المنابع الحموية بسيدي سليمان

موقع سياحي بحاجة إلى تثمين

موقع سياحي بحاجة إلى تثمين
  • القراءات: 1425

تعتبر المنابع الحموية لبلدية سيدي سليمان بولاية تيسمسيلت، من أهم المواقع السياحية التي تتوفر عليها منطقة الونشريس، غير أنها تظل بحاجة إلى تثمين حتى تساهم في ترقية السياحة الحموية بالمنطقة. تزخر بلدية سيدي سليمان بعدة منابع حموية توجد في منطقة الونشريس، غير أنها تعاني من نقص في مرافق الاستقبال، على غرار الفنادق والمركبات السياحية والهياكل الاستجمامية والصحية.

تتوفر هذه  الجماعة المحلية على محطتين معدنيتين تسيران من قبل مصالح البلدية، ومستثمر خاص بطاقة استيعاب أكثر من 80 سريرا، غير أنها تعد «غير كافية» بالنظر إلى التوافد الكبير للزوار كل سنة على هذين المرفقين، استنادا إلى مصالح البلدية، ويرى عدة زوار هذه المنطقة السياحية أنه أضحى من الضروري تجسيد هياكل استقبال ومرافق، من شأنها ترقية وتنمية السياحة الحموية بهذه الجماعة المحلية.

في هذا الصدد، أكد السيد منصور من ولاية المدية، على «أهمية توفر فنادق وفضاءات للترفيه والاستجمام على مستوى بلدية سيدي سليمان، التي تزخر بمنابع حموية عديدة، مما يسمح باستقطاب عدد معتبر من السياح من ولايات الوطن، وحتى من خارج البلاد».

من جهته، دعا السيد خالد من ولاية البليدة، السلطات الولائية بتيسمسيلت، إلى إعطاء أولوية لبلدية سيدي سليمان كمنطقة سياحية، من خلال توجيه الاستثمارات الخاصة إليها، بغية إنجاز مركبات سياحية بطاقة استيعاب كبيرة، تسمح بتلبية احتياجات زوار المنطقة. يرى نفس المتحدث أن نفس الجماعة المحلية، من شأنها أن تتحول إلى قطب للسياحة الحموية في بلادنا، على غرار المحطات المعدنية في ولايات سعيدة والبليدة ومعسكر، في «حالة ما إذا توفرت على هياكل الاستقبال التي من شأنها استقطاب السياح».

للإشارة، استقطبت المحطتان المعدنيتان لبلدية سيدي سليمان خلال السنة الماضية، أزيد من 130 ألف زائر جاؤوا من عدد من ولايات الوطن، حسبما أفاد به مدير السياحة والصناعات التقليدية بالنيابة، صالح باقل.

مساع لترقية السياحة الحموية

تبذل السلطات الولائية وقطاع السياحة والمجلس الشعبي البلدي حاليا، مساع حثيثة بهدف ترقية وتطوير السياحة الحموية بسيدي سليمان، وفي هذا الشأن،  استفادت من مشروع تهيئة منطقة للتوسع السياحي، موجودة بمنطقة «قرعة البقر»، تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ14 هكتارا، استنادا إلى نفس المسؤول.

أبرز المتحدثأن أن أشغال تهيئة هذه المنطقة ستنطلق خلال السداسي الأول من السنة الجارية، بإشراف من مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، حيث تشمل إنجاز مختلف الشبكات (الطرق وشبكتي توزيع الماء الشروب والتطهير) والإنارة العمومية.

يذكر أن دراسة تهيئة الموقع السياحي «قرعة البقر»، جسدت خلال السنة الماضية من قبل الوكالة الوطنية لتهيئة الإقليم وجاذبية الأقاليم، والتي قدمت رؤية مستقبلية حول طبيعة المشاريع الاستثمارية التي يمكن أن يحتضنها هذا الموقع، ومنها فنادق ومركبات سياحية وفضاءات ترفيهية وأخرى للتسلية، ومرافق رياضية استجمامية وهياكل خدماتية وأماكن للتجوال.

كما كشف المسؤول عن الانتهاء خلال منتصف السنة الماضية، من أشغال حفر منبع حموي على عمق 400 متر، سمحت باكتشاف منبع حموي جديد بطاقة ضخ كبيرة، فضلا على درجة حرارته المرتفعة، مضيفا أن هذا المنبع سيتم إيصاله خلال السداسي الأول من السنة الجارية، بقنوات لنقل المياه الحموية إلى الموقع السياحي «قرعة البقر»، فضلا على إنجاز خزان مائي.

من جهتها، برمجت مصالح بلدية سيدي سليمان، خلال السداسي الأول من السنة الجارية، تجسيد مشروع لإعادة الاعتبار وتوسعة الحمام المعدني القديم المسير من قبل نفس المصالح، بإنجاز مرافق إضافية لاستقبال الزوار، إلى جانب تجسيد عمليات تهيئة واسعة للحجرات الرئيسية لهذا الحمام.

كما تعتزم الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف، استحداث قبل نهاية السداسي الأول من السنة الجارية، فضاءات دائمة لبيع المنتوجات الحرفية بمدينة سيدي سليمان، ضمن البرنامج المسطر بمعية مصالح البلدية، لإدماج الصناعات التقليدية في السياحة الحموية.

الجدير بالذكر أن بلدية سيدي سليمان تتوفر حاليا، على ثمانية منابع حموية ذات تدفق يصل إلى حوالي 4 لترات في الثانية، وهي غنية بالتركيبات المعدنية وتصل درجات حرارتها إلى 42 درجة، علما أن مياهها تتميز بفوائد صحية، لاسيما لأمراض المفاصل والأمراض الجلدية والتهابات الأمعاء، وفق دراسة تقنية جسدت في السنوات الماضية.