معرض العسل ومشتقاته بباب الزوار

موعد لاكتشاف أسرار النحل

موعد لاكتشاف أسرار النحل
  • القراءات: 437
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أثار معرض العسل والمنتجات التقليدية الذي نُظم مؤخرا ببلدية باب الزوار بمحاذاة جامعة هواري بومدين، استحسان المواطنين؛ حيث جمع عددا من الحرفيين والمنتجين المختصين في تربية النحل، عرضوا فيه تشكيلة متنوعة وغنية من العسل لمناطق مختلفة، والذي تختلف منافعه باختلاف الأشجار أو النباتات التي يرعى فيها النحل؛ ما يجعل عسلها يحمل منافع تلك الأعشاب.

انتشرت، في السنوات الأخيرة، وسط كثير من المواطنين، ثقافة اقتناء العسل بعد وعيهم بالمنافع الكبيرة التي يحملها لصحة الإنسان؛ ما جعل الكثيرين يُدخلونه ضمن روتين العناية بالصحة، فتحوَّل من منتوج ملكي لذيذ إلى دواء؛ أكثر من مادة غذائية تضاف إلى بعض العجائن التقليدية، أو لتحلية بعض الوجبات أو المشروبات. وأدى ارتفاع سعر العسل إلى الاقتصاد في اقتنائه، بل وجعله يُحصر كمادة للعلاج فقط؛ باعتباره سر شفاء كثير من العلل.

وأوضح عدد من الحرفيين المختصين في تربية النحل، أن العسل ومختلف مشتقاته أصبحت تشكل مصدر اهتمام الكثيرين، الذين أدركوا المنافع العظيمة التي يحملها العسل؛ سواء للعلاج، أو حتى باعتباره سر الجمال؛ لما يحمله من منافع للجلد، والشعر، وللجسم عامة.

وشهد المعرض مشاركة عدد من منتجي العسل القادمين من ولايات البليدة وتيبازة وسطيف والشلف والمدية؛ حيث عرف عرض الكثير من أنواع العسل؛ مثل العسل الجبلي، وعسل السدرة، وعسل الكاليتوس وإكليل الجبل، وغيرها من الأنواع؛ نسبة إلى العشبة التي ترعى منها النحلة، إلى جانب مشتقاته التي لا تقل أهمية عن العسل نفسه، والتي تحولت بعد اكتشاف منافعها، إلى مواد علاجية، وأخرى مقويات، ومكملات غذائية، حوّلها إلى مادة عجيبة، تشفي من كل داء.

وأكد المشاركون على هامش المعرض، أن هذا النشاط يهدف إلى تسويق منتجات الخلية بأنواعها، خاصة بعد أن شهد ركودا نوعا ما؛ بسبب ارتفاع أسعاره في السوق، وانتشار أنواع منه في الأسواق لعلامات صناعية لا علاقة لها بالعسل الطبيعي، بل هي مزيج من السكر، ونسبة ضئيلة جدا من العسل. ورغم ذلك هي تنافس أسعار العسل، وتباع بأسعار مرتفعة، قد تهدد صحة مستعمليها الباحثين عن العلاج، بل وقد تعرضهم للإصابة بارتفاع نسبة السكر في الدم.

ويهدف المعرض، وفق ما أفاد بذلك الحرفيون، إلى تعريف المواطنين بمشتقات العسل، وما يعطي النحل من مواد نافعة، أقل ما يمكن وصفها بسحرية في الشفاء، إلى جانب السماح للنحالين بالاحتكاك فيما بينهم، لمعرفة كل جديد في عملية تربية النحل، واستخلاص المنتجات منه.

وتم تسجيل خلال هذه السنة، وفرة في المنتج مقارنة بالسنوات القليلة الأخيرة، أرجعها عدد ممن حدثتهم "المساء"، إلى تخصص الكثير من الشباب في تربية النحل. وحوّلوا نشاطاتهم المصغرة إلى مشاريع، استعانوا خلالها بتجارب السابقين في المجال. ووصف كثير منهم تكنولوجيات حديثة لتسيير وإدارة تلك المشاريع، بالمربحة والناجحة؛ ما ساهم في المشاركة النوعية للنحالين، وعرض للمستهلك المحلي، مختلف أنواع العسل.

وعن الأسعار، بلغ الكيلوغرام الواحد من العسل السادة 3000 دينار، في حين عسل السدر وصل سعره إلى 6000 دينار للكيلوغرام. أما مشتقاته كالغذاء الملكي، فسجل أسعارا مرتفعة جدا، قُدرت بـ 1500 دج لـ 40 غراما، وأحيانا أكثر بكثير.