المختص في علم النفس العيادي الطيب ماكور لـ"المساء”:

نحو فتح تخصصات جديدة للتكفل بالإعاقات الذهنية

نحو فتح تخصصات جديدة للتكفل بالإعاقات الذهنية
الأستاذ الطيب ماكور، أستاذ محاضر بجامعة البليدة "2"
  • القراءات: 516
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرى الأستاذ الطيب ماكور، أستاذ محاضر بجامعة البليدة "2" (لونيسي) بالعفرون في البليدة، مختص في علم النفس العيادي "أن الإعاقة الذهنية كانت تعالج من طرف أخصائيين في الأمراض العقلية، على اعتبار أنهم المكونين للتكفل بهذه الحالات، لكن اليوم، نعتقد أن الإعاقة الذهنية ليست مرضا عقليا، وهو ما نرغب في لفت الانتباه إليه، من خلال مرضى التوحد الذين يجري توجيههم إلى المختصين في الأمراض العقيلة، رغم عدم تخصصهم، في الوقت الذي يجب توجيههم إلى مراكز يشرف عليها مختصون نفسانيون في هذا النوع من الاضطرابات، من أجل تكوينهم وتأهيلهم لاكتساب المهارات البسيطة التي تمكّنهم من العيش.

أوضح المختص في علم النفس العيادي، الأستاذ ماكور، في حديثه لـ"المساء"، على هامش مشاركته، مؤخرا، في ملتقى خاص بالتوحد، أن "التوحد لا يعتبر من الأمراض العقلية التي يتطلب الأمر علاجه بالأدوية، من أجل الشفاء من الحالة"، مضيفا بقوله: "في اعتقادي، هناك خلط بين المرض العقلي والإعاقة الذهنية، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، أعتقد أن الذين ينبغي أن يتكفلوا بالإعاقة الذهنية، هم المربون والأخصائيون النفسانيون والأرطفونون، لأن للمعاق الذهني مشاكل تتعلق بهذه التخصصات، التي عن طريقها يمكن مرافقتهم، حيث نجد لديهم مشاكل في التكيف والتأقلم، وفي النطق والفهم والوظائف العقلية المعرفية العليا، بالتالي فهو بحاجة إلى تأهيل وليس علاج". وذكر المختص بأن "من يذهب للعلاج هو المريض، وليس المصاب بإعاقة، والذي يحتاج إلى التأهيل حتى يكون قادرا على الاندماج في المجتمع، وهو خلط قائم بين الحاليتين في مجتمعنا".

يرجع المختص العيادي الأسباب التي ساهمت في الخلط، من حيث التكفل بالمصاب بالمرض العقلي والمصاب بالإعاقة العقلية بالدرجة الأولى، إلى غياب التكوين الذي خلق هذه الفوضى، حيث نجد أخصائيين نفسانيين عامين وأرطفونيين عامين، وليس هناك تخصصات تحتية، كالمختص النفسي "تخصص إعاقة"، موضحا في نفس الوقت، أن الإعاقة يفترض أن تكون لها تخصصات تتناسب مع كل حالة، والمختص النفسي "تخصص اضطرابات نفسية"، و"مختص نفسي تخصص اضطرابات عضوية" وغيرها، يقول: بالتالي نحن بحاجة إلى التأكيد على  التخصصات والخروج من العموميات، لاسيما أن غياب التخصصات راجع إلى الجامعة التي لم تخصص في برنامجها الجامعي هذا النوع من التخصصات، التي تتعلق بتكوين الأخصائي النفساني، ومن ثمة، المطلوب هو إعادة النظر فيه، وفتح تخصصات لا نعرفها إلى حد اليوم، رغم أهميتها في التكفل ببعض الحالات، تخصص علم نفس الصحة الذي يعتبر من التخصصات الجديدة الذي يدرس السلوكيات الوقائية، حتى لا نسلك سلوكا مرضيا".

تظهر أهمية التكوين المتخصص، حسب محدث "المساء"، في سرعة التكفل بالحالات المعروضة، وبالعودة مثلا، إلى المصاب باضطراب طيف التوحد، فإن مرافقته لمختص متكون يسرع من عملية تأهيله واكتساب مهارات حياتية، تساعده على الاندماج المجتمعي، مشيرا إلى أن البلدان المتقدمة تفطنت لهذا الإشكال، واهتمت بالتكوين المتخصص، الأمر الذي يتطلب اليوم، من الجامعة، التوجه نحو الاهتمام بالتكوينات المتخصصة التي أصبحت أكثر طلبا من تلك التكوينات العمومية تخصص علم النفس العام.

يقول: "كمختص في علم النفس العيادي، أوجه رسالتي إلى وزارة التعليم العالي، من أجل التوجه نحو فتح تخصصات جديدة، حتى يتسنى للطلبة الخروج من التخصصات العامة، والتوجه نحو دراسة كل حالة على حدا، خاصة أن الميدان يلح على مثل هذه الفروع المتخصصة في غياب مراكز تقدم مثل هذه التخصصات، أو من خلال تشجيع الأساتذة على فتح بعض التخصصات التي أصبحت اليوم، مطلوبة للتكفل بمختلف الحالات النفسية المعروضة، أمام الارتفاع المسجل في عدد الإعاقات على اختلافها".