الدكتورة صبرينة قهار مختصة في علم النفس العيادي:
نحو إنشاء مراكز خاصة للمصابين باضطرابات الضغط بعد الصدمة
- 1112
رشيدة بلال
ناقشت الدكتورة صبرينة قهار، مختصة في علم النفس العيادي، إشكالية تكييف أدوات قياس معتمدة في المجتمعات الغربية لمعالجة اضطرابات الضغط ما بعد الصدمة في المجتمع الجزائري، وقالت في حديث لـ«المساء"، بأن اضطراب ما بعد الصدمة جاء نتيجة ما عاشته الجزائر منذ الاستقلال وعقب العشرية السوداء، فكل هذه الاضطرابات تبين لنا من خلال دراساتنا الميدانية أنها لا تزول مطلقا وإنما ترافق الأشخاص، بالتالي عواقبها يمكن أن تظهر وتنعكس سلبا على المجتمع في ظل غياب أدوات قياس فعلية للعلاج. من بين العواقب السلبية لمختلف الاضطرابات التي تحدث بعد الصدمة، حسب الدكتورة صبرينة، ظاهرة العنف المجتمعي التي اتخذت أشكالا مختلفة، حيث تحول العنف إلى أهم نتيجة ظاهرة لاضطرابات الضغط التي لم يجر التكفل بها، انطلاقا من هذا، تقول محدثتنا، حاولت تكييف أدوات القياس المعتمدة في المجتمعات الغربية، وتحديدا ببريطانيا، وإسقاطها على مجتمعنا، وبالفعل نجحت في ذلك، حيث قمت بدراسة الأعراض وتسجيل درجاتها، هذه الأخيرة تقدم لنا معلومات حول تشخيص الأعراض ليتسنى لنا تصنيفه فيما إذا كان يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة أو لا بهدف التكفل بالمعني بالصدمة، فإذا ثبت أنه مصاب، من المفروض أن الدراسات والبحوث العلمية تتدخل فيها المصالح العمومية لتمويلها حتى يجري وضع خطة استعجالية للتكفل بهذه الفئة المصابة، فمثلا نجد في لبنان مركز لدراسات الصدمة كنتيجة لما يعانيه مجتمعهم، وكذلك الحال بالنسبة لدولة فلسطين، نجد مركزا مختصا بالتقييم والعلاج، وأمام هذا، اقترحت برامج وقائية وطالبت بفتح مراكز خاصة بالتقييم والتشخيص بالاعتماد على أدوات مكيفة ثابتة تمكننا من تحديد مدى انتشار الأشخاص المصابين بالصدمة، ليجري التكفل بهم على أحسن وجه، حتى نقلل من ظاهرة العنف المجتمعي الناجم بالدرجة الأولى من أشخاص لم يجر التكفل النفسي بهم. ومن بين المشاريع المستقبلية التي ينتظر أن نشرع في دراستها، وتتمثل في تحديد مشكلات الطفولة المبكرة التي يمكن بالتدخل الاستكشافي تحديد الاضطرابات بشكل مبكر ومعالجته قبل أن يتطور الاضطراب، تقول الدكتورة صبرينة.