مراد زيري مختص في الصناعة الجلدية الفنية:

نتمنى إنشاء سوق للحرف التقليدية بساحة الشهداء

نتمنى إنشاء سوق للحرف التقليدية بساحة الشهداء
  • 652
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا مراد زيري، مختص في الصناعة التقليدية للمشغولات الجلدية لما يزيد عن 28 سنة، إلى ضرورة الإسراع في إنشاء سوق خاصة بالحرف التقليدية، واقترح في حديث خاص بـ "المساء"، إنشاء سوق بساحة الشهداء بالقرب من القصبة؛ على اعتبار أنها مرجع تاريخي وليس هناك أفضل من هذا المكان لإنشاء هذا الفضاء، الذي سيكون لا محالة مرجعا للسياح، يسهم في إنعاش وترقية الصناعة التقليدية على اختلاف أنواعها.

 أبدى الحرفي مراد في بداية حديثه امتعاضه من حال الصناعة التقليدية. وقال: "إن الزيارة السياحية التي قادته إلى كل من تونس والمغرب جعلته يشعر بالغيرة لكون هاتين الدولتين الشقيقتين أحسنتا التكفل بالصناعة التقليدية من خلال التأسيس لأسواق خاصة؛ حيث لا يحتار مطلقا السائح عند بحثه عن الأمكنة التي يجري فيها بيع مختلف المشغولات التقليدية، على خلاف ما يحدث عندنا، إذ يجد السائح صعوبة في الوصول إلى الحرفي وليس التاجر ليقتني منه بعض الهدايا التي تعكس تراث الجزائر، مشيرا إلى أن السبب الذي جعله يقترح إزالة سوق زوج عيون بساحة الشهداء ليحل محله سوق خاصة بالصناعة التقليدية؛ كون المكان ثريا بالآثار، يكفي فقط الحديث عن قصر عزيزة والدار الحمراء وخداوج العمياء وقصر الرياس وغيرها من المساجد المتواجدة بالمكان؛ ما يعني أنها تكون مرجعا سياحيا وتاريخيا بكل المقاييس.

الإلحاح على إنشاء سوق خاصة بالصناعات التقليدية من خلال جمع الحرفيين الذين أفنوا حياتهم في سبيل الحفاظ والدفاع على الحرف، حسب محدثنا، جاء بعد الانطباعات التي جمعها لدى مشاركته في بعض المعارض خارج الوطن، حيث لقيت معروضاته الجلدية والممثلة في الأحذية والحقائب وحافظات النقود وغيرها من المشغولات الموجهة للاستعمال المنزلي، إعجاب الزوار لشدة إتقانها. وتساءلوا عن سبب عدم عثورهم على مثل هذه الحرف عقب زيارتهم للجزائر إلا ببعض المحلات التي تخصص لبيع الصناعات التقليدية؛ من أجل هذا يضيف الحرفي مراد، "نطالب وزارة السياحة ووالي الولاية بالتدخل لتحقيق هذا الحلم".

وفي رده على سؤالنا حول تواجد بعض الدور التي تحوي محلات للصناعة التقليدية جاء على لسان محدثنا أن ما هو موجود من دور على غرار دار الحرف المتواجدة بباب الوادي، لا يرقى لأن يكون سوقا يتطلع إليها الحرفيون، تكون مرجعا لمحبي الصناعة التقليدية والسياح هذا من ناحية، ومن جهة أخرى يُفترض أن مثل هذه الدور تحوي كل أنواع الصناعات التقليدية ولكن في حقيقية الأمر ما نجده عبارة عن دور تحوي صنفا واحدا؛ كأن نجد محترفي السيراميك فقط أو النحاس، وبالتالي نسأل أين الصناعات التقليدية الأخرى؟ من جملة الانشغالات التي ارتأى الحرفي مراد أن يطرحها أيضا ما يتعلق بالدعم، حيث قال: "إن الدعم الموجه من الغرفة يذهب بالدرجة الأولى إلى حرفيي السيراميك، الذين أخذوا حصة الأسد، فعلى مستوى غرفة الحرفيين في العاصمة استفاد نحو 28 حرفيا في السيراميك مؤخرا، من الدعم، أما حرفي النحاس والجلد ورغم كل المتاعب التي يعانون منها، فلا يلقون الدعم الكافي؛ الأمر الذي جعلنا نحتج رغم أننا نسعى جاهدين للحفاظ على هذا الموروث".