الصحة والرفاهية في العمل

موضوع نقاش بغية تحسين المردودية

موضوع نقاش بغية تحسين المردودية
  • 1444
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تنظم جامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، من 4 إلى 6 ديسمبر من السنة الجارية، ثاني مؤتمر دولي للصحة والرفاهية في العمل، حيث سيتم طرح العديد من الأسئلة، أهمها المقصود بالرفاهية في العمل، وما هي العوامل المحددة لهذه الرفاهية، ومختلف محددات الصحة في العمل، وذلك للبحث عن كيفية تحسين نوعية الحياة المهنية للعمال وتعزيز الرفاهية لديهم.

كان العاملون في السابق ولمدة طويلة، يعتبرون العمل وسيلة لكسب لقمة العيش بدون أدنى اعتبار للرفاهية، أما اليوم فقد أصبحوا يبحثون أكثر فأكثر عن التطوّر والازدهار والرفاهية في العمل. وفي هذا الصدد أكد المركز الكندي للصحة والسلامة في العمل، أنّ العاملين الذين يشعرون بتقدير واحترام الآخرين وبالرضا في بيئة عمل صحية وآمنة، من المرجح أن يكونوا أكثر إنتاجية، في حين أنّ العاملين الذين يشعرون بتقدير أقل وبعدم الرضا في بيئة عمل غير صحية وغير آمنة، من المرجح أن يكونوا غير منتجين؛ بمعنى أن المحيط المهني غير الصحي وغير الآمن يؤثّر سلبا على العامل والمنظمة على حد سواء.

ولا تعني الصحة والرفاهية في ميدان العمل الاهتمام بالاحتياجات الأساسية للعامل فقط، بل تعني أيضا توفير مناخ عمل صحي، يجعل بيئة العمل ملائمة أكثر، مما يقلل من المشاكل الصحية والنفسية للعاملين من جهة، ويحفّزهم على الأداء الأمثل من جهة أخرى، لهذا أصبح الاهتمام بتعزيز الصحة والرفاهية في العمل في السنوات الأخيرة، الشغل الشاغل لكل الأفراد والجماعات والمجتمعات في مختلف دول العالم، فمن أجل تحسين أداء منظماتهم أصبح المديرون يهتمون أكثر فأكثر بالعناصر الأساسية التي تعزّز الصحة والرفاهية في العمل، كالأجر وتسيير الضغط وتجميل مساحة العمل، وجعلها مريحة؛ حتى تنعكس إيجابا على نفسية العامل، وترفع من مردوديته وإقامة علاقة اتفاق تعزّز الثقة بين الزملاء.

تهدف التظاهرة العلمية ـ حسب المنظمين  ـ إلى الجمع بين المختصين والهيئات الممثلة للجمعيات والمؤسسات والسلطات العامة والشركات، لتقاسم رؤاهم وإنجازاتهم حول موضوع «الصحة والرفاهية في العمل»، وتقديم نظرة علمية لمختلف الأسئلة المتعلّقة بالصحة والرفاهية في العمل، وإثارة تأمّلات ونقاشات ذات مستوى فكري رفيع حول المحاور الرئيسة للمؤتمر، إلى جانب تعزيز الشراكة بين عالم الشغل والجامعة، وتشجيع المؤسسات على الاهتمام الفعلي بالصحة والرفاهية في العمل، وتوعية مختلف العناصر الفاعلة في عالم الشغل؛ «المديرين، الموظفين، المؤسسات، الشركاء الاجتماعيين، أطباء العمل والمختصين في علم نفس العمل والتنظيم…» بغية تحسين الأداء والمردودية.