خلال يوم دراسي حول الهجرة السرية ببومرداس

مواقع التواصل في قفص الاتهام وصنّاع المحتوى مدعوّون للتأثير الإيجابي

مواقع التواصل في قفص الاتهام وصنّاع المحتوى مدعوّون للتأثير الإيجابي
  • القراءات: 886
حنان. س حنان. س

دعا المتدخلون خلال يوم دراسي نُظم ببومرداس مطلع الأسبوع الجاري، حول الهجرة السرية أو "الحرقة"، إلى تضافر جهود كل القطاعات؛ لفرملة هذه الآفة، التي غذّتها مواقع التواصل الاجتماعي. كما لفتوا إلى أهمية استعمال نفس المواقع لا سيما من طرف صنّاع المحتوى؛ من أجل تغيير المفاهيم، ومحاولة زرع الثقة في الشباب، في الفرص الكثيرة الممنوحة لهم في وطنهم. وفي سياق ذي صلة، كانت مصالح الدرك فككت 19 شبكة لتهريب البشر عن طريق قوارب الموت، العامَ الماضي، مع توقيف أزيد من 500 مرشح لـ"الحرقة"

نظم المنتدى الولائي للمجتمع المدني والشباب بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بمدينة بومرداس، بداية الأسبوع الجاري، يوما دراسيا حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو "الحرقة" . ويأتي تنظيم هذا اللقاء ضمن جهود ذات المنتدى في مرافقة مختلف أجهزة الدولة؛ لحماية أبنائها.

واتفق مختلف المتدخلين من إطارات ومنتخبين وأساتذة ورجال أمن وقانون، على إعطاء هذه الظاهرة السلبية حقها من التحليل والنقاش؛ حيث أجمعوا على أن "الحرقة" ظاهرة، تستوجب دراسة معمقة من طرف كل الجهات، مع التأكيد على أن البداية تكون من الأسرة نفسها، وعوامل تنشئة الأفراد؛ لتشمل فيما بعد المدرسة، والمحيط، والمسجد، وحتى باقي مؤسسات الدولة، التي تُعد في الأخير، بمثابة عوامل لتحصين النشء من مختلف الآفات الاجتماعية، ومنها الجنوح نحو الهجرة السرية.

وسائل التواصل الاجتماعي في قفص الاتهام

تساءل بعض المتدخلين عن الأسباب التي قد تؤدي بالشباب للاقتناع بفكرة ركوب قوارب الموت؛ فقط لبلوغ الضفة الأخرى من المتوسط؛ حيث اعتبر متدخل أن وسائل التواصل الاجتماعي هي التي غذت هذه الفكرة السلبية بشكل كبير، وسط الشباب، قائلا: "إن الواقع المعيش للشباب بالمجتمع الجزائري خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ليس شبيها بما هو عليه واقع الشباب اليوم.

حيث عرف المجتمع تطورا كبيرا على جميع الأصعدة بما في ذلك المؤسسات والهياكل الشبانية، وغيرها من المؤسسات التي وُجدت لتسهيل حياة الأفراد "، موضحا أن محاولة الشباب ركوب البحر فقط للوصول إلى أوروبا، ما هو في الحقيقة، سوى هروب من مثل وقيم المجتمع، داعيا صناع المحتوى والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، للعب دورهم في التوعية، والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة السلبية من جهة، وحتى إعلام شريحة الشباب بالفرص الكثيرة المتاحة أمامهم في بلدهم.

وفي ذات السياق، تحدّث "عثمان" ـ وهو شاب ثلاثيني خاض خمس محاولات هجرة سرية من قبل ـ عن حياة المهاجرين السريين في دول أوروبا، فقال: " إنه الجحيم بعينه! ". وأضاف في شهادته الخاصة ضمن نفس اللقاء: "إن الحراقين ممن نجحوا في بلوغ بعض دول أوروبا يعيشون تحت الجسور، ويتعرضون لكل أنواع الاستغلال، وسوء المعاملة".

