وحيد تشاشي مدير البيئة لولاية البليدة لـ"المساء":

نتائج إيجابية لحملة التنظيف والمواطن مدعو للمشاركة

نتائج إيجابية لحملة التنظيف والمواطن مدعو للمشاركة
وحيد تشاشي، مدير البيئة لولاية البليدة
  • القراءات: 537
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا وحيد تشاشي، مدير البيئة لولاية البليدة، المواطنين، إلى التفاعل أكثر مع الحملة الوطنية لتنظيف المحيط، مؤكدا أن مشاركة السلطات المحلية والمجتمع المدني غير كافية من أجل استعادة نقاء وبهاء الولاية، إن لم يتحل ـ حسب المتحدث ـ المواطن بالحس البيئي  وتحمل مسؤولياته، خاصة فيما يتعلق بالرمي العشوائي للنفايات المنزلية. وحول النتائج المحققة من الحملة، والمجهودات المبذولة لنظافة المحيط بمدينة الورود، تحدثت "المساء" إلى مدير البيئة، فكان هذا اللقاء.

بداية، كيف تقيّمون الحملة الوطنية لتنظيف المحيط في أسبوعها الثالث؟

❊❊ تعيش الحملة الوطنية التي حملت شعار شركاء في المحيط، مسؤولون عن نظافته على مستوى ولاية البليدة، أسبوعها الثالث بكل بلدياتها الـ25، على وقع تفاعل كبير من كل الشركاء بالقطاعين العمومي والخاص، ومجهودات المجتمع المدني الذي أظهر تعاونا كبيرا في الميدان، وعلى الرغم من أن الحملة في بدايتها كانت محتشمة، بمشاركة الجهات المعنية، ممثلة في السلطات المحلية، غير أنها سرعان ما عرفت تجاوبا كبيرا من المجتمع المدني، الذي تفاعل بصورة جد إيجابية مع الحملة، من خلال المشاركة كل يوم سبت، من باب التطوع، للمساهمة في  تنظيف الأحياء والتخلص من النفايات ومحاربة النقاط السوداء.

ما هي الحصيلة الأولية التي أسفرت عنها الحملة؟

❊❊ بلغة الأرقام، تمكنا خلال الثلاث أسابيع الأولى من انطلاق الحملة على مستوى ولاية البليدة، من جمع أكثر من 3 آلاف طن من النفايات الهامدة، ممثلة في نفايات البناء والأتربة التي كانت تشكل نقاطا سوداء ببعض التجمعات السكنية، وأكثر من 1500 طن من النفايات المنزلية التي تخص الحملة فقط، ولا تخص الجمع العادي للنفايات الذي تقوم به المصالح المتخصصة بصورة يومية، ومشاركة 86 تدخلا للمجتمع المدني ولجان الأحياء. أما بالنسبة للإمكانيات المادية، ممثلة في آلات رفع النفايات والشاحنات ومختلف الوسائل المستعملة، فقد تم تجنيد أكثر من 1100 آلية. أما من حيث عدد المشاركين من الأعوان فيبقى الرقم تقديري، حيث شارك وفقا للإحصائيات الأولية أكثر من 3 آلاف عون منذ انطلاق الحملة، بالتالي وبشكل عام، الحملة الوطنية للنظافة تسير على أحسن ما يرام، وتقدم نتائج جد إيجابية على مستوى مدينة الورود.

من خلال نشاطكم الرقابي، هل سجلتم بعض التجاوزات؟

❊❊ بحكم أن مديرية البيئة هي المكلفة بمتابعة وتنسيق الحملة على مستوى الولاية، تبين لنا من خلال مختلف الخرجات التي قمنا بها، التزام المؤسسات المعنية ممثلة في متيجة نظافة و«متيجة حدائق و«متيجة إنارة، وكذا الأشغال العمومية ومؤسسات تسيير الردم التقني للنفايات، ومديرية التعمير والري، بأنها كانت كلها في الميدان، وأكثر من هذا، تبين لنا أن الحملة بدأت تأخذ طابعا تنظيميا أكثر، من خلال  تسطير برنامج عمل يقوم على تحديد الأحياء والشوارع التي يتم استهدافها، ومن ثمة، تجنيد الإمكانيات اللازمة من أجل التدخل على مستوى كل النقاط، سواء تعلق الأمر بإصلاح أعطاب الإنارة أو إزالة الأتربة أو تقليم الأشجار، ولعل العينة كانت من بلدية الشفة، أين تم التخلص من كل النقاط السوداء التي كانت منتشرة على مستوى البلدية.

ماذا عن تفاعل المواطنين؟

❊❊ ما لاحظناه خلال الأسابيع الثلاثة الأولى للحملة، أن النقاط السوداء التي تتواجد بمختلف البلديات، وتحديديا بالتجمعات السكانية، فإن المواطن هو المسؤول الوحيد عن استحداثها، حيث نجد البعض يعيد تهيئة بيته وإدخال بعض التعديلات عليه، ومن ثمة يقوم ورمي مخلفات البناء في الأحياء، لتتحول إلى نقاط سوداء، وهو الأمر الذي دفعنا إلى التواصل مع شرطة البيئة والعمران، ومكاتب حفظ الصحة والنظافة، لاتخاذ إجراءات ردعية في حق الذين يقومون بخلق النقاط السوداء، في الوقت الذي يفترض أنهم يتحملون مسؤولية رفع هذه النفايات الهامدة، وبالمناسبة، ندعو أيضا لجان الأحياء إلى محاربة مثل هذه الظواهر التي تسيء إلى المنظر الجمالي لأحيائهم، من خلال التبليغ عنها، وعن طريق المنع، خاصة أن لجنة الحي يقع على عاتقها مسؤولية الحفاظ على الحي نظيفا.

إذن المواطن لا يتفاعل بشكل إيجابي مع الحملة؟

❊❊ ما ينبغي على المواطن إدراكه، أنه في غياب تعاونه مع السلطات العمومية والجمعيات ولجان الأحياء، يستحيل على البلدية ومؤسسات متيجة نظافة و«متيجة حدائق أن تكون قادرة على إعادة صورتها الجميلة. كما أن الحملة لن تحقق النتائج المرجوة منها، و أكثر من هذا، فإن الحملة وُجدت من أجل أن يكون فيها المواطن شريكا فعالا، بالتالي مشاركة المواطن غاية في الأهمية لإنجاح الحملة، لأن الإمكانيات مهما كانت كبيرة، تظل غير كافية إذا كان المواطن غائبا عنها، ولا يبدي أي تفاعل معها، لذا نسعى من خلال الحملة إلى التشجيع على التخلي عن ثقافة "اخطي راسي"، والتصرف بطرقة واعية، وعلى الأقل يلتزم بالحفاظ على نظافة الأماكن التي تشملها الحملة، ويتقيد فقط بمواعيد رمي النفايات.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ الوصول إلى مدينة نظيفة وتحقيق النتائج المرجوة من الحملة الوطنية لنظافة المحيط، تتوقف بنسبة كبيرة على مدى مشاركة المواطن والتخلي على سلوكياته السلبية، عندما يتعلق الأمر بنظافة المحيط.