مع اقتراب حلول موعد رمضان الكريم، الضيف الذي كثيرا ما تنتظره العائلات الجزائرية بشوق، تتسارع النساء نحو الأسواق لاقتناء كل المستلزمات التي يحتجن إليها، وتعمد الكثيرات إلى تزين بيوتهن لاستقبال هذه المناسبة العظيمة بأحلى طلة، مع اقتناء أوان جديدة للمطبخ لتزيين مائدة الإفطار، حيث وجدت البعض ضالتهن في معارض الصناعة التقليدية.

خيار جديد وجدته النساء وكذا بعض الرجال لاقتناء زينة مائدة رمضان، وهي معارض الصناعة التقليدية التي تعمّد القائمون عليها تنظيمها تزامنا مع الشهر الفضيل، بعدما أثبتت مدى نجاحها في استقطاب الزوار على مدار الشهر، خصوصا خلال السهرات، لتظل قائمة إلى عشية الاحتفال بعيد الفطر.

وقد تبين لـ«المساء" خلال جولتها الميدانية التي قادتها إلى معرض الصناعة التقليدية المنظم برواق المركز الثقافي "مصطفى كاتب" بالعاصمة، مدى اهتمام العائلات الجزائرية بتحضيرات شهر رمضان الكريم، التي كانت قبل سنوات تقليدا راسخا، لم يزل رغم مرور السنوات، وهو نزول النسوة للأسواق لاقتناء الأواني وقطع ديكور جديدة تزين بها البيوت خلال الشهر الكريم، حتى وإن كانت في غنى عن تلك الأواني ولديها ما يكفي منها، إلا أن القطع الجديدة كانت ولا تزال "فالا" جيدا ووسيلة للترحيب بالمناسبة، وطريقة للتعبير عن الفرحة بحلوله والأمل في دخول بركته على البيت.

وخلال تواجدنا هناك، اقتربنا من بعض الزبونات اللواتي كن يتأملن مطولا في تلك التحف الفنية المعروضة لمختلف الاختصاصات، من خشب، طين، فخار، سيراميك وزجاج، كلها متقنة ومصنوعة باليد بمنتهى الدقة والجمال، تفنن حرفيوها في عرضها للزبائن الذين كثيرا ما يحتارون أيا منها يختارون.

حدثتنا الكثيرات عن مدى رغبتهن في اقتناء قطع من الصناعة التقليدية، باعتبارها قطع فنية تتميز بروحانية المناسبات الدينية بدون منازع، مؤكدات أن تلك الفنون التقليدية تضفي على البيت خلال هذه المناسبة العظيمة دفئا لا مثيل له، خصوصا الأواني المصنوعة من الخشب والنحاسية منها، كالأواني، الفوانيس أو الشمعدانات، بعضها يقتنى فقط من أجل الزينة، وأخرى للاستعمالات اليومية كالأواني، من صحون وكؤوس وصحون الشوربة والطاجين وغيرها، والتي زينها الحرفيون بألوان ترابية تتماشى مع مختلف الديكورات حتى لا تعزف النساء عن اقتنائها تحججا مثلا بألوانها غير المتناسقة..