وقال إنه يَعُد نفسه قدوة حقيقية للشباب بعد أن عاش 5 تجارب هجرة سرية؛ سواء عبر الجارة الغربية، أو عن طريق الحدود التركية - اليونانية. وأصبح اليوم بعد أن عاد إلى أرض الوطن بعد تجارب مؤلمة ومريرة، ناشطا جمعويا، يقدم النصائح للشباب؛ لثنيهم عن التفكير في محاولة الهجرة غير الشرعية، شارحا بقوله: "خسرت حياتي وأنا أحاول العثور على الجنة في أوروبا... وهذه أكبر كذبة عشتها... الجنة يصنعها الفرد بنفسه في بلاده".

54 قضية هجرة سرية عالجتها مصالح الدرك

لفت ممثل المجموعة الإقليمية للدرك الوطني ببومرداس في تدخله، إلى معالجة المصالح خلال 2023، 54 قضية تتعلق بالهجرة غير الشرعية، أوقفت خلالها 537 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 16 و35 سنة، منهم 321 من جنسية جزائرية، و216 من مختلف الجنسيات. وقال المتحدث بأن هذه الظاهرة السلبية لم تعد تقتصر على الشباب أو البطالين، بل هناك موظفون وأصحاب حرف ومهن لا بأس بها وحتى أطباء، أُوقفوا في عرض البحر، من طرف خفر السواحل.

كما لفت إلى تفكيك 19 شبكة مختصة في تنظيم رحلات تهريب البشر، معتبرا هذا الأمر بمثابة لغز؛ فيكفي أن يسعى أحد المهربين إلى إقناع بعض الشباب بتوفير مبلغ 300 ألف دينار؛ حتى يتكفل المُهرّب بضمان مقعد له ضمن أحد قوارب الموت. كما أشار إلى كون التحقيقات أفضت إلى التأكيد على أن مدبّري الهجرة السرية ينحدرون من ولايات مجاورة؛ مثل البليدة أو العاصمة، أو البويرة، وحتى من المدية وليس فقط من بومرداس.

وأمام هذا الوضع، يضيف المتدخل، "وضعت مصالح الدرك مخططا أمنيا استباقيا؛ لفك هذه الشبكات السرية عبر كامل الشريط الساحلي لولاية بومرداس والأماكن المتاخمة له؛ مثل الغابات"، غير أنه اعتبر أن طول الشريط الساحلي وغياب الحس المدني والتبليغ من طرف المواطن مما يغيّب المعلومة، من بين العوامل التي تحد من عملية التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، خاصة أن هؤلاء المهربين يتواصلون عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى باستعمال هواتف مسروقة للتمويه؛ مما يصعّب الوصول إليهم.. فيما أكد أن تعميق الوعي المجتمعي بسلبية هذه الظاهرة وتضافر الجهود، كفيل بالحد منها، والقضاء عليها.

 


 

 

 

"كناص" بومرداس.. حملة تحسيسية للتصريح بالأجور عن بعد

تتواصل الحملة التحسيسية التي تنظمها وكالة بومرداس للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، حول التصريح بالأجر والأجور لسنة 2023 إلى نهاية جانفي الجاري.

وتهدف ذات الحملة، حسب بيان عن ذات الجهة، إلى رفع مستوى وعي أرباب العمل، وتشجيعهم على إيداع التصريح السنوي بالأجور في الآجال المحددة من خلال استعمال بوابة التصريح عن بعد، علما أن الوكالة تحصي حاليا، حوالي 17024 مستخدم. ويشمل هذا التعداد القطاع الاقتصادي العام والخاص، إضافة إلى الإدارات، والفئات الخاصة، والجمعيات، والبحارة، وغيرهم من الفئات. كما تضم الوكالة ما يقارب 733899 مؤمن لهم اجتماعيا، و885138 من ذوي حقوقهم.

وتدعو الوكالة جميع أرباب العمل المتأخرين، لتقديم تصريحاتهم ضمن الآجال المحددة؛ حتى لا يترتب عليهم أي عقوبات مالية، أو غرامات التأخير.