نادي ماركوندا الأوراس

نادية زردومي تبدع في إعداد الأطباق التقليدية

نادية زردومي تبدع في إعداد الأطباق التقليدية
السيدة نادية زردومي، رئيسة نادي ماركوندا الأوراس
  • القراءات: 1074
ع. بزاعي ع. بزاعي

أكدت السيدة نادية زردومي، رئيسة نادي ماركوندا الأوراس، أن الاحتفال بيناير يحمل من الدلالات ما يؤرخ لحضارة أمة بامتداد جذورها اللغوية، مشيرة إلى أنها تبحث في تاريخ الثقافة الأمازيغية وواقعها، مع استشراف مستقبلها، والاعتماد على المشاريع العلمية، لإبراز الخصوصيات الثقافية الأمازيغية. وأضافت: إن الأمازيغ الأحرار كانوا يحيون المناسبة قبل 950 سنة من ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، واعتمدوها كمرجع للتقويم.

أوضحت زردومي على هامش احتفالية بازار نجمة بمبادرة من مكتب الجمعية الولائية الدنيا بخير بباتنة، بمناسبتي السنة الأمازيغية الجديدة يناير 2971 والذكرى الثامنة لتأسيس الجمعية، أوضحت أن تنظيم مسابقة أحسن طبق ولباس تقليدي تم وفق برنامج يحمل في مضامينه، إطلالة على الأوراس الكبير عبر العصور. وتشكل مظاهرها كل الطقوس التي تميز المناسبة. وقالت إن في مضامين هذه الاحتفالية صورا للتفاؤل بسنة خصبة،  حتى ولو اختلفت العادات من منطقة إلى أخرى، إلا أن المغزى يظل ثابتا - حسب المتحدثة - التي أوضحت أن الغاية من وراء ذلك هو الحفاظ على البعد الحضاري الذي تتميز به الجزائر وتراثها الموغل في التاريخ، وعلى الشواهد الحية، التي تؤكد الامتداد والأصالة؛ باعتبارها إحدى التقويمات التاريخية التي تؤرخ لتغلّب الملك الأمازيغي ششناق على ملك الفراعنة رمسيس الثالث سنة 950 ق .م؛ إذ تُستحضر عبر ربوع الأوراس عادات وتقاليد توارثتها العائلات أبا عن جد، وبقيت محافظة عليها إلى يومنا هذا.

وقد تفننت مختلف المتسابقات المنحدرات من مختلف بلديات الولاية، في هذا الموعد، في تحضير أشهى الأطباق التقليدية التي يرتبط اسمها بمختلف المناسبات، على غرار المولد النبوي الشريف، والسنة الهجرية والسنة الأمازيغية، وهي المعروفة عبر مختلف ولايات الوطن، غير أن طريقة تحضيرها تختلف نوعا ما من ولاية إلى أخرى، من حيث المكونات والطعم أيضا.

ومن بين المشارِكات اللواتي فضّلن اختيار تحضير هذا الطبق وعرض اللباس التقليدي لخوض غمار المنافسة التي تُعد الأولى من نوعها بالولاية، نادية زردومي رئيسة نادي ماركوندا الأوراس، التي تفننت في إعداد أطباق الشرشم، والشخشوخة، والزيراوي، والعيش، والبراج وكسرة الشعير الحرشاية، علما أن المكتب الولائي فاز في المسابقتين المذكورتين عن جدارة واستحقاق، واللتين تميزتا بمشاركة عدة مكاتب وعدد من النوادي، على غرار مكتبي أولاد فاضل ورشيد للمعرفة.

للإشارة، فقد فاز نادي ماركوندا السنة الماضية بالمرتبة الأولى بـ 19 نقطة. وعادت المرتبة الثانية لمكتب بلدية حيدوسة بـ 15 نقطة، فيما تقاسم المرتبة الثالثة كل من نوادي التقوى وأيمن، والمكتب الولائي الجمعية الولائية الدنيا بخير”.

وأوضحت السيدة نادية زردومي رئيسة النادي على هامش التظاهرة التي حظيت بثناء لجنة التحكيم التي ضمت مختصين في مجال الطبخ، أن طريقة تحضير أطباق الشرشم والشخشوخة تختلف من ولاية إلى أخرى، إلا أن تلك المحضَّرة بمنطقة الأوراس تتميز بذوقها وطريقة تقديمها، خصوصا مادة الشرشم، التي تقول عنها محدثتنا إنها: عبارة عن قمح مغلى في ماء ساخن، تضاف إليه حبات الحمص والخليع. وهناك من يضيف إليها الذرى المجفف. ويوزَّع على الجيران، ويتم في هذا السياق تداول مقولة كول شرشومة فرعون، للتذكير بانتصارات الملك الأمازيغي شيشناق على الفراعنة، والذي انطلق منه التأريخ الأمازيغي.

وقد قامت زردومي هذه المرة بتحضيره على طريقتها الخاصة، متمردة على التقاليد. وصنعت منه شوربة. وقد نال إعجاب اللجنة، التي ثمّنت هذا النوع من الإبداع في فن الطهي. 

للإشارة، فإن النادي سطر برنامجا ثريا هذه السنة بحسب رئيسته. ويُنتظر، بحسبما أوضحت محدثتنا، أن يشارك ناديها في إحياء التراث الثقافي في المدارس والمؤسسات ذات النشاط التضامني والاجتماعي، والجمعيات التي تتكفل بالطفولة المسعفة والفئات المحرومة، والتعريف بتراث المنطقة المتنوع.

وتُعد نادية زردومي الكاتبة الشاعرة من حرفيات الولاية، اللائي سجلن حضورهن، وتركن بصمتهن في النشاط الجمعوي والثقافي والإبداعي عموما عبر الفضاءات الإلكترونية، وحرفة الخياطة خصوصا بمدينة باتنة. وتحدّت واقع ظروفها الاجتماعية، متجاوزة كل العقبات التي اعترضتها؛ إذ تترأس نادي ماركوندا الأوراس، وهو تابع لجمعية الدنيا بخير الولائية. وجسدت أفكارها عمليا على أرض الواقع في مجالات مختلفة؛ كتربية وتكوين البراعم، وتحفيظهم القرآن الكريم، إلى جانب ورشة خياطة (إبداعا وتكوينا)، ومختلف الأعمال الخيرية، والمشاركة في مختلف المعارض.