تنظمها جامعة المسيلة شهر ماي المقبل

ندوة حول دور التشريعات في علاج ظاهرة التفكك الأسري

ندوة حول دور التشريعات في علاج ظاهرة التفكك الأسري
  • القراءات: 1424
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ينظم مخبر الدراسات والبحوث في القانون والأسرة والتنمية الإدارية، بالتنسيق مع كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة المسيلة، خلال شهر ماي، ندوة وطنية حول دور التشريعات في علاج ظاهرة التفكك الأسري، بمشاركة مختصين قانونيين، ورجال الدين ومستشارين أسريين وخبراء في علم النفس والاجتماع.

تعد الأسرة كيان حي مستقر، تتسم بخصوصية البنية التركيبية لها وحساسية علائقها، الأصل فيه التماسك والالتحام، إذ تعتبر المكان الذي يرتجى فيه التواصل الحقيقي بين أفرادها سواء عاطفيا، فكريا أو ماديا، مما يبرر اعتبار سلامة صحة العلاقات الأسرية علامة على رقي المجتمع وتطوره.

الحقيقة أن الواقع يبرز مظاهر تطفو على سطح تلك العلاقات، نظرا لحتمية خضوع الأسرة للمؤثرات المحيطة بها من مختلف النواحي النفسية، الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، مما انعكس على اضمحلال ذلك التماسك المنشود، سواء كان الانفصال جزئيا أو كليا أو جسديا أو نفسيا، ولما كان من غير الممكن أن تسلم من آثار تلك المؤثرات السلبية التي تعمل على انفصام العلاقة العائلية وتهدف إلى استئصال استقرارها واستمرار تماسكها. نجم عن ذلك ارتفاع نسب الانحراف والإجرام وتسبب في تفشي ظواهر الأمراض النفسية والأزمات الاجتماعية المزعجة والخطيرة في آن واحد. لذا ولأجل دراسة ذلك، جاء موضوع هذه الندوة الوطنية الثانية.

تهدف الندوة حسب منظميها، إلى التعرف على طبيعة وأسس العلاقة الأسرية السليمة الشرعية والقانونية، مع تحديد المفهوم الحقيقي للتفكك الأسري، حيث سوف يدفع ذلك أيضا إلى إيجاد المنافذ الأساسية المتسببة في ظاهرة التفكك الأسري.

كما تصبو هذه الندوة إلى إعادة رسم وضبط الهيكل الطبيعي للعلاقة الأسرية من خلال النظم التشريعية، وإبراز دورها في الحفاظ على التواصل والترابط الأسري من خلال النصوص، واقتراح الوسائل والإجراءات الكفيلة بإعادة تفعيل استقرار العلاقات الأسرية.

وسوف تكون الندوة فرصة للمختصين والمشاركين للنظر في العديد من التساؤلات، لاسيما؛ الأسس الشرعية والقانونية لقيام العلاقة الأسرية الصحية والطبيعية، وأسباب انفلات التماسك الأسري ومظاهر تباعد العلاقات الأسرية، وآثارها، كل ذلك بهدف البحث عن الإجراءات اللازمة والوسائل التشريعية الكفيلة بتفعيل التماسك المادي والمعنوي للأسرة.

ستنقسم الندوة إلى عدة محاور أساسية؛ أولها دور التشريع الإسلامي والقانون الوضعي في تكريس الاستقرار والتماسك الأسري. أما المحور الثاني فسيكون حول عوامل التفكك الأسري ومظاهره وآثاره على الأسرة والمجتمع، وتأثير التحولات الاقتصادية على العلاقات الأسرية، ولهذا المحور أهمية كبيرة ـ حسب منظمي الندوة ـ نظرا لتأثير الجانب الاقتصادي في السنوات الأخيرة على صحة التلاحم الأسري، باعتبار مختلف تأثيرات هذا الجانب على الأسرة، كما سيتم تناول تأثير وسائل الإعلام والاتصال على العلاقات الأسرية، فضلا على الآليات الشرعية والقانونية للتصدي لظاهرة التفكك الأسري وتفعيل معالجتها.