البروفيسور مصطفى يعقوبي:

نحو سن قوانين تحمي الأطفال والمسنين من الحوادث المنزلية

نحو سن قوانين تحمي الأطفال والمسنين من الحوادث المنزلية
  • القراءات: 758
 رشيدة بلال رشيدة بلال

يرى البروفيسور مصطفى يعقوبي، أستاذ محاضر بكلية العلوم الطبية، أن الحوادث المنزلية في مجتمعنا فاقت معدلات حوادث المرور ومختلف الحوادث التي تقع في الشارع، وقال في حديث خاص لـ " المساء"، بأن منازلنا اليوم لم تعد آمنة، خاصة بالنسبة للأطفال والمسنين الذين يعتبرون أولى الضحايا، الأمر الذي يدعو إلى المطالبة بسن قوانين تحميهم في منازلهم من إهمال ذويهم، على غرار ما يحدث في المجتمعات الغربية". يقول البروفيسور مصطفى يعقوبي؛ "لم تعد منازلنا آمنة، بل أضحت تشكل خطرا كبيرا على ساكنيها من المسنين والأطفال"، ويضيف؛ "الحوادث المنزلية لم تعد كما كانت عليه في السابق، مقتصرة على انسكاب بعض السوائل أو الانزلاقات البسيطة أو التعثر في أثاث المنزل، وإنما تدخلت فيها عوامل فرضتها التكنولوجيا الحديثة، حيث أصبحت أغلب المنازل مزودة بأجهزة إليكترونية حديثة يصعب على الأطفال والمسنين التعرف على مخاطرها، لذلك يقبلون عليها من باب الفضول أو رغبة في تجريب استعمالها وتكون النتيجة حوادث مأساوية.

عند الحديث عما يصيب الأطفال من حوادث في المنزل، يقول البروفيسور يعقوبي؛ "من المفروض أن لا يتساهل فيها مطلقا، لأن الأمر يتعلق بفئة لا تعرف كيف تتحمل مسؤوليتها، وإنما ينبغي دائما أن يكون هناك شخص مسؤول عنها، بالتالي عند تعرضهم للحوادث، معنى ذلك أن هناك إهمالا في مراقبتهم، يؤدي في كثير من الأحيان إلى نتائج وخيمة، كالحروق الناجمة مثلا عن سوء استعمال الأجهزة الكهرومنزلية التي تترك في متناول الأطفال، وأمام هذا، أعتقد أن الحوادث التي تصيب الأطفال ينبغي أن لا تمر على المصالح الطبية مرور الكرام، وإنما لابد من معاقبة الأولياء الذين أهملوا مراقبة أطفالهم، فلو أُتُّخذ هذا الإجراء لتغيرت الأمور وأصبح الأولياء أكثر حرصا على أبنائهم، بالتالي ـ يضيف ـ في اعتقادي لابد عند تعرض الأطفال للحوادث، خاصة إن ثبت الإهمال، أن يتم تحرير محضر طبي بذلك، وهذا يتطلب سن قوانين تجرم هذه الأفعال كما هو عليه الحال في المجتمعات الغربية التي تولى اهتماما كبيرا لهذه الفئة، وعند إخضاع الطفل للفحص وتأكد تعرضه لأي نوع من الإساءة،   يجري حرمانهم منه كونهم ليسوا أهلا لتربيته.

حوادث المسنين يتحملها الأبناء

يقول محدثنا: "يعتبر المسن أيضا من الفئات الأكثر تعرضا للحوادث المنزلية لأسباب عديدة، أهمها التقدم في السن وضعف النظر والإصابة ببعض الأمراض التي تحدث حالة من الارتعاش أو تؤدي إلى فقدان التوازن، وما إلى ذلك من الأعراض التي تجعل هذه الفئة معرضة للحوادث، غير أن المشكل المطروح بالنسبة لهذه الفئة، هو أن أغلبها تعيش منفردة بعد زواج أبنائها في المنازل، الأمر الذي يجعلها عرضة لمختلف الحوادث؛ أولها الانزلاق بسبب الأرضية، فكما نعرف، أغلب المنازل اليوم يتم تبليطها "بلادال دوصول"، وتحديدا في المراحيض والحمامات، وبسبب هشاشة عظام المسنين، إذ بمجرد السقوط يتعرضون إلى كسور، ويظلون لمدة في الفراش للاستشفاء، مما يحفز ظهور العديد من الأمراض لديهم كالالتهابات وأمراض الجهاز البولي، ولعل أكثر الأمور سوءا بالنسبة لهذه الفئة، أنهم في بعض الأحيان يتعرضون لحوادث ولا يتم اكتشاف وفاتهم إلا بعد مرور أسابيع، من أجل هذا ندعو الأبناء إلى الاهتمام أيضا بهذه الفئة المسنة، وإن عجزوا عن تأمين الحماية لهم، ما عليهم إلا التصريح بعدم قدرتهم على مرافقتهم لتكفل المراكز بهم، وفي اعتقادي، يعلق أيضا "أن المسنين الذين يتعرضون لحوادث، يفترض أن يكون أبناؤهم مسؤولون ويعاقبون على ما يحدث لهم".