بعدما أثبتت قدرتها في لفت انتباه المحسنين

مواقع التواصل الاجتماعي تتحول إلى فضاءات استغاثة

مواقع التواصل الاجتماعي تتحول إلى فضاءات استغاثة
  • القراءات: 798
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما موقع فايسبوك الأكثر شعبية وسط الجزائريين، خلال هذه الأيام المتزامنة وانتشار جائحة كورونا، من مواقع دردشة ومشاركة الأخبار، إلى فضاء لنشر نداءات الاستغاثة، لاستقطاب معظم شرائح المجتمع، ليصبح بذلك وسيلة لنقل انشغالات المرضى والمحتاجين في ظل أزمة وطنية وعالمية سببها غياب مستلزمات طبية أساسية مساهمة في إنقاذ حياة المرضى المتواجدين على مستوى الاستعجالات الطبية ومصالح الإنعاش، وهي الأكسيجين.

وقد التحقت خلال هذه الجائحة العديد من الصفحات الرائدة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالحملة الوطنية، بعدما وصل صداها إلى الجزائريين؛ من أطباء ومشاهير مقيمين بدول أجنبية؛ استجابة لاستغاثة الوطن ومواطنيه؛ بحثا عن أساسيات إنقاذ حياة المرضى المصابين بكوفيد 19، الوباء الذي كشف عن متحور جديد له قبل أسابيع، أكثر فتكا، وأسرع انتشارا من سابقه.

ولقد أثبتت مواقع “التواصل”، حسب عدد من روادها وأصحاب الصفحات من الذين حدثتهم “المساء”، عن قوة تلك المواقع في إيصال الرسائل التحسيسية إلى مختلف فئات المجتمع، بعدما استعان بها مواكبو العصر؛ من تجار وأطباء ومنظمات ناشطة في مجالات إنسانية مختلفة، وكذا كتّاب وإعلاميين ونخبة ومجتمع مدني؛ سواء للتحسيس، أو الإخبار، أو التوعية، أو الترويج والإشهار. وها هي اليوم تثبت كفاءتها كذلك في حملات الاستغاثة والنداء، لمساعدة ذوي الحاجة من مرضى ومحتاجين، بعدما وجدت استجابة من كافة أطراف المجتمع.

المواقع ترعى الهبّات التضامنية

قال، في هذا الصدد، أسامة صاحب صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، إن هذه المواقع أو التكنولوجيا بصفة عامة، سلاح ذو حدين، يمكن استغلاله لنشر الفساد، كما تقوم بذلك بعض العقول الفاسدة؛ من خلال نشر أفكار سلبية وفتن داخل المجتمعات، إلا أن هناك آخرين من أصحاب العقول النيرة والطيبة، يستغلونها لأغراض إيجابية، وللعطاء ومساعدة الغير، مشيرا إلى أن ذلك كان مجرد فكرة، لتتبلور بعد أن رحب بها عدد كبير من رواد المواقع، لتتحقق، أحيانا، بسرعة البرق، وتتحول إلى مشروع أو برنامج كبير. وقال: “كثيرا ما تم مساعدة أشخاص حتى قبل انتشار الوباء العالمي، سواء محتاجين أو مرضى في حاجة إلى دواء أو توجيه أو طلب استغاثة، وتكون، أحيانا، استجابة النداء في أقل من 24 ساعة”. وقال إن فايسبوك، اليوم، تحول إلى فضاء لنشر نداءات الاستغاثة بشكل مثير للفضول؛ فمتصفح الموقع يلفت انتباهه الكم الهائل من طلبات المساعدة أو نداءات أشخاص عجزوا عن إيصال معاناتهم إلى السلطات المعنية، إلا أنهم وجدوا في هذا الموقع البديل الأنسب لعرض مشاكلهم، لا سيما الأشخاص الذين يعانون مشاكل مادية. وأضاف المتحدث أن الكثير من الجمعيات تنشر حملاتها عبر مواقع التواصل، بعدما أصبحت هذه الأخيرة بمثابة وسيط، أو همزة وصل بين المحسنين وذوي القلوب الرحيمة إلى الأشخاص الذين هم في حاجة إلى مساعدة، مضيفا أن الشعب الجزائري كريم، ويساند بعضه البعض خلال المصائب. والدليل على ذلك ما سُجل من حملات مساعدة، والتآزر خلال الأزمات سواء عند حدوث كوارث طبيعية أو مصائب اجتماعية أو حتى الأزمات الصحية، وهي الكارثة التي يتخبط فيها العالم اليوم، لكن رغم أن الجميع معرَّض لها، إلا أن نداءات الاستغاثة لمساعدة الأكثر حاجة حاليا، لقيت تعاطف الكثيرين، الذين أبدوا سخاء كبيرا من خلال المبالغ المالية والمساعدات، وتقديم أجهزة ووسائل تسهل عمل الطواقم الطبية.