منبع الشيقر بتلمسان يقصده المرضى والأصحاء بقوة

مياهه المعدنية تفتّت الحصى وتعالج الإكزيما

مياهه المعدنية تفتّت الحصى وتعالج الإكزيما
  • القراءات: 9288
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

شد انتباهنا ونحن في الطريق المؤدي إلى مدينة ندرومة بتلمسان، منظر عشرات العائلات التي ركنت سياراتها ونزلت لتشرب من العين المحاذية لحمام شيقر،  الذي يبعد عن مدينة مغنية بحوالي خمسة كيلومترات، وهو المكان الذي يقع على ارتفاع 361 م عن سطح البحر، كما يُعد من أشهر الحمّامات المعدنية الموجودة في الجهة الغربية للوطن، حيث وجدنا أفواجا من الناس تنتظر دورها لترتوي من عيونه الثلاث المتدفقة بغزارة بمياهها الساخنة.

تعرف عين الشيقر المعدنية التي تحدها سلاسل جبلية من اليمين والشمال وتحفّها الخضرة من اليمين خاصة، إقبالا كبيرا للمواطنين من مختلف مناطق الوطن، نظرا لشهرة المكان، حيث شاهدنا تراقيم مختلفة للسيارات المركونة، الكبير والصغير يشرب بشراهة، وسيدات يحملن في أيديهن قارورات لملئها من العيون الثلاث المتدفقة بغزارة. وأكد لنا جموع المواطنين الذين التقيناهم بمحاذاة عين الشيقر، أن لهذه العين التي تأتي من مصب مائي طبيعي يخرج من الجبل، ميزات عديدة، أهمها علاج مختلف الأمراض الجلدية كالإكزيما وتفتيت حصى الكلى، وهو ما يجعلها مقصدا للعديد من الأشخاص  الذين يعانون من هذه المشاكل، مؤكدين أن كل من شرب من هذا الماء لا بد أن يتخلص من متاعب الكلى. وقدّم العديدون أمثلة عن أقرباء لهم شربوا منه مرات عديدة، مما سهّل عملية تفتيت الحصى من الكلى ونزولها بدون اللجوء إلى عملية جراحية.

وأشارت السيدة أم الخير القادمة من المسيلة رفقة زوجها وأبنائها الثلاثة، إلى أنها تقصد المكان في نهاية كل أسبوع، لتشرب من عين الشفاء، كما أسمتها، خاصة بعد ما سمعت بفوائدها في علاج حصى الكلى. وأضافت أنها وابنها الأكبر يعانيان من نفس المشكل، لهذا فهي تقضي ساعات طوالا من اليوم في المكان لتشرب من المعين مباشرة، لأن المياه تدخل إلى جسمها على طبيعتها وتحقق الهدف، مضيفة أنها تملأ الدلاء التي تشرب منها لاحقا في البيت، ومؤكدة أنها بدأت تشعر بالتحسن منذ أن باشرت العلاج بماء الشيقر. وأشارت سيدة أخرى من الغرب الجزائري في عقدها الرابع، إلى أنها تقصد المكان لأول مرة بعد أن نصحها به طبيبها. وأضافت أنها شعرت بالغثيان بعد مرور دقائق معدودة على نزوله إلى معدتها. وأردفت أن العارفين بمزايا هذا الماء أخبروها أن هذا رد فعل إيجابي.

الدلاء والقارورات مكسب مربح للشباب 

الباحثون عن مصادر الرزق وجدوا في العين المعدنية الملاذ، حيث اصطف هناك شباب بطاولاتهم المكتنزة لبيع الدلاء بسعات وأحجام مختلفة، إلى جانب القارورات البلاستيكية والزجاجية الخاصة بالمشروبات المرطبة، واختلفت أسعارها بين 20 و100 دج. وقد أكد لنا محمد الأمين بائع، أن المكان لا يفرغ أبدا، وأنه مقصود جدا من قبل العائلات والشباب الذين يشربون من مائه الساخن، وكثيرون يفضلون شراء الدلاء لملئها وفق حاجة كل فرد. وهناك من يقتني أزيد من أربعة دلاء لتعبئتها ووضعها في صندوق السيارة.

وغير بعيد عن هؤلاء الشباب وجدنا رجلا كبيرا في السن يبيع قارورات زجاجية، أكد في حديثه إلينا، أن الزجاج قادر على المحافظة على التركيبة المعدنية للماء بدون أن يفقد أي خاصية بفعل التعبئة.