تحضيرا لاستقبال شهر رمضان الفضيل

نساء يقتنين أواني جديدة قبل الموعد

نساء يقتنين أواني جديدة قبل الموعد
  • القراءات: 1323
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تشتد خلال هذه الأيام في الأسواق الشعبية بالعاصمة حركة النساء لاقتناء الأواني، استعدادا لشهر رمضان الفضيل الذي هو على الأبواب، ورغم أن الكثيرات يعتقدن أنه لا يزال الوقت مبكرا لذلك، إلا أن أخريات قررن التسارع إلى المحلات لاقتناء أوان جديدة يرحبن بها بشهر رمضان المعظم.

في جولة ميدانية قادت "المساء" إلى سوق "ساحة الشهداء" بالعاصمة، وقفنا على الحركة "غير العادية" لنشاط التجار الذين عرضوا أوان جديدة، إلى جانب تجديد ديكور المنزل كتقليد يتجدد سنويا لاستقبال شهر رمضان المبارك بحلة جديدة، لاسيما أن هذا الشهر هو شهر إبداعات المرأة، حيث تقرر في تلك الأيام إخراج قدراتها الإبداعية في ترتيب البيت وفتح كتاب وصفاتها للتفنن في الطبخ، وكيف لها ذلك دون أوان جديدة تبعث فيها تلك الروح المبدعة..

اقتربنا من التاجر رمزي الذي نصب طاولة بسيطة في قلب سوق ساحة الشهداء، حدثنا عن الأجواء في هذه الأيام قائلا: "تقبل النساء في هذه الأيام على اقتناء ما يلزم من القدور والصحون وحتى الملاعق بهدف تغيير مختلف الأواني، ترحيبا على طريقتهن بالشهر الفضيل الذي يفصلنا عنه شهر، بالإضافة إلى تغيير الديكور من الداخل والخارج، كاستبدال الستائر وغطاء الطاولة، وهناك حتى من تقتني أصصا للنباتات بهدف تزيين مداخل البيوت والشرفات وغيرها. مشيرا إلى أن متاجر الأدوات المنزلية أصبحت تعج قبل حلول شهر شعبان بالنساء وربات البيوت الراغبات في اقتناء كل جديد لمطابخهن، لتتواصل تلك الحركة إلى غاية حلول شهر رمضان الكريم.

وأجمعت العديد من النساء اللائي التقينا بهن في السوق، على سعيهن لإجراء تغييرات في منازلهن وجعلها في حلة جديدة بحلول رمضان، لاسيما أن السوق تعرض العديد من الأواني الجميلة التي رغم حياز المرأة على عدد منها، إلا أنها تبحث على اقتناء الجديدة منها نظرا لشكلها الجديد والعملي.

من جهتها حسينة، ربة بيت، أرجعت حمى شراء الأواني كل سنة إلى العادات المتأصلة التي ورثتها النساء عن أمهاتهن رغم ما تكلفه من أموال، وتقديم موعد ذلك ما هو إلا مواكبة لما يعرضه السوق، وباعتبار العرض كان قبل موعده، فالطلب هو الآخر جاء في مرحلة سابقة قبل حلول الشهر الفضيل، موضحة أن تلك العادة قديمة، اعتادت على أجوائها النسوة، ويشاركها أيضا الرجل الذي يبحث بدوره عن ديكور جديد لبيته في هذه المناسبة العظيمة، مما جعل من العادة فطرية وغير إرادية، فلا يكاد يخلو أي بيت من تجديد أو تغيير يخص الديكور أو الأواني، كل حسب قدرته وذوقه وكذا متطلباته.

وفي السياق نفسه، تقول متحدثة أخرى بأن الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان يشمل عادة تجديد أواني المطبخ وطاقم مائدة الإفطار، وتؤكد أنها من العادات والتقاليد القديمة التي تتوارثها الأجيال، لأنها تعبر عن فرحة استقبال رمضان الكريم الذي يعد مناسبة لا مثيل لها، واصفة تلك العادة "بالفال الجميل" لاستقبال ضيف كريم.

وتقتني معظم النسوة القدور والصحون على وجه الخصوص، لأنها الأكثر استخداما طيلة الشهر الكريم بأشكالها وأنواعها المتعددة. بالنسبة للقدور تحتار النساء في اختيارها نظرا للعرض الهائل لها بالماركات العالمية التي تتنافس في صناعة الأفضل، ويبقى أجودها تلك المانعة للالتصاق لأنها تسهل عملية الطبخ وتوفر الوقت.