البليدة

مواقع التواصل الاجتماعي بديل لأسواق المواشي

مواقع التواصل الاجتماعي بديل لأسواق المواشي
  • القراءات: 811

اضطر العديد من سكان ولاية البليدة هذه السنة، إلى اللجوء للمواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) من أجل شراء أضحية العيد، عقب منع السلطات الولائية فتح نقاط البيع النظامية، وتكثيف دوريات المراقبة، لمنع العشوائية منها، تعزيزا لإجراءات الحد من تفشي فيروس "كوفيد 19".

خلافا للسنوات الماضية، أصدرت السلطات الولائية هذه السنة، تعليمة تمنع فتح نقاط البيع، حماية للصحة العمومية، في ظل انتشار هذا الوباء المعدي، خاصة أن الولاية تأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الإصابات، بعد أن تصدرت الترتيب لمدة قاربت الأربعة أشهر، الأمر الذي دفع بالمواطنين ممن تسعفهم ظروفهم المادية على ممارسة هذه الشعيرة الدينية، إلى اللجوء للفضاء الأزرق، من أجل البحث عن إعلانات وعروض خاصة ببيع أضاحي العيد.

أسماء مستعارة ورواج كبير

منذ الأسبوع الماضي، ضجت صفحات "الفايسبوك" المهتمة بالشأن المحلي، وأخرى تحمل أسماء مستعارة بإعلانات بيع أضاحي العيد، التي تتضمن معلومات عن سلالات الأضاحي المتوفرة، ولمحة عن أسعارها، مرفقة بصور وأرقام الهاتف، وهي العروض التي لاقت "رواجا كبيرا" من طرف مستخدمي هذا الموقع.

أكد أحد أصحاب الإعلانات، أن منع السلطات العمومية لنقاط البيع أربك حسابات جميع الموالين، الذين اضطروا إلى البحث عن حلول بديلة لبيع الأضاحي، حيث شكل موقع "فايسبوك" أبرز هذه الخيارات بالنسبة لبعضهم، كونه الموقع الأكثر استخداما من طرف مختلف فئات المجتمع.

أضاف الموال -الذي تكفل ابنه الشاب بنشر الإعلان- أنه تلقى العديد من الاتصالات، استسفر أصحابها عن السلالات المتوفرة والأسعار، اتبعت بتحديد موعد مع الزبون لاختيار الأضحية والاتفاق على السعر، مشيرا إلى أنه يحرص على التقيد بإجراءات الوقاية حماية له بالدرجة الأولى، لاسيما ما تعلق منها بإجبار الزبائن على ارتداء الكمامات قبل دخول المستودع الذي قام بكرائه ببلدية بني تامو.

بدوره، أكد موال آخر، لجأ بدوره عقب منع فتح نقاط البيع النظامية وحتى العشوائية، إلى خيار نشر إعلانات عبر موقع "فايسبوك"، أن إقبال المواطنين على شراء أضاحي العيد "لا زال محتشما"، غير أنه أشار إلى أن "فئة عريضة من المواطنين تفضل اقتناء الأضحية أياما قليلة قبل العيد".

خلافا لهذه الحالات، تعتمد فئة أخرى من الموالين الذين تعودوا ممارسة نشاطهم الموسمي بولاية البليدة، على علاقاتهم التي ربطوها مع زبائنهم الذين يقصدونهم كل سنة، لاقتناء أضحية العيد، غير أنهم أكدوا أن منع نقاط البيع "أثر نوعا ما على نسبة مبيعاتهم".

مدينة الورود خالية من نقاط البيع

في سابقة أولى من نوعها، خلت مدينة الورود من نقاط بيع الأضاحي النظامية والعشوائية، التي كانت تنتشر في وقت سابق أسبوعين قبل حلول عيد الأضحى، الأمر الذي قوبل بـ«تأسف" البعض، الذين يعتبرونه "تقليدا ألفوه منذ الصغر، يدخل الفرحة في قلوب الأطفال.

خلت الأماكن المعتادة لممارسة نشاط بيع الأضاحي ببلدية البليدة، حيث لجأ عدد من الموالين هذه السنة، إلى كراء مستودعات لممارسة نشاطهم بسرية، بعيدا عن مصالح الرقابة، في حين شهدت جل بلديات الولاية "تراجعا ملحوظا" في نقاط البيع.

فببلدية بوينان، الواقعة شرق الولاية، وقفت "وكالة الأنباء الجزائرية"، على قيام أحد الموالين بتسويق الأضاحي بمحاذاة الطريق، حيث أكد أن إقبال المواطنين على اقتناء أضحية العيد "لم يقل مقارنة بالسنة الماضية"، رغم تضرر فئة عريضة منهم من تداعيات الحجر الصحي، نتيجة توقف مصدر رزقهم.

في عين المكان، أكد أحد الزبائن الذي كان مرفوقا بابنيه الصغيرين، ليشاركاه فرحة شراء كبش العيد، والذي حرص على ارتداء القناع الواقي، أنه بحكم عمله في القطاع العام، لم تتأثر وضعيته المادية، الأمر الذي سمح له بشراء الأضحية ككل سنة، مبديا "رضاه" بخصوص  الأسعار المتداولة التي تتوقف على حجم وسلالة الأضحية، والتي تراوحت بين 38 و70 ألف دينار.

من جهته، تأسف زبون آخر، كلفته أخته الأرملة بشراء أضحية العيد، لعدم تمكنه هذه السنة من ممارسة هذه الشعيرة الدينية، وإدخال الفرحة في قلوب أبنائه، كونه استهلك جميع مدخراته المالية طيلة فترة الحجر الصحي، بسبب توقف نشاطه التجاري خلال الأشهر الماضية، وهو حال العديد من رفقائه ومعارفه ممن أثرت الأزمة الصحية على وضعيتهم المادية، يضيف المتحدث.

بدوره، استغل تاجر آخر مساحة فلاحية شاغرة بمحاذاة الطريق، تصلح للرعي، لتسويق أضاحيه، لتمويه مصالح الرقابة، والذي أكد أنه لا زال الوقت مبكرا لتقييم مدى إقبال المواطنين على شراء كباش العيد، كون فئة عريضة منهم تفضل شراءها أياما قبل عيد الأضحى، بحكم تجربته في هذا المجال، وأشار إلى أن أسعار الأضاحي لم تتغير مقارنة مع السنة الماضية، إذ تتراوح بين 35 و70 ألف دينار.

حسب ما أجمع عليه جميع الموالين والتجار الذين التقتهم "وأج"، فإن قرار منع نقاط البيع، أثر نوعا ما على بيع أضاحيهم، إلا أنهم تمكنوا من إيجاد حلول بديلة، أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي التي تمكنوا من خلالها من الترويج لسلعهم، وأكد عدد منهم أنهم سيلجأون إلى هذا الخيار السنة المقبلة، حتى في ظل الترخيص لفتح نقاط البيع، بالنظر إلى فعاليتها.