حميدة كتاب، رئيسة جمعية الأمل لمرضى السرطان لـ"المساء":

ميلاد فيدرالية جزائرية للجمعيات ينهي معاناة المصابين

ميلاد فيدرالية جزائرية للجمعيات ينهي معاناة المصابين
حميدة كتاب، رئيسة جمعية الأمل لمرضى السرطان
  • القراءات: 661
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعززت الساحة الوطنية بميلاد الفيدرالية الجزائية لجمعيات المرضى المصابين بالسرطان، مؤخرا، تضم عشر جمعيات ناشطة في مجال الدفاع على حقوق المرضى والتكفل بانشغالاتهم، جاءت فكرة التأسيس، حسب ما أعلنت عنه رئيسة جمعية الأمل لمرضى السرطان، حميدة كتاب، بعد أن أيقنت كل الجمعيات بأن ما يعانيه المريض ليس مشكل إمكانيات، إنما راجع لغياب التنسيق وسوء التسيير بين فعاليات المجتمع المدني والسلطات الوصية، مشيرة إلى أن هدف التكتل وضع خارطة طريق وطنية، تنهي معاناة المرضى.

وقد فصلت المتحدثة في حوار حصت به "المساء"، أبعاد وأهداف هذا التنظيم الجديد، الذي تعد فيه السيدة حميدة كتاب أيضا المنسقة الوطنية للتكتل، مبرزة في هذا الصدد، الدور المنتظر من هذه الفيدرالية، والاستراتيجية المزمع العمل بها لتغيير واقع المرضى الذي تأزم مع جائحة "كوفيد 19"، وكشف النقائص المسجلة في مجال التكفل بهم على جميع الأصعدة.

بداية، حدثينا عن فكرة تأسيس الفيدرالية الجزائرية لمكافحة السرطان؟

❊❊ فكرة تأسيس الفيدرالية، اقترحت من أجل توحيد جهود الجمعيات الناشطة في مجال التكفل بمرضى السرطان عبر مختلف ربوع الوطن، وعوض أن تقوم كل جمعية بالعمل على حدا، قررنا أن نكون يدا واحدة، خاصة أن الانشغالات تكاد تكون نفسها، من أجل بلوغ المساواة والعدالة الاجتماعية لفائدة كل المرضى، لتمكينهم من تكفل النوعي.

على أي أساس تم اختيار الجمعيات المؤسسة للفيدرالية؟

❊❊ في الواقع، ليس هناك مقاييس معينة لاختيار الجمعيات، إنما جاء هذا التكتل ليوحد جهود الجمعيات الناشطة في الميدان، التي أخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن حقوق هذه الشريحة، التي لا تزال تعاني في صمت، بالتالي فإن الباب مفتوح لكل الجمعيات الراغبة في الانضمام إلى هذا التكتل، من أجل اقتراح وتقديم الأفضل لهذه الفئة ونكون قوة تغير حقيقية.

ما هي الإضافة التي سيقدمها هذا التكتل؟

❊❊ نراهن على الفيدرالية لإحداث تغيير يشعر به المريض ويلمسه، ولم يعد هناك مجال لعرض وطرح مشاكل المريض التي أصبحت معروفة، إنما آن الأوان لتمكينه من كل حقوقه عبر مختلف ربوع الوطن.

حدثينا عن برنامج عمل هذا التكتل الجمعوي؟

❊❊ أول ما نعتزم القيام به، بعد الانتهاء من كل الإجراءات المرتبطة بالتأسيس، التحضير للقاء يتم فيه الحديث عن  كل المشاكل التي يعانيها مريض السرطان في كل ولايات الوطن، خاصة ما تعلق منها بالعلاج الإشعاعي ومراكز العلاج، حيث يطرح، وبإلحاح، نقص المراكز التي لا يتجاوز عددها 15، أما تلك المخصصة للأطفال، فلا تتجاوز الثلاثة، موجودة كلها بالعاصمة، حيث يضطرون إلى التنقل للعاصمة، وهو الأمر الذي أصبح غير مقبول، بالتالي هذا التكتل يسمح لنا بأن نكون قوة في الميدان، من أجل تسريع الاستجابة لعدد من الانشغالات الاستعجالية.

ما هي أولوية مريض السرطان، في رأيك؟

❊❊ من بين الأولويات؛ تحسين التكفل بمريض السرطان وما يتعلق بتوزيع الأدوية التي نعاني فيها من مشاكل كثيرة، حيث نجد أن ثمن الأدوية جد مرتفع، لكن نلاحظ في بعض ولايات الوطن، كالعاصمة والبليدة، نقصا فادحا، بينما في ولايات أخرى، نجد بأن نفس الأدوية المطلوبة تظل مخزنة ولا تستعمل حتى تنتهي فترة صلاحيتها، ويتم رميها لعدم وجود طلب عليها، مما يطرح مشكل غياب التنسيق بين مختلف المراكز، وهو الأمر الذي جعلنا نوقن بأن الجزائر اليوم في مجال التكفل بمرضى السرطان، لا تعاني من نقص في الإمكانيات، إنما من مشكل تنسيق، ولعل هذا ما جعلنا نخرج عن صمتنا ونبادر إلى التأسيس لهذا التكتل، الذي يعول عليه لوضع حد أمام هذا العائق، من خلال توحيد الجهود، لا سيما أننا نعمل في الميدان، ونعيش مع المريض يومياته، ولدينا صورة واضحة حول كل ما يحدث في الميدان.

بالحديث عن واقع مريض السرطان، كيف تقيمين وضعه في ظل استمرار جائحة "كورونا"؟

❊❊ مريض السرطان، على غرار عدد من المرضى الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي، من أكثر الفئات التي كان لجائحة "كورونا" تأثير كبير عليها، وما عمق من معاناة المرضى الذين يفترض أن تقدم لهم وسائل الدعم والحماية، حتى لا يصابوا بالعدوى. لم توفر لهم أبسط التدابير، كالكمامات الطبية والأقنعة الخاصة، حيث اضطر الكثيرون عند التنقل إلى المراكز المتخصصة في عز الأزمة، لاستعمال الكمامات القماشية التي لا تؤمن لهم الحماية من هذا الفيروس الفتاك، الأمر الثاني، أن المرضى لم تقدم لهم أي تسهيلات لولوجهم إلى المراكز العلاجية خلال فترة الغلق، وهو ما عمق من معاناتهم. كل هذه  الانشغالات التي طرحت، أخذناها بعين الاعتبار، من خلال هذا التكتل الذي ينتظر أن تكون لديه نظرة وطنية حول كل ما يخص مريض السرطان في كل الظروف.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ اللقاء الوطني الذي انبثقت عنه فكرة التأسيس للتكتل، يليها عرض حال وطني حول طريقة التكفل بمريض السرطان، واقتراح حلول استعجالية ترفع إلى وزارة الصحة، و إلى رئيس الجمهورية الذي سبق له وأن أعطى أهمية كبيرة لمريض السرطان، وأعلن  بصريح العبارة، بأن المريض يعتبر أولوية وطنية، بالتالي نحن كمجتمع مدني، عضو فعال للتكفل الأفضل بمريض السرطان، وإحداث التغيير الذي ينشده المريض.