ينظم المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بباتنة، خلال الشهر الجاري، ندوة تاريخية حول موضوع "الصحة أثناء الثورة الجزائرية"، بمناسبة اليوم العالمي للصحة، بمركز الترفيه العلمي في القطب الرياضي الثقافي "كشيدة، ومن المنتظر أن يبرز المشاركون مساهمة المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية، مع إبراز نشاط القطاع الصحي في تلك الحقبة التاريخية، بمشاركة مجاهدين وممثلين لمتحف المجاهد بالولاية.

يعرض الملتقى نشأة القطاع الصحي في خضم الثورة التحريرية، ومراحل تطوره، مع إبراز دور المرأة المهم في صفوف جيش التحرير الوطني، لاسيما الممرضة التي أدت دورها بامتياز لإسعاف الجرحى من المجاهدين والمدنيين. تهدف هذه المبادرة، حسب السيد عبد القادر عجول، رئيس المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بباتنة، إلى المحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء وإظهار مكانة القطاع الصحي في تلك المرحلة الحاسمة من تاريخ الجزائر، ودوره الريادي رغم نقص الإمكانيات والوسائل المادية والبشرية. 

يتضمن البرنامج إضافة إلى تاريخ القطاع الصحي، عدة محاور أساسية، إذ يتطرق المحور الأول للإسعافات الأولية في نشاط الحماية المدنية والهلال الأحمر الجزائري، في حين يتناول المحور الثاني العناية الجسدية في الطب الصيني. كما برمج منظمو الملتقى الذي سيعرف مشاركة نوعية للأسرة الثورية ومدربون مختصون في الطب الصيني  وممثلون عن معهد" نادوشكا" للعناية الجسدية، مناورة ميدانية في التدخل والإنقاذ تقوم بها فرقة تابعة للحماية المدنية، متبوعة بحملة للتبرع بالدم. سيقام ببهو مركز الترفيه الصحي، معرض بالصور يبرز الطب الحديث والقديم، متبوعا بشروحات للزاور من قبل مختصين في المجال بمبادرة من رئيسة لجنة الصحة والبيئة، السيدة نادية يحي باي، التي أوضحت أن المناسبة كفيلة ببعث روح التنافس لجمع أكبر عدد من الصور النادرة، لممرضات شاركن في الثورة وأماكن تاريخية أقيمت بها مراكز صحية في تلك الحقبة التاريخية، لمعالجة وإسعاف المجاهدين الذين أصيبوا في مختلف المعارك التي عرفها الأوراس الكبير.

أوضحت صورية براكة، نائب رئيس نادي السياحة والثقافة بالمنظمة،   والتي اقترحت مشاركة المجاهدة "فاندنابل ليونتين جورجات جراردة "ألمانية الأصل"، المعروفة باسم الزهرة الألمانية، لحضور الندوة كضيف شرف وإبراز ما قدمته المرأة من خدمات للثورة الجزائرية،   وأضافت أن هذه العينة من النساء اللواتي قدمن أمثلة حية في الوفاء والتضحية، انضمت الحاجة الزهرة إلى الثورة الجزائرية تاركة العاصمة باريس، لتقوم بجمع وشراء وتهريب الأسلحة رفقة زوجها المجاهد أحمد ضحوة، وفضلت اللحاق بشريك حياتها المجاهد بجبال الأوراس، بعدما تحملت مشقة السفر من فرنسا نحو بسكرة، وانتقالها إلى مرتفعات جبال كيمل، مقر الولاية التاريخية الأولى.

إلى جانب إثراء موضوع الندوة الذي سينظم على هامشها زيارة للمستشفى الجامعي بباتنة، ويتوج بتوصيات، مع تكريم عدة وجوه من الأسرة الثورية ومشاركين، منهم رئيس المجلس الشعبي الولائي، الدكتور عبد الحفيظ حواس بصفته طبيبا ممارسا للمهنة، وإعلاميون قدموا خدمات للقطاع الصحي.

❊ع.بزاعي