المربية الرئيسية بدار الشباب فتيحة بهلول لـ«المساء»:

نثمن دور المؤسسات الشبانية ونسعى إلى تقديم نشاطات في المستوى

نثمن دور المؤسسات الشبانية ونسعى إلى تقديم نشاطات في المستوى
  • القراءات: 3289
ح.بوبكر ح.بوبكر

وقوفا على الدور الأساسي الذي يلعبه مربي المؤسسات الشبانية في ولاية سعيدة، اتجهنا إلى دار الشباب الإخوة عبدلي، التي كانت سابقا مركزا للتسلية العلمية، والتي تقع بوسط المدينة، حيث صادفنا السيدة بهلول فتيحة التي قضت أكثر من 30 سنة إلى جانب البراءة والشباب، وهي حاليا تسهر على تسيير شؤون المكتبة الخاصة بالأطفال بدار الشباب المذكورة، حيث اختارت أن تبقى إلى جانب البراءة إلى غاية تقاعدها. 

هل بإمكاننا التعرف على شخص المربية؟

❊❊ مربية مختصة في الشبيبة، تخرجت من معهد إطارات الشباب بتقصراين ببئر خادم، في الجزائر العاصمة في بداية الثمانينات، ولجت هذا المجال بعد نشاطي وتعلقي بفئة الأطفال وكذا الجمعيات التي كنت أنشط بها كمنخرطة وفاعلة، من خلال البرامج التي كنا نحتفل بها ونحييها في تلك الفترة على الرغم من قلة الإمكانيات، كما واصلت مساري عبر العديد من المؤسسات الشبانية إلى حد الساعة.

هل بإمكانك إطلاعنا على الدور الحقيقي للمربي في هذا القطاع؟

❊❊ حقيقة يجهل الكثير ويتهاون بالدور الكبير الذي يلعبه المربي عموما في هذه المؤسسات الشبانية التي لها أهمية كبرى، وقد تم فعلا الاهتمام بها من طرف الوصاية، لاسيما بإعادة تحيين المناهج والبرامج من خلال الوقوف على متطلبات وانشغالات الشباب والأطفال، فالمربي يلعب عدة أدوار بهذه المؤسسات، منها الموجه والاجتماعي وحتى النفساني بالنسبة لفئة الشباب الوافد عليها من أجل قضاء أوقات الفراغ وممارسة الأنشطة المتاحة بها، أما بالنسبة للأطفال فيمكن وصفه بالأب والأخ وحتى الصديق إن استطاع حقا المربي لعب هذا الدور من أجل إنجاح مهمته داخل مؤسسة الشباب.

ماهي النشاطات التي تحويها مؤسسة الشباب التي أنت فيها؟

❊❊ دار الشباب «الإخوة عبدلي» كانت فيما سبق تدعى مركز التسلية العلمية، وكانت مبرمجة كمؤسسة نموذجية مختصة في الأنشطة العلمية، لكن لأسباب ومتغيرات على مستوى الوصية أعيدت تهيئتها لتكون دارا للشباب وتحتضن عدة نشاطات مختلفة،  على غرار الإعلام الآلي والإلكترونيك وكذا مختلف الأنشطة الثقافية كورشة الرسم والفنون التشكيلية والأنشطة التقليدية، كما برمجنا خلال السنوات الأخيرة نشاطا متعلقا بتعليم اللغات الأجنبية لفائدة الطلبة والمهتمين بهذا المجال من مختلف الأعمار، نظرا لرغبة العديد منهم، حيث تم توظيف أساتذة في إطار عقود التشغيل من حملة شهادات الليسانس في هذه المواد، كما قمنا مؤخرا بإنشاء مجموعة صوتية خاصة بالمؤسسة كون دار الشباب استفادت من عتاد يتعلق بمختلف الآلات الموسيقية. وفي السياق، قمنا بفتح ورشة لتعليم الفنون الموسيقية يسهر عليها أستاذ مختص، كما تضم دار الشباب قاعة للمطالعة فيها مختلف العناوين الأدبية وفي شتى المستويات، وكذا العلوم، والتي أشرف عليها شخصيا رفقة مربية. 

على ذكر قاعة المطالعة، ماهو سر تعلقك بهذا النشاط، لاسيما مع الأطفال؟

❊❊ حقيقة لا أخفي عنكم بأنني عملت في عدد من المؤسسات الشبانبة، كدار الشباب «عبان رمضان» وغيرها، وكنت دوما أكلف بأمور الإدارة والتسيير البيداغوجي كالبرنامج السنوي للورشات وغيرها من المهام التي تكون ضمن مسار المربي داخل الوسط الشباني، لكن كنت دوما أميل للأنشطة المتعلقة بفئة الأطفال وسبق لي أن فتحت ورشة لنشاط مسرح الطفل بدار الشباب «عبان رمضان» وكذا الأنشطة اليدوية، لكن ولأنني غير مختصة في مجال المسرح والأشغال اليدوية عدت إلى المجال الإداري ثانية إلى غاية انتقالي إلى دار الشباب «الإخوة عبدلي»، أين أتيحت لي الفرصة خاصة بعد توفر الفضاء لخلق مكتبة للمطالعة، وزادت فرحتي عندما لقيت هذه الأخيرة إقبالا من طرف تلاميذ المدارس والطلاب وحتى صغار السن، وهو ما شجعني على تطوير هذا النشاط والتزامي بمرافقة التلاميذ وحتى مساعدة الكثير منهم عن طريق تخصيص أيام للمراجعة في المواد التي يجدون فيها صعوبة، كما قمت أيضا بفتح ورشة للأشغال اليدوية وحتى تنظيم مسابقات فيما بينهم لتشجيعهم على التفوق في دراستهم.

كيف تنظرون إلى هذا النشاط داخل المؤسسات الشبانية؟

❊❊ أعتبره ركيزة أساسية وفعالية في تحسين الأداء البيداغوجي والتحصيل الدراسي للتلاميذ، خاصة لمن يجدون صعوبة في فهم الدروس داخل مدارسهم، كما اكتشفت أن العديد منهم يعربون عن درجة استيعابهم السهلة داخل المكتبة، كما أتدخل لحل مشاكل الصغار، علما أن النشاط داخل المكتبة رفقة هؤلاء سمح لي أيضا باكتشاف العديد من المواهب سواء في الرسم والشعر وحتى القصيدة وغيرها، الأمر الذي شجعنا على مواصلة توسيع نشاط المطالعة من أجل فتح فرع يخص تلاميذ دون سن السادسة، بهدف تلقينهم مبادي الكتابة والقراءة، وهو ما يدفعنا إلى التأكيد على أن للمؤسسة الشبانية دور هام وفعال، خاصة ما تعلق بهذه الأنشطة الثقافية التي تلائم فئة الأطفال وحتى الشباب، نظرا لما تليه لهم من أهمية كبرى.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ أشكركم كثيرا على التفاتتكم الطيبة التي منحت لي فرصة تثمين وإبراز الدور الذي تلعبه مؤسسات الشباب.