ثقافة أحيتها معارض العاصمة
نباتات الزينة ديكور أساسي في البيوت الجزائرية

- 1971

ساهمت معارض نباتات الزينة التي أصبحت تنظم في العاصمة، في إعادة إحياء ثقافة تزيين البيوت بالنباتات، التي كانت راسخة لدى الأسر العاصمية منذ زمن بعيد، حيث كانت تتميز البيوت بوجود حوش صغير يتوسط المنزل، تملؤه الشجيرات والأزهار بمختلف أنواعها مما يضفي على المكان جمالا ورونقا مميزين.
هذه الثقافة التي غابت في مرحلة ما، بعدما طغت "حتمية" العيش في شقق صغيرة فرضتها ظروف العيش في المدينة، التي تعرف بصغر شققها وضيقها، السبب الذي يجعل الفرد لا يجد أين يضع تلك النباتات التي لها هي الأخرى شروط وظروف معينة لابد أن تعيش فيها، كالضوء والرطوبة والهواء، وهو ما قد لا تجده في تلك البيوت الضيقة، الأمر الذي جعل الفرد يتناسى جمالها وأهميتها داخل البيت، خاصة أن المعارض المنظمة في العاصمة وتخصص العديدين في مجال المشتلة جعل تلك الثقافة تنبعث من جديد، أو على الأقل أدى عرض تلك النباتات والأزهار بجمالها جعل الفرد لا يقاومها، فها هي معروضة بألوانها التي خلقها الله بها في أحسن صورة تختلف كل واحدة عن الأخرى، كما تختلف في عطرها وألوانها وحتى الجمالية التي تضفيها على البيت..
في جولة قادت "المساء" إلى معرض نباتات الزينة، بالقرب من البريد المركزي بالعاصمة، آثار فضولنا الوقوف أمام تلك الأجنحة أو بالأحرى المظلات الشمسية الضخمة التي أجمع سكان العاصمة بأنها أضفت لمسة جمالية على الساحة، ولا يتخيلون أبدا الساحة من دونها بعد الآن. فعلى عكس المعارض التي تحط خيامها وتحملها في كل مرة، يبدو أن ذلك المعرض كثيرا ما استحسنتها المكاتب الولائية للعاصمة، بعد أن صمدت لأكثر من ثلاث سنوات في ساحة واحدة، كيف لا بعدد أن حققت الأهداف التي نظمت من أجلها.
أكثر من 50 نوعا من النباتات تضمحل في مرحلة وتنمو في مرحلة أخرى، تنتعش في فصل وتختار ما تختار منها، لتذبل في موسم آخر ولا تجد ما تقتني منها، ويبدو أن هذا الموسم زادها انتعاشا وجمالا، لاسيما أنواعا محددة منها، كـ«القطيفة بأنواعها، الميموزا، الورد، القرنفل، الخديوجة، الصبار، البومبو" وغيرها من النباتات، بعضها عالمية وأخرى ذات أصول 100 بالمائة جزائرية، تختلف أنواعها، ألوانها ورائحتها وكذا الفائدة منها، منها الداخلية وأخرى التي تحتاج إلى الضوء للنمو، عرضها التجار بطريقة جميلة مرتبة بشكل يجعل من تلك المساحة حديقة صغيرة في غاية الروعة، يكفي المتأمل فيها الشعور بالراحة والانتعاش.
وعن ثقافة الاقتناء، تبين من خلال استطلاعنا أنها أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من روتين ترتيب البيت لدى ربة البيت التي تقتني أنواعا من تلك النباتات لتزيين المنزل بها، سواء عند المدخل أو في المطبخ وأخرى في الشرفة والنوافذ، ولكل واحدة لمستها الخاصة، وما يزيد من جمالها تلك الأكسسوارات التي باتت تخصص لها، كالأصيص وحاملاته المصنوعة من الحديد المطوع وغيره..