المشوية قال: "لقد اعتمد، مثله مثل غيره، على برميل حديدي، وحوّله إلى موقد شواء تقليدي"، مشيرا إلى أن جمر الشواء من الحطب، وهو ما يعطي رائحة زكية تجذب المارة. وإلى جانبه برميل بلاستيكي به ماء وملح، يغمس فيه في كل مرة حبة الذرة مباشرة بعد سحبها من النار حسب طلب الزبون، الذي يرغب فيها البعض طبيعية وبدون أي إضافات، في حين يفضلها آخرون بذلك المزيج من الماء الساخن والملح.