حفاظا على الهوية والإرث الاجتماعي

مواطنون يبحثون عن الأصالة في المنتجات التقليدية

مواطنون يبحثون عن الأصالة في المنتجات التقليدية
  • القراءات: 911
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أثار معرض المرأة الريفية والمنتجات التقليدية اهتمام زوار ومارة ساحة البريد المركزي، حيث استحسن هؤلاء، الطابع التقليدي المحض الذي جاءت عليه تلك المنتجات اليدوية، التي لازالت النساء اللواتي لم يسبق لهن العمل في مجال "التسويق" يحرصن عليها لحمايتها من ريح العصرنة التي اجتاحت حياتنا اليومية والاجتماعية.

ويرمي المعرض الذي أسدل ستاره مؤخرا، إلى عرض مختلف المنتجات التقليدية لولايات مختلفة، لاسيما من شرق البلاد، صنعت بأيادي نساء غيورات على أصالة الأجداد ويحاولن جاهدات الحفاظ عليها، رغم قوة العصرنة التي فرضت وجودها في أغلبية البيوت الجزائرية، هذا ما أوضحته زائرة في المعرض، موضحة أن العديد من الحرفيات وتماشيا مع متطلبات بعض الزبائن، بتن يعتمدن على الأساليب الحديثة، مهمشين بذلك أصالة القطعة، وهذا ما ينبئ بزوال الصناعة التقليدية بطريقة غير مباشرة وتدريجيا.

من جهتها، ثمنت الحرفية سميرة، مختصة في صناعة قطع من القماش الخاص بالعروس رفقة زميلتها في العمل، هذا النوع من المعارض التي تهتم بالصناعة التقليدية وتعطي الاعتبار بصفة خاصة للمرأة الريفية الحرفية، فكل هذا يساعد على الترويج للصناعة التقليدية الجزائرية والنهضة بجانب من جوانب إرثها الثقافي والاجتماعي، حيث أوضحت قائلة: "الصناعة التقليدية بطاقة هوية مجتمع، مثلما هو الحال بالنسبة للدول الشقيقة، مثل المغرب أو تونس، فبمجرد رؤية القطع اليدوية معروضة في معرض معين، يمكن بصفة سهلة وسريعة رصد بلد منشئها، وهذا ما نحاول الحفاظ عليه بالنسبة لصناعتنا التقليدية".

من جهة أخرى، أبدى زائر للمعرض تخوفه من ميول ذهنيات شباب اليوم نحو المنتجات الصناعية، تاركين وراءهم الصناعة اليدوية التي تعكس شخصيتنا، مؤكدا أن العديد من الدول الأوروبية المتقدمة أصبحت اليوم تشجع شبابها للاستثمار في الصناعات التقليدية، وذلك ليس للنهضة فقط باقتصاد وطنها، لأن هذا الأخير يشهد تطورا عظيما بفضل التطور الصناعي والتكنولوجي، وإنما لاسترجاع الهوية القديمة التي أزالتها تلك النهضة وجعلت من تلك الدول مجتمعات ذات مستقبل، لكن ذات ماض يشوبه الغموض والنسيان.

وقد اتسم معرض المرأة الريفية بعرض العديد من المنتجات التقليدية، وأهم ما استقطب الزوار  طاولة العجائن التقليدية التي استحسنها المواطن، والتي كانت تحمل مختلف الحلويات القديمة التي اعتدنا رؤيتها في مطابخ جداتنا وفي البيوت الريفية، التي عوضتها اليوم الحلويات الأجنبية وعلب البسكويت التي تشترى جاهزة، والتي نجهل معظم مكوناتها، وفي هذا الإطار، أشارت مجموعة من زرن المعرض أن هذا النوع من المعارض هي التي تسمح بالمحافظة على تقاليدنا، واليوم والحمد لله،  أصبح المواطن أكثر شغفا لتذوق ما كان يتناوله الأجداد سابقا، فقد بات العديد على قناعة بأن البقاء على التقاليد أكثر آمانا من المنتجات الصناعية التي اجتاحت بيوتنا.