رئيس جمعية الفجر لمساعدة المصابين بالداء الخبيث لـ "المساء":

نأمل في منح الوقاية حقها في المخطط الوطني للسرطان

نأمل في منح الوقاية حقها في المخطط الوطني للسرطان
رئيس جمعية الفجر لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان (فرع ولاية البليدة) الحاج مكراشي
  • القراءات: 567
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا رئيس جمعية الفجر لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان (فرع ولاية البليدة) الحاج مكراشي، إلى التوجه نحو العمل بجدية أكثر تجاه المخاطر التي يتسبب فيها الإدمان على  التدخين، معتبرا أن التهديد الذي يشكله التدخين لا يخص، فقط، الأمراض السرطانية التي تظهر بعد مدة من التعاطي، وإنما يصيب، أيضا، القلب والشرايين، ويُعد المتسبب الأول في حدوث الموت المفاجئ. وانطلاقا من كل هذا، كان لا بد من العودة إلى التوعية بخطورة التدخين الذي يُعد بمثابة الانتحار البطيء، حسب المتحدث إلـى "المساء".

أوضح رئيس جمعية الفجر في معرض حديثه مع "المساء" على هامش إشرافه على تنظيم يوم دراسي حول أضرار التدخين بالمركز الطبي لتكوين إطارات التربية بالبليدة، أن اليوم الدراسي يأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتدخين المصادف لـ 31 ماي من كل سنة، وهي المحطة التي يعود فيها الحديث حول أضرار هذه الآفة التي روّجت لها تاريخيا، الشركات عبر الأفلام والسينما، واليوم تحولت إلى أزمة صحية بالنظر إلى المخاطر الصحية التي تتسبب فيها، ليس على المتعاطي فقط، بل حتى على مستنشق الدخان في الفضاءات المغلقة، مشيرا في السياق، إلى وجود علاقة وطيدة بين التدخين وسرطان الرئة، ومؤكدا أن 98 ٪ من أسباب الإصابة بسرطان الرئة، هو التدخين، الذي تعمل الجمعية على محاربته من خلال توجيه المرضى ودعمهم. ويقول في هذا السياق: "المؤكد أن عدد المصابين بالسرطان على اختلاف أنواعه في الجزائر، يعرف منحنى تصاعديا، عجزت المراكز، في المقابل، عن امتصاص الكم الكبير من حيث التكفل والمرافقة".

وفي السياق، أكد المتحدث أن الجمعية في مسعاها النضالي ضد هذه الآفة، "تسعى إلى التركيز على العمل الوقائي الذي يتم المراهنة عليه من أجل حماية الأشخاص غير المدخنين من الوقوع ضحايا هذه الآفة الصحية"، مشيرا إلى أن قوانين منع التدخين في الأماكن العمومية، "إلا أن التطبيق على أرض الواقع، غير مفعَّل، الأمر الذي جعل محاربة الظاهرة صعبة. وفي المقابل يجري التركيز على مدى وعي المواطن، وخوفه على صحته".

ومن جملة المقترحات التي تؤكد عليها الجمعية للمساهمة في الحد من آفة التدخين الذي يُعتبر المتسبب الأول في عدد من الأمراض القاتلة كتصلّب الشرايين وأوعية القلب وكذا بعض الأمراض السرطانية كسرطان الحنجرة والرئتين وسرطان القولون والبروستات الذي تسجل فيه الجزائر تأخرا من حيث التكفل، منع بيعه منعا باتا، خاصة أمام المؤسسات التعليمية والجامعات، والتعامل معه مثل التعامل مع المخدرات من حيث العقوبة والردع.

وأشار رئيس الجمعية إلى أن ما يجهله المدخن، أن إصابته بالسرطان من شأنها أن تُدخله في رحلة علاج طويلة، يواجهه خلالها العديد من المخاطر والتحديات، أهمها طول فترة المواعيد، ونقص أو ندرة الأدوية، لافتا إلى أن الجمعية، اليوم، أمام تفاقم عدد المصابين بالسرطان جراء إدمان التدخين، ومشيرا إلى أن أعضاء الجمعية ينتظرون ما سيعلن عنه المخطط الوطني لمكافحة السرطان الجديد بعد انتهاء صلاحية المخطط السابق، الذي حقق ما حقق من إنجازات، خاصة ما تعلق منها بفتح مراكز التكفل بالمرضى، غير أن هذا يظل، حسب المتحدث، "غير كاف أمام الارتفاع المسجل في عدد المصابين"، وبالتالي فالحاجة، حسبه، "ملحة على تسطير برنامج وطني جديد، يؤكد على ضرورة فتح مراكز جديدة مكيَّفة، ومهيأة بكل ما  يحتاج إليه المصاب بالسرطان خلال رحلة علاجه الطويلة، هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى، المطالبة من خلال المخطط الثاني، بتخصيص هامش كبير للوقاية، للحد من إدمان التدخين، الذي أصبح يسجل سنويا أكثر من 60 ألف حالة جديدة، في السنة،  مصابة بالسرطان". وحول ما إذا كان هناك عمل جاد من أجل التأكيد على أهمية التشخيص المبكر، أوضح المتحدث أن التشخيص المبكر يُفترض أنه سياسة تتبناها الدولة، من خلال تخصيص غلاف مالي، وأطقم بشرية لبلوغ الأهداف المرجوة منه. أما الحديث عن التشخيص المبكر بالاعتماد على  نشاط بعض الجمعيات، فإن نتائجه المحققة تظل بعيدة عن الأهداف، المتمثلة، في الدرجة الأولى، في الحد من عدد الحالات المصابة بغض النظر عن نوع السرطان.