زربية آث هشام بتيزي وزو

موروث تقليدي يكافح للبقاء

موروث تقليدي يكافح للبقاء
  • القراءات: 785
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعتبر زربية آث هشام من الزرابي التقليدية المشهورة بالقرية الواقعة في عين الحمام بولاية تيزي وزو. وعلى الرغم من التطورات الكثيرة التي مست صناعة الزرابي، إلا أن سكان القرية ظلوا أوفياء لهذا الموروث التقليدي الذي أبت نسوة قرية آث هشام إلا أن يحافظن عليها، من خلال الحرص على صناعتها وتثمينها بالمعارض التي يشاركن فيها كحرفيات.

وحسب السيدة نوارة حمودة حرفية من ولاية تيزي وزو، التقتها «المساء» بمعرض للصناعات التقليدية، أقيم مؤخرا بالعاصمة، فإن زبية آث هشام تنفرد بالعديد من الخصائص التي تجعلها تنفرد عن غيرها من الزرابي، يكفي فقط القول بأنها تنسج من الصوف الذي يتم اختياره بدقة وحياكته بطريقة تقليدية جدا، ولا تستخدم فيها مطلقا الآلة، وعادة ما كانت في الماضي ـ تضيف ـ «تستخدم كغطاء، غير أن استعمالاتها تغيرت مع مرور الزمن، لتحول إلى زربية تتصف بأنها غير سميكة وتنسج في أحجام مختلفة حسب الطلب»، مشيرة إلى أنها تستغرق مدة زمنية طويلة لتشكيلها، لأن كل تفاصيلها يدوية، وهو ما يجعلها قطعة مميزة.

لا تخلو زربية آث هشام من الرموز كغيرها من الزرابي، حتى تعكس تراث المنطقة حسب الحاجة نوارة، وعادة ما تستخدم فيها أشكال تقليدية ترمز إلى الطبيعة، فنجد الشمس والعشب والتراب، أما الألوان فكانت محصورة في الأخضر والأحمر والأبيض، لكن سرعان ما أُدخلت عليها ألوان أخرى لتلبية كل الأذواق.

تعتبر زربية آث هشام من القطع الضرورية التي ترافق جهاز العروس، حيث تجتهد كل فتاة مقبلة على الزواج على إدراج الزربية ضمن جهازها، لأنه يعكس انتماءها وتمسكها بتراث أجدادها، تقول الحرفية نوارة، وتضيف أن أكثر ما تخشاه هو اندثار الزربية بعد أن اتّجهت الفتيات إلى رفض تعلّم نسجها وانحصار المهنة في المسنات من نساء القرية، مشيرة إلى أنه آن الأوان للبحث عن سبل لإعادة الاعتبار لهذه الزربية من خلال الحرص على تعليم صناعتها للأجيال.