المختصة في الطرز التقليدي منال جلوط لـ "المساء":

مواقع التواصل الاجتماعي علمتني الحرفة وساهمت في نجاحي

مواقع التواصل الاجتماعي علمتني الحرفة وساهمت في نجاحي
  • 867
رشيدة بلال رشيدة بلال

اختارت الشابة منال جلوط، حرفية في الطرز التقليدي على القماش من ولاية البليدة، أن تقتحم عالم الحرف من خلال تعلم الطرز اليدوي الذي لاتزال قلة قليلة من النساء يمارسنه بالنظر إلى  صعوبته وشدة دقته. وحسبها، فإن الحاجة إلى تعلم صنعة  للاسترزاق منها، كان دافعها، وأن ما ساهم في نجاحها هو التعديلات التي أدرجتها في الطرز، واعتمادها الكلي على صفحتها بالفضاء الأزرق للترويج لحرفتها، ما ساعد في شهرتها، وفتح الباب واسعا أمامها لتحقيق النجاح.

وحول لمستها الخاصة على حرفة الطرز اليدوي، قالت الحرفية منال في معرض حديثها مع "المساء" على هامش مشاركتها مؤخرا في معرض للصناعات التقليدية بدار الحرف ببلدية أولادي عيش، "عندما قررت تعلم الحرفة اطلعتُ على أسرارها من مواقع التواصل الاجتماعي، وشيئا فشيئا أتقنت حرفة الطرز اليدوي". غير أنها، ككل حرفية، فضلت وضع بصمتها لجعل منتجها مميزا، فاختارت أن تجعل من قطع القماش التي تطرزها، لوحات فنية على دائرة "الطنيبر"، وهو الجهاز الذي تعتمد عليه للطرز، ليتحول في نهاية العمل، إلى الهيكل الذي يحمل  قطعتها القماشية المطرزة.

وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في شهرة الحرفية منال، التي ما إن وضعت تصاميمها المنجزة على صفحتها، حتى لقيت إعجابا كبيرا وعروضا؛ من أجل تصمم نماذج مماثلة تحت الطلب، لتجد نفسها صاحبة مشروع بدأ من مجرد فكرة بسيطة ممثلة في إعادة إحياء حرفة تقليدية يدوية، قلة قليلة من الفتيات يفكرن في ممارستها لكونها يدوية من جهة، وتتطلب جهدا، ولمسة فنية من أجل إتمامها، كما تتطلب خبرة مصممة ومطرزة تقليدية بلمسة عصرية.

وحول التصاميم التي تقوم بتطريزها أوضحت محدثتنا أنها تأتي استجابة لما تختاره الزبونة، وحسب المناسبة التي ترغب في تقديمها كهدية، حيث تتباين بين عيد الميلاد أو كتابة دعاء أو أسماء أو عرس، مشيرة إلى أن تعلقها بالطرز التقليدي اليدوي دفعها إلى تعلم عدد من "الغرزات" حتى تلبي كل طلبات الزبونات، لأن "غرزات" الكتابة تختلف عن تلك التي تحضَّر بها الورود، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت إلى حد كبير، في تعلمها الطرز اليدوي. وبفضله تمكنت من ولوج عالم الشغل. وبعد أن ذاع صيتها بالولاية تقدمت من المصالح المختصة للحصول على شهادة تأهيل، فتحت لها باب المشاركة في مختلف المعارض. كما تم استدعاؤها من طرف مدرسة خاصة لتعليم الفتيات، وهو ما لم تكن تحلم به، حسب تأكيدها، "لكنه تحوّل إلى حقيقة" بفضل حبها لحرفة آمنت بها، وفق ما ختمت به منال حديثها.