مدير الصحة لولاية البليدة شريف طاحي لـ"المساء":

نحو تحويل منزل فرانس فانون إلى متحف مرجعي للطب العقليّ

نحو تحويل منزل فرانس فانون إلى متحف مرجعي للطب العقليّ
مدير الصحة لولاية البليدة شريف طاحي
  • القراءات: 563
حوار: رشيدة بلال حوار: رشيدة بلال

كشف مدير الصحة لولاية البليدة شريف طاحي، في حوار خص به "المساء" على هامش  الاحتفال باليوم العالمي للصحة العقلية المصادف للعاشر من شهر أكتوبر من كل سنة، المجهودات التي تبذلها مديرية الصحة على مستوى ولاية البليدة؛ من أجل التكفل بالمصابين بالأمراض العقلية، خاصة أنها تمثل أكبر صرح صحي لمعالجة المرضى عقليا، بطاقة استيعاب تقدر بـ 1014 سرير، لمؤسسه الأخصائي في الطب النفسي فرانس فانون، وأهم النظم العلاجية التي يُنتظر أن يُرد لها الاعتبار؛ لتحسين نوعية التكفل بهؤلاء المرضى، وكذا الشروع في التأسيس لمتحف، يخلّد ذكرى الطبيب فانون، الذي كان مناضلا في ثورة التحرير.

المساء: بداية، حدثنا عن واقع الصحة العقلية على مستوى ولاية البليدة؟

❊❊ مدير الصحة شريف طاحي: اليوم العالمي للصحة العقلية محطة هامة للحديث عن سبل التكفل بالمصابين بالأمراض العقلية، وكيفية ترقيته. والبليدة تملك منذ خمسينيات القرن الماضي، أكبر صرح طبي للتكفل بالأمراض العقلية، ممثل في مستشفى فرانس فانون لمؤسسة الطبيب فرانس فانون، الذي كان لديه فضل كبير في ترقية التكفل الصحي بهذه الفئة؛ من خلال إخراج المريض من غرف المستشفى، والاعتماد على العلاجات الطبيعة في الهواء الطلق، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، يجري إعادة النظر في الاستراتيجية المعتمدة في التكفل بالمرضى؛ من خلال التركيز على المتابعة الجوارية للمرضى، والشروع في رقمنة قطاع الصحة العقلية، الذي من شأنه إعطاء صورة واضحة عن واقع التكفل الصحي بالمصابين بالأمراض العقلية من حيث نوعية التكفل، والإحصائيات. ويُنتظر أن تكون البليدة ولاية نموذجية في مجال رقمنة ملفات المرضى بالنظر إلى تجربتها الطويلة في المجال.

بالحديث عن العلاجات الطبيعية، ما الذي يعدّه مستشفى فرانس فانون للمرضى؟

❊❊ سعى الطبيب المختص فانون في خمسينيات القرن الماضي، إلى ترقية علاج المرضى المصابين بالأمراض العقلية رفقة فريق عمل، من خلال استحداث ورشات تُخرج المريض من عزلته ومرضه، وتبعده عن الأدوية؛ حيث أصبح المريض يخضع للعلاج الفيزيائي في الهواء الطلق؛ من خلال الالتحاق بورشات العمل في المستشفى، والتي كانت عبارة عن حرف متعددة؛ كالنجارة، والحدادة، وصناعة الخزف، وغرس الزهور والنباتات، كل هذه الورشات زالت مع مرور الوقت، وأصبح المريض يخضع، فقط، للعلاج الكيميائي، مع وجود بعض النشاطات القليلة. واليوم يجري رد الاعتبار لعدد من الورشات؛ مثل الخياطة؛ حيث يُنتظر أن يتم اقتناء معدات جديدة لتمكين أكبر عدد من المرضى، من الاستفادة منها. ويجري أيضا إعادة بعض الورشات التي زالت مع مرور الوقت بسبب دخول تخصصات أخرى على مستشفى فانون؛ حيث لم يعد متخصصا فقط في علاج المرضى عقليا مثل؛ ورشة البستنة، التي تلعب دورا كبيرا في علاج المريض، وتدخل في إطار ترقية التكفل بالمرضى عقليا، خاصة أن أغلب المصابين بالأمراض العقلية من الوافدين على المصحة، رجال.

ماذا عن فكرة تحويل منزل فانون إلى متحف؟

❊❊ في الحقيقة، فكرنا في تحويل منزل فانون الموجود داخل المستشفى، إلى متحف؛ تخليدا لذكرى هذا الطبيب الأخصائي المناضل من جهة، وليكون بمثابة مرجع للأطباء وطلبة الطب. وارتأينا جمع كل المعلومات حول هذا الطبيب ومسيرته في مجال الطب العقلي، وحول الأمراض العقلية كتخصص؛ حيث يتم تسليط الضوء من خلال المتحف، على إنجازات فانون، وما قدمه كل الأخصائيين، الذين عملوا في هذا الصرح الطبي، والذي يكون أيضا، مفتوحا حتى للجمهور.

المنزل في حال جيدة. ونعمل، اليوم، على ترقيته إلى متحف،  وليكون، أيضا، بمثابة إضافة تُحسب للبليدة؛ كولاية نموذجية في علاج المصابين بالأمراض العقلية، والتكفل بهم.

يرتكب بعض المرضى عقليا في الشوارع بعض الجرائم التي تصل إلى القتل... ما تعليقكم؟

❊❊  نحاول من خلال الاستراتيجية المسطرة، التركيز على التكفل الجواري بالمصابين بالأمراض العقلية على مستوى مراكز العلاج الجوارية في العيادات المتعددة التي تضمن المتابعة الدورية لهم؛ فالمريض الذي يتابع علاجاته ولا يخضع لمتابعة من طرف العائلة، من المؤكد أنه يشكل تهديدا للمجتمع، ويرتكب بعض الأفعال الإجرامية الخطيرة؛ لذا، إلى جانب الاستشفاء في المستشفيات، يمكن أن نذهب إلى الاستشفاء الإجباري الذي يتراوح بين 15 يوما وستة أشهر، تكون كافية لتهدئة المريض، وإعادة ربطه بعلاقاته، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، أعتقد أن العائلة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية؛ لأن المصالح الاستشفائية تضمن للمريض المتابعة الطبية، بينما يقع على عاتق العائلة إعادة إدماجه،  والمساهمة، بشكل كبير، في إنجاح علاجه من خلال المرافقة.