وصفها الكتّاب بالدولة العربية المتميزة

موقع "سيدتي" يستعرض تقاليد الشعب الجزائريّ

موقع "سيدتي" يستعرض تقاليد الشعب الجزائريّ
  • القراءات: 985

استعرضت المجلة الأسبوعية العربية سيدتي الواقع مقرها بلندن، العادات والتقاليد الرمضانية الموروثة في الجزائر، حيث خصصت في عددها الجديد، بعض العادات الجميلة بالجزائر، إذ يحظى شهر رمضان بأجواء متميزة لها طعم خاص، تجمع بين العبادة والمتعة والترفيه. كما اعتبرت المجلة الجزائر من الدول التي لها عادات وتقاليد متميزة. رمضان شهر التوبة والغفران لكل شعوب الأمة الإسلامية. يتميز هذا الشهر الكريم، فضلا عن زيادة رغبة الروح في التعبد والإقبال على طلب التوبة والمغفرة، بعادات وتقاليد خاصة بكل شعب وبكل دولة إسلامية، هكذا استهل الصحفي أيمن خطاب مقاله بالمجلة، مشيرا إلى أن شساعة الجزائر تجعل فيها العادات والتقاليد تختلف من مدينة إلى أخرى رغم أن الدولة واحدة..

واختص الصحفي الذي قام ببحثه في سفارة الجزائر بمصر، بالحديث عن عادات صيام الأطفال في صحراء الجزائر، التي أبرزها في مقاله لتميز تلك العادة عن باقي الدول العربية. وذكر أن الطفل في الصحراء عند صيامه لأول مرة، يتم حلق رأسه، ولفّها بالشاش، مع ذبح خروف احتفالا به. وعند الإفطار يتم إلقاء الحلويات من فوق رأس الطفل الصائم، ابتهاجا بإتمام الصيام. ويقوم أهله بترديد الأدعية الدينية، حتى يتم مباركة الطفل. ويوضع الكحل في عينيه، مع وضع الحنّاء في يديه وقدميه. كما تشترك العائلات الجزائرية في تقليد، وهو أن يتم تزيين الطفلة الصغيرة الصائمة كالعروس، وتلبس جبة مطرزة بخيوط الذهب. ويكسو هذه الألبسة التقليدية الحلي من رأسها إلى قدميها، يختلف فقط اللباس من منطقة إلى أخرى، حسب عادة هذه الأخيرة. كما ذكر الصحفي في الركن المخصص للشهر الكريم، "رمضان حول العالم"، أن الشعب الجزائري ينتظر رمضان بفارغ الصبر، إذ يعتبرونه مختلفا عن باقي الشهور إلى درجة أنه يُمنح له "لقب سيدنا رمضان"، ذلك أن شهر رمضان في الجزائر هو شهر يتميز بعدة طقوس فريدة، فليس هناك مكان للروتين اليومي المعتاد، مثل الأكل والتواصل الاجتماعي، فجميعهم يمتنعون عن الملذات الأرضية، ويتفرّغون للعبادة والروحانيات، على حد تعبيره.

وقال أيمن خطاب: تحرص العائلات الجزائرية على تجهيز ما يلزم لاستقبال شهر رمضان المبارك. وتبدأ الاستعدادات لاستقبال الشهر الفضيل، قبل فترة من الوقت، من خلال تنظيف المنزل بالكامل، بالإضافة إلى تجهيزه بأدوات مطبخ جديدة، بما في ذلك أواني الحساء التقليدية المصنوعة من الفخار والمعروفة باسم طين برمة. وتشمل الاستعدادات، أيضا، تخزين التمور المحلية والفواكه المجففة والمكسرات المتنوعة والعسل والحبوب ومكونات أخرى للطهي في رمضان. هذه الطريقة تشبه البداية الجديدة، والتي تتماشى مع الاعتقاد السائد بأن المرء خلال شهر رمضان، لديه فرصة للتخلص من القديم، والبدء من جديد. وأضاف: "تَفتح جميع المؤسسات أبوابها من 9 صباحا، لتقديم خدماتها للجمهور حتى الرابعة مساء. وتنشط الحركة التجارية نهار رمضان. ويجتهد كل جزائري في عمله في اغتنام ليالي رمضان، من تلاوة القرآن، وصلاة الجماعة، والصدقات، والزيارات العائلية، وصلة الرحم. كما تشهد الشوارع الجزائرية حالة من الصمت قبل أذان المغرب للصلاة، مع عبارات التهنئة على إتمام الصيام ليوم رمضان، ويرددها الصغير والكبير". وعن الإفطار ذكر أن جميع أفراد العائلة الجزائرية تجتمع وقت الإفطار على مائدة واحدة. ويبدأ الجزائريون الإفطار بالتمر وشرب الحليب اقتداء بالسنة النبوية الكريمة.

وتتميز المائدة بأصناف مختلفة تتقنها المرأة الجزائرية، مع التنويع والتنسيق، فنجد فيها الشوربة والبوراك. ويختلف الطبق الرئيس بين البطاطس المقلية، إضافة إلى الطواجن مع اللحوم المصاحبة لبعض البقوليات والخضروات، وأشهرها طاجين الزيتون، وطاجين الجلبان، وطاجين الزبيب والبرقوق مع السلطات والمقبلات والفاكهة، والمشروبات المختلفة. ويسعى الجزائريون لمعرفة موعد السحور من بداية الأذان إلى صلاة الفجر حتى وقت الإفطار مع الدعوة في المغرب، يقول الصحفي "حتى ينظموا أوقاتهم على 30 يوما من بداية شهر رمضان". وذكر في مقاله، بحسب بحث علمي وفلكي، "تُعد الجزائر من الدول العربية التي تحتفظ بأعلى عدد ساعات صيام لشهر رمضان 2022، حيث يبلغ عدد ساعات الصيام 15 ساعة و30 دقيقة. كما أشار في المقال إلى أن دولة الجزائر تشهد إقبالا كبيرا من الجزائريين، على المساجد لأداء صلاة التراويح، ومتابعة الدروس الفقهية.

ومن الظواهر الأخرى إقبال الشباب والفتيات والأطفال على المساجد. كما تحرص عائلات جزائرية على الخروج مجتمعه لأداء الصلاة، لتعزيز الروابط الأسرية الروحية والإيمانية، فضلا عن تجنّد الكثير من الجمعيات الخيرية خلال رمضان، لفتح مطاعم الرحمة، وهي عبارة عن مطاعم مؤقتة، تقدم الإفطار للفقراء والمسافرين والأشخاص بدون مأوى، وعابري السبيل. أما عن تقاليد ليلة السابع والعشرين من رمضان، فتُقام احتفالات خاصة، يتم فيها ختم القرآن، وتوزيع الصدقات على المحتاجين والمساكين والفقراء. كما تبخّر النساء بيوتهن بالبخور مع تبخير أيديهن. وتحرص العائلات الجزائرية على ختان أبنائها ليلة 27 رمضان، تخليدا لهذه الليلة المباركة، حيث يرتدي الطفل الملابس الجزائرية التقليدية، ويخضّب كفه بالحناء.