بحثا عن الدفء

موجة البرد تدفع الشباب نحو القشابية

موجة البرد تدفع  الشباب نحو القشابية
  • القراءات: 620
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تعتبر القشابية من الألبسة التي يكثر الطلب عليها خلال موسم الشتاء، فبعدما كانت حكرا على كبار السن، أصبحت اليوم مطلب الشباب، ليس حبا في ما هو تقليدي فقط وإنما خروجا عن المألوف وبحثا عن الدفء المنشود، خاصة مع موجة البرد التي  تعيشها الجزائر هذه الأيام.

لم تعد القشابية ذلك اللباس التقليدي الذي يخص كبار السن فقط، وإنما تحول إلى لباس مطلوب بشدة لدى فئة الشباب وحتى الأطفال، الأمر الذي دفع الحرفيين المختصين في صناعة هذا اللباس إلى إدخال بعض التعديلات عليها، لجعلها أكثر جمالا، وهو ما حدثنا به الحرفي عبد القادر أوكيد، على هامش مشاركته بمعرض الحرفيين المقامة فعالياته بساحة البريد المركزي.

في السياق، أكد الحرفي في معرض حديثه، أنه لاحظ في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا من الشباب على القشابية، الأمر الذي دفعه إلى النزول عند طلب هذه الفئة، بإدخال بعض التعديلات التي تتجاوب ومظهر الشباب، من خلال إضافة بعض الزينة وإعطائها أكثر جمالية عند خياطتها، مفسرا سبب الإقبال عليها بالبحث عن ما تقدمه من دفء، يقول «لا يخفى عليكم أن القشابية تصنع من وبر البعير أو من صوف الخراف، بالتالي من يلبسها يمكن أن يستغني عن أي لباس شتوي آخر، هذا من جهة. كما أنها تتميز بأنها لا تسمح بدخول الماء إلى الجسم، ولعل هذا ما جعل الإقبال كبيرا عليها من الشباب الذين يميلون إلى إطالة السهر في الليل».

عن أسعار هذا اللباس التقليدي، أشار الحرفي أوكيد، إلى أن القشابية تعتبر من الألبسة التقليدية غالية الثمن، بالنظر من جهة، إلى ما تتطلبه من جهد لصناعتها، كونها لا زالت تعتمد على الأساليب التقليدية في حياكتها، وإلى قلة محترفي هذه الصنعة التي لم يعد يحترفها إلا كبار السن، بسبب عزوف الشباب عن تعلمها، مشيرا إلى أن الأسعار عادة تختلف من القشابية المصنوعة من الوبر عن تلك المصنوعة من صوف الخراف، لكن عموما تبدأ الأسعار من 25 ألف دينار إلى 30 ألفا، ومع هذا لديها زبائنها الذين لا يستغنون عنها، خاصة خلال موسم الشتاء.

الطلب على القشابية في السنوات الأخيرة، لم يعد محصورا على الشباب فقط، حسب محدثنا، بل تعداه إلى النساء أيضا، يقول الحرفي عبد القادر «تلقينا العديد من الطلبات لنساء يرغبن في لبس القشابية، حيث نفصلها بطريقة خاصة تختلف عن تفصيل الرجال، من خلال إدخال بعض التصاميم عليها لجعلها أكثر أنوثة»، موضحا أن صناعة القشابية الموجهة للنساء تكون بناء على الطلب، على خلاف القشابة الشبابية أو الموجهة للكهول لأنها مطلوبة.

 

رشيدة بلال