نزاع يعود مع كل موسم صيف

موظفون يتهافتون للظفر بعطلتهم السنوية خلال أوت

موظفون يتهافتون للظفر بعطلتهم السنوية خلال أوت
  • القراءات: 881
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
يشكل أوت شهر نزاع بين العديد من الموظفين بمختلف المؤسسات خاصة وعمومية، فهو الشهر الذي لا طالما ارتبط بالعطل السنوية، ما يجعل الكثيرين يطمعون في نيل راحتهم السنوية وقضاء أيام الحر رفقة أهاليهم على شاطئ البحر أو وسط أجواء عائلية، فيا ترى ما السر وراء التعلق بهذا الشهر إلى هذه الدرجة؟
يشكل ارتفاع درجات الحرارة كابوسا حقيقيا بالنسبة لمختلف العمال  الذين يكونون مضطرين إلى ترك بيوتهم والالتحاق بمناصب شغلهم تحت لفحات الشمس الحارة والرطوبة العالية، ما يجعلهم يسارعون للظفر بعطلة خلال شهر أوت ولو كانت لأيام قليلة قد تكون مرتبطة بأيام من جويلية أو بأيام من شهر سبتمبر. حول هذا الموضوع كان لـ"المساء" جولة لرصد آراء بعض المواطنين حول حقيقة تهافتهم على العطلة في هذا الشهر من السنة.

نزاع سنوي متجدد!

القلق والتخوف ميزتان تصاحبان هذا الشهر، فالموظفون يبحثون عن نيل هذا الشهر والخروج خلاله في عطلة صيفية ولكل دافعه الخاص، ولعل ارتفاع درجات الحرارة خلاله يعد أول سبب، فيما يفضل الآخر الاستمتاع بالاستجمام والرحلات الصيفية خلال هذا الشهر دون سواه، في هذا الصدد يقول نزيم 27 سنة ‘’جل ما يشغل بالي هو درجات الحرارة التي تعرف ذروتها في شهر أوت، لذلك فضلت الخروج في عطلة خلال هذا الشهر بالذات لقضاء تلك الأيام الصعبة رفقة الأصدقاء على شاطئ البحر"، أما صبرينة 30 سنة، موظفة في إحدى شركات التصدير والاستيراد، فتقول؛ ‘’لست من المحظوظين هذه السنة للخروج في عطلة خلال أوت فرب عملنا، وعلى خلفية النزاعات التي تخلق مع كل سنة بسبب هذا الشهر تحديدا، يقوم بتقسيمات دورية بين الموظفين باقتراب أوت من كل سنة، فيحدد لنا الفترة التي يمكن أن تكون عطلتنا، وبذلك نحن مجبرين بالقبول وليس لنا حرية أو حق الاختيار"، وتضيف قائلة:« حتى وإن كان ذلك مزعجا للبعض إلا أنني أجد هذه السياسة منصفة وبذلك لا يمكن لأحد أن يهضم حق أحد آخر".
من جهته، قال موسى موظف منذ 20 سنة في مؤسسة خاصة مختصة في تركيب أنظمة الأمن الداخلي، أن أوت هو الشهر الذي توقف مختلف الإدارات عملها للخروج في عطلة سنوية، مما يجعل نشاط المؤسسة التي يعمل بها جد ضعيف، الشيء الذي يدفع الموظفين بهذه المؤسسة إلى البقاء داخل المكاتب دون عمل، بالنسبة له مضيعة للوقت وإهدارا للجهد، وبهذا فإنه يفضل الخروج في عطلة وقضائها بعيدا عن أجواء وروتين العمل".
أما بالنسبة للبعض، فشهر أوت تصاحبه العديد من المظاهر السلبية منها مشكل قلة وسائل النقل أو الازدحام المروري الشديد، بسبب العطل، خصوصا أن شركات النقل العمومية تقدم الحد الأدنى من الخدمة خلال شهر أوت، مما أشار إليه عمر بائع بمحل تجاري بالعاصمة، مؤكدا أنه يقضي خلال هذا الشهر دقائق طويلة في مواقف الحافلات تحت أشعة الشمس الحارقة، لاسيما أن منزله يبعد كثيرا عن مقر عمله.

موظفون ظفروا بالعطلة خلال أوت

يفضل الكثير من العاملين بالمؤسسات الخاصة والقطاعات العمومية شهر أوت، باعتباره الشهر الفاصل بين انتهاء الدراسة من مختلف الأطوار وصدور نتائج شهادات التعليم للأطوار الثلاثة وبين الدخول المدرسي خلال سبتمبر، لتنعم بهذا العائلات بالأريحية التامة في اصطحاب أبنائها في عطل بعيدا عن رتابة الحياة اليومية، ومن ذلك الذهاب في عطلة إلى البيت العائلي الكبير أو تمضية أيام في بيت مستأجر على ضفاف البحر.
في حين يبقى التفاهم هو الحل الأمثل داخل بعض المؤسسات للخروج في عطلة صيفية في شهر أوت، لتفادي صراع العمال وعدم إعاقة النشاط، هذا ما أوضحته عاملة في مؤسسة تربوية تقدم دورات تكوينية مكثفة للغات الأجنبية خلال فصل الصيف، حيث قالت: "معظم المدارس التربوية التي تقدم دورات تعليمية مكثفة تغلق أبوابها في شهر أوت، وهذا ما يميزنا عن البقية وهو البقاء تحت خدمة الشباب الذين يريدون الالتحاق بدورات تعليم اللغات في هذا الشهر تحديدا، فبالنسبة للبعض هو الشهر الوحيد الذي يستطيعون فيه الخضوع إلى تكوين ما، الأمر الذي يجعلنا مجبرين على توفير هذه الخدمة مع تخصيص فريق عمل طيلة شهر أوت"...
ويتعذر العمل بالنسبة للبعض بسبب الحرارة العالية، حيث قال أحد المديرين في مؤسسة خاصة للإشهار: "في هذا الشهر أمنح كل فريق عملي عطلة مدفوعة الأجر طيلة 30 يوما، فلقد لاحظت طيلة خبرتي المهنية أن حصيلة نشاطهم تقل خلال هذه الفترة، فالبعض تفكيرهم مشتت وهم يبحثون عن طريقة للتملص والخروج من العمل للالتحاق ببيوتهم أو للذهاب إلى الشاطئ، الأمر الذي يفقدهم التركيز الكافي للعمل، كما يكثر الطلب على أيام تعويضية لعدم العمل، وكل ذلك بسبب حرارة الجو التي تضعف الجسم وترهقه وتجعل الفرد يبحث عن أجواء لطيفة بعيدا عن ضغط العمل".
من جهتها، قالت سهام 29 سنة عاملة بأحد الفنادق؛ "إن أخذ عطلة في شهر أوت في عملنا ليس بالأمر الهين، فهي الفترة التي يشتد العمل بسبب كثرة المقبلين على خدمات فندقنا، حيث يأتي العديد من النزلاء من جزائريين وأجانب، لاسيما أن الفندق له واجهة على البحر، وهو على ضفاف أحسن شواطئ غرب العاصمة"، وأوضحت أن هذه السنة نجحت في تحصيل هذا الشهر كعطلة كونها ستقيم عرسها خلال الأيام الأولى منه.