صالونات التجميل الرجالية

موضة دخيلة تستهوي الشباب الجزائري

موضة دخيلة تستهوي الشباب الجزائري
  • القراءات: 1325
❊ ماريا بن مهني ❊ ماريا بن مهني

لوحظ خلال السنوات الأخيرة إقبال الشباب على الموضة إلى حد الهوس، وهي المظاهر التي تجلت في طريقة اللباس الغريبة وقصات الشعر الملفتة للنظر، فأغلب المراهقين يحرصون على مواكبة الموضة والظهور بإطلالة جميلة وجذابة لتحقيق مطلب الوسامة، عكس ما كنا نشهده في الماضي، فالأناقة حينذاك  كانت حكرا على المرأة فقط.

عرفت  موضة حلاقة الشعر انتشارا واسعا في الجزائر، ولم تعد الحلاقة بالنسبة للرجال مجرد عملية قص شعر مقابل مبلغ رمزي، كان في وقت غير بعيد لا يتجاوز 100 دج، بل تحولت إلى عملية تجميل متكاملة للحصول على شعر ذي  ملمس حريري وبشرة مشرقة ومظهر أنيق يواكب آخر صيحات الموضة.

خدمات تجميلية مقابل 10 آلاف دج

أكد أحد مالكي صالونات الحلاقة بالدويرة (الجزائر العاصمة)،  أن قصات الشعر تجاوزت مرحلة استخدام "الجل" وتطويل الشعر، حيث أصبح الشباب يطالبون بقصات أوروبية، كما تسمى، ولم تعد القصات العادية أنيقة بالنسبة لهم، إذ يلجأ البعض إلى صبغ الشعر بألوان لم تكن تستخدم من قبل، بالإضافة إلى حلق الشعر كله، وترك بعض الشعيرات. وأضاف محدثنا أنه رغم أن سعر الحلاقة يبدأ من 300 دج وأكثر، إلا أنه يستقطب شريحة واسعة من المواطنين من مختلف الأعمار، ولم يقتصر الأمر على المراهقين فقط.

عند محاولة معرفة "المساء" سبب هذا الاستقطاب، رغم ارتفاع سعر التسريحات، مقارنة بالصالونات التقليدية، أكد أن خبرته في المجال تفوق 10 سنوات ويعمل وفق المعايير العالمية. مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في هذا الاستقطاب هو النظافة ومراعاة شروط الصحة والراحة التي تليق بالزبون، كعنصر أساسي في كسب رضا وثقة زبائنه، ثم الخدمات الإضافية، كتنظيف البشرة واستخدام مستحضرات مستوردة من الخارج، ويضيف "جميع الوسائل التي أستخدمها معقمة وتتجدد مع كل زبون، وهو سر الإقبال الكبير على صالوني".

أكد الكثيرون من أصحاب محلات الحلاقة، أن الزبون يلقى طلبه لديهم، خاصة أن الشباب الراغب في استخدام الكيراتين للحصول على مظهر النجوم، مستعد لدفع مبلغ يتراوح بين 5000 دج إلى 10 ألاف دج مقابل الخدمة المقدمة، كل حسب التسريحة التي يود الحصول عليها والمستحضرات التي يريد استخدامها. علما أن هذه العملية لم تعد حكرا على الطبقة الغنية والأحياء الراقية فقط، بل أصبحت تستقطب عددا كبيرا من المراهقين والشباب من سكان الأحياء الشعبية وذوي الدخل البسيط.

الصحة والنظافة أولوية الصالونات الحديثة

أول ما لفت انتباهنا خلال زيارتنا لبعض الصالونات الحديثة مقارنة بالتقليدية، أنها تعتمد على النظافة كأولوية لسلامة الزبون، باستعمال أجهزة تعقيم خاصة وأدوات متجددة مع كل زبون، وهذا ما لا نجده في صالونات الحلاقة التقليدية التي يرى المواطن أنها أصبحت وسيلة لانتقال الأمراض المعدية، إضافة إلى انعدام الوعي الصحي لدى العاملين الذين لا يلتزمون بأدنى شروط النظافة، بسبب غياب الرقابة والضمير المهني.

قصات مختلفة وأسباب متعددة

لمعرفة سبب تفشي هذه الظاهرة، استجوبنا عددا من شباب مختلف شرائح المجتمع، حيث أرجع غالبية المراهقين سبب تفشي هذه الموضة إلى تأثرهم وتقليدهم لبعض المشاهير، أمثال لاعبي كرة القدم والمغنيين، ومحاولة الظهور مثلهم، من أجل إثبات الذات في المجتمع وإشعار الآخرين بأنهم "شباب كول"، كما يقال، وهو مصطلح يطلقه الشباب على كل مواكب للموضة، حسبما أكده بوعلام، 13 سنة ـ المهوس بنجم بوشلونة، والذي أكد أنه يريد الحصول على قصة شعره بفعل تأثره الكبير به.   

فيما أشار بعض الأولياء إلى أن وسائل الإعلام من قنوات فضائية والأنترنت، هي السبب الأول في التقليد الأعمى للفنانين والرياضيين، وبلوغ الأبناء حد الهوس بهم، وبما يأتي من الغرب، في حين أرجعت الفئة الأخرى من الأولياء سبب قصات الشعر التي تختلف فيها تموجات الشعر وطول الغرة والقزع، إلى ضعف الوازع الديني وعدم السيطرة على جيل اليوم، بالإضافة إلى الانفتاح الكبير الذي نعيشه، مما دفع الأبناء إلى ممارسة هذه السلوكيات الطائشة.

حدثنا السيد عبد الحميد الذي أبدى رفضا قاطعا للقصات التي يعتمدها بعض الشباب، والتي قال إنه منعنا عنها ديننا مصداقا لقول خير البشرية صلى الله عليه وسلم: "احلقوه كله أو اتركوه كله".

ماريا بن مهني