تتمسك العديد من النسوة في البلديات والمشاتي الحدودية لولاية الطارف، بعادة الاحتطاب في كل الفصول، كمشاتي بلدية وادي الزيتون؛ خامسة، بومدين، لمراس وأم حصان، رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على هذه المجتمعات الريفية التي أصبحت تقيم الأفراح في قاعات الحفلات بالمناطق الحضرية. 

فعادة الاحتطاب لدى النسوة لم تندثر بعد، وما زالت النساء  في هذه المناطق يحتطبن يوميا لطهي الطعام والتدفئة طوال أيام السنة، رغم القوانين المشددة من طرف مصالح الغابات في سبيل محاربة ظاهرة الاحتطاب من الغابات.

تفضل نساء البادية تحضير «الكسرة» والطعام والتدفئة على نار الحطب بدل قارورات الغاز التي أصبحت متوفرة في جميع المشاتي الريفية بسعر في متناول جميع العائلات، يصل إلى 250 دج للقارورة، حيث تسجل ندرة وغلاء في فصل الشتاء، إذ يصل سعر قارورة الغاز إلى 500 دج.

وقد كان لنا لقاء مع نساء من قرية خامسة، ببلدية وادي الزيتون، حيث أكدن في حديثهن أن الاحتطاب من الغابات روتين يومي بالنسبة لهن لا يمكنهن الاستغناء عنه، لأنهن عايشنه منذ صغرهن ولا يحبذن استعمال قارورات غاز البوتان لطهي الطعام وتحضير الكسرة والتدفئة، ليس بسبب غلاء سعرها أو ندرتها في بعض الأحيان، بل لأن لنكهة تحضيرها وطهي الطعام والتدفئة على نار الحطب خاصية لا يمكن الاستغناء عنها، حرصا على العادات والتقاليد.