بزيّ مبهج وموهبة فريدة، المهرّج إسحاق عبزوزي:
نشاط المهرّج يمكّن الأطفال من التعبير وإخراج طاقاتهم

- 148

اختار إسحاق عبزوزي أن يستثمر وقت فراغه، خلال العطلة الصيفية، في رسم البسمة على شفاه الأطفال، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، من خلال تقمص دور المهرج رفقة أخيه الفنان المسرحي، وتقديم عروض بهلوانية مختلفة في الساحات العمومية وفضاءات التسلية والترفيه. وحسبه، فإن فن التهريج، رغم كونه من أصعب الأنشطة الفنية، نظرا للجهد الكبير الذي يتطلبه لجذب اهتمام الأطفال وإضحاكهم، إلا أنه يعتبر نفسه شخصا موهوبا، ويتطلع إلى الاستثمار في هذا النشاط الفني مستقبلاً، والذهاب به بعيدا.
وقفت "المساء" على التفاعل الكبير الذي أحدثه المهرج إسحاق عبزوزي، الملقب بـ«المهرج "شوشو"، ما إن وطأت قدماه فضاء التسلية "جنينة عدل" بولاية تيبازة، حيث كان الأطفال منهمكين في تجربة مختلف الألعاب، بين الأرجوحة والتزحلق وركوب القطار المتحرك وتسلق الشبكة، والجري مع بعضهم البعض، بينما كان أولياؤهم يتبادلون أطراف الحديث، ويراقبون تنقلات أبنائهم بين لعبة وأخرى.
وفي دقائق، تحول المشهد العام للحديقة، حيث أطلق المهرج بعض الأغاني، وراح يوجه نداءً للأطفال، للاقتراب منه والمشاركة في عروضه، فالتفوا حوله مندمجين معه، يشاركونه فقراته الترفيهية، والابتسامة لا تفارق وجوههم، في مشهد أدخل البهجة إلى نفوس العائلات الحاضرة، التي تفاعلت بدورها مع مختلف العروض التي قدمها المهرج "شوشو" رفقة أخيه.
في دردشة مع "المساء"، أوضح المهرج إسحاق، صاحب 17 سنة، أنه اكتشف موهبته في فن إضحاك الغير مبكراً، حيث كانت لديه القدرة خلال مشواره الدراسي، على إبهاج زملائه وإدخال الفرحة على قلوبهم ببعض الحركات والتصرفات المضحكة. وبحكم أن شقيقه مندمج في النشاطات الثقافية والتمثيل المسرحي، ومنخرط في بعض الجمعيات الثقافية، فقد كان يرافقه في مختلف العروض التي يقدمها، من خلال ارتداء زي المهرج وخوض التجربة، ومن هنا -يقول- اكتشف شغفه بهذا النشاط الفني، الذي يعتبره من أكثر الفنون التي يحبها ويتفاعل معها الجمهور.
وحسب المتحدث، فقد اختار خلال العطلة لاستثمار وقته، من خلال مرافقة أخيه إلى بعض المرافق العمومية وفضاءات التسلية، التي تعرف توافداً كبيراً للعائلات، من أجل تسطير بعض البرامج التي تُبهج الأطفال، حيث يقوم بتنشيط فقرة المهرج، عبر إطلاق بعض الأغاني الجاذبة للأطفال، ثم يدعوهم للتفاعل مع فقرات العروض، التي تتنوع بين النكت، والقصص المضحكة، والرسائل التربوية والتحسيسية حول النظافة، والاحترام، وأهمية الصلاة، إلى جانب مسابقات تنافسية، وغيرها من المواضيع. لافتاً إلى أن نشاط المهرج يساهم أيضاً في تمكين الأطفال من التعبير عن أنفسهم وإخراج طاقاتهم.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أنه يتطلع إلى مواصلة المشوار في هذا النوع من الأنشطة الترفيهية. وحسبه، فرغم معرفته بعدد من المهرجين الذين لم يتمكنوا من الاستمرار وقرروا التوقف، إلا أنه يعتقد أن كل من يحب هذا النوع من الأنشطة الثقافية قادر على النجاح فيه. ويتطلع في المستقبل إلى تعلم تقنيات التهريج والمشاركة في عروض خارج الوطن، حيث يحظى هذا الفن باهتمام كبير مقارنة بالجزائر، التي لا يزال فيها المهرج يبحث عن تأسيس ذاته وتحقيق وجوده. لافتاً في السياق نفسه، إلى أنه يستعين بمواقع التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لمختلف نشاطاته، ومن خلال صفحته، يعرض خدماته الخاصة بتنشيط أعياد الميلاد والحفلات الخاصة بالأطفال، والتي يعتبرها من أكثر الأنشطة التي تساعده على تطوير موهبته.
لا يكتفي المهرج إسحاق بنشاط التهريج فقط، بل يقوم أيضا بتنشيط فقرة أخرى أصبحت تلقى إقبالاً كبيراً من الأطفال، في مختلف فضاءات الترفيه، وهي الرسم على الوجوه. وحسبه، فإن هذا النشاط يعد من بين الفنون التي عرفت انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة، حيث يصطف أمامه الأطفال، ويطلبون منه رسم أشكال لشخصيات كرتونية أو حيوانات على وجوههم، وهو نشاط يضيفه إلى رصيده من المبادرات التي ترسم البهجة في وجوه الأطفال، مؤكداً أن الغاية من كل ذلك، الوصول إلى "رسم البسمة على شفاه الأطفال بأشياء بسيطة تترك أثرا طيباً في نفوسهم".