معرض العسل بالأبيار

نافذة تواصلية بين المربي والمستهلك

نافذة تواصلية بين المربي والمستهلك
معرض العسل بالأبيار رشيدة بلال
  • القراءات: 693
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

بادرت جمعية النحالين الجزائريين، في إطار برنامجها الرامي إلى تقريب مربي النحل من المستهلك، إلى تنظيم جملة من المعارض عبر مختلف بلديات العاصمة، على غرار بلدية الأبيار، حيث عرف المعرض إقبالا كبيرا من المواطنين الذين استحسنوا في معرض حديثهم مع "المساء"، التظاهرة، كونها تمكّنهم من اقتناء مادة العسل مباشرة من النحالين، الأمر الذي يجنبهم الوقوع ضحية غش بعض التجار.

عرف المعرض الذي احتضنته ساحة "كنيدي" بالأبيار، مشاركة أكثر من 15 مربي نحل من العاصمة ومن خارج الولاية، على غرار ولاية البليدة، عرضوا مختلف الأنواع المتوفرة من العسل، ومنها عسل السدر واللبينة والحمضيات والخردل والعسل الجبلي وإكليل الجبل، إلى جانب بعض المراهم المستخلصة من شمع النحل وحبوب الطلع.

عن مدى الإقبال على اقتناء مادة العسل، استحسن أغلب العارضين الذين تحدّثت إليهم "المساء"، تفشي الوعي بأهمية تواجد العسل في المنازل، واستخدامه كغذاء أكثر منه كعلاج، وهو ما أشارت إليه مربية النحل السيدة مليكة مالي من ولاية البليدة، التي أوضحت في معرض حديثها أن التجارب السابقة للمواطنين مع العسل المغشوش، الذي سبق لهم أن اقتنوه من المحلات،  جعلهم في كل مرة يسارعون إلى الاحتكاك بالمربين لاقتناء مختلف أنواع العسل الصافية والطبيعية. مشيرة إلى أن المستهلك اليوم أصبح يدرك أهمية وجود العسل في بيته واستخدامه للغذاء بالنظر إلى فوائده الجمة، التي يحتويها، خاصة بالنسبة للأطفال. مشيرة في السياق، إلى أن مثل هذه المعارض تساعد مربي النحل على التسويق من جهة، وتعزيز ثقة المستهلك في عسل بلاده الذي يعتبر من أجود وأحسن الأنواع من جهة أخرى.

فيما يتعلق بالأسعار، أشار من جهته مربي النحل سامي بوثلجة، إلى أن هذا الموسم لا يختلف عن الموسم الماضي من حيث الأسعار التي تعرف نوعا من الاستقرار، حيث تتراوح على العموم بين 2800 دج و4400 دج، ولا زال عسل السدر يحتل المراتب الأولى من حيث الغلاء، إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 4200 دج. كما أن عسل السدر ورغم غلائه، يعتبر من أكثر الأنواع طلبا، من منطلق أنه يحتوي بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، على العديد من الفوائد، وهي ـ حسبه ـ "الأخطاء الشائعة التي نحاول من خلال هذا التواصل مع المستهلكين تصحيحها، حيث يحتوي عسل السدر على جملة من الفوائد، لكن لا يعني أنه أفضل الأنواع بالنظر إلى وجود أنواع أخرى لها فوائد جمة، خاصة ما تعلق منها بأمراض الربو والزكام والحساسية التي عادة ما تنتشر في فصل الشتاء".

عن بعض الأنواع التي تعرف تراجعا خلال هذا الموسم، أكدت مربية النحل فايزة بوشوارب، من جهتها، أن عسل الكاليتوس سجّل هذه السنة تراجعا كبيرا، حيث غاب عن  طاولات جل العارضين بسبب المرض الذي أصاب الأشجار، الأمر الذي انعكس سلبا على المردود، وتردف قائلة "تبقى كل الأنواع الأخرى متوفرة وبكميات كبيرة"، مشيرة إلى أن عزوف البعض عن الشراء بسبب الغلاء، دفع المربين إلى تعبئة قارورات صغيرة ليتسنى للجميع اقتناء مختلف الأنواع".

لدى احتكاك "المساء" ببعض المواطنين لمعرفة الغاية من اقتناء بعض الأنواع دون أخرى، أشارت مواطنة إلى أنها تسأل قبل شراء أي نوع من العسل عن فوائده العلاجية، ومن ثمة تختار ما يناسبها منها، بينما أكدت سيدة أخرى أن الغاية من اقتناء بعض الأنواع، مثل عسل الحمضيات واللبينة، هو العلاج بالدرجة الأولى، فيما أشارت سيدة أخرى جاءت خصيصا لاقتناء عسل السدر،  إلى أن الغرض هو مقاومة السحر، على اعتبار أن العسل يعتبر واحدا من المواد التي تمنع السحر.

ينتظر بعد معرض الأبيار، أن تحل جمعية مربي النحل ببلدية الرويبة، لتمكين أكبر عدد من المواطنين من التقرب من النحالين والتعرف على الفوائد الموجودة في مختلف الأنواع المتوفرة في الجزائر.