المختصون دعوا لأخذ الحيطة عند استخدامها

مواد التنظيف خطرٌ على البشرة والمسالك التنفسية

مواد التنظيف خطرٌ على البشرة والمسالك التنفسية
  • القراءات: 1488
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت طبيبة أمراض الجلد الدكتورة "م . بنونة"، من الاستعمال المفرط لمواد التنظيف، والتي تحتوي على مواد كيماوية مضرة بصحة البشرة، مشيرة إلى أن الكثير من تلك المواد قوية جدا، ويمكن أن تتسبب في تآكل البشرة؛ لاحتوائها على بقايا روح الملح، وهو حمض خطير جدا، كان يُستعمل، فقط، من طرف مختصين ومصنّعين، إلا أنه، اليوم، يصل إلى بيوتنا على شكل منظفات المنزل. أكدت المتحدثة أن كثيرا من النساء وصلن إلى استشارة أطباء الجلد بسبب إصابتهن بمشاكل على مستوى اليدين على شكل "إكزيما" تشبه نوعا من الحروق، واحمرار، وإحساس، حينها، بتأكل، وكلما زاد حك الإصابات كلما زادت حدة المشكل. 

 وأشارت الطبيبة إلى أن كثيرا من النساء ليست لديهن ثقافة استعمال القفازات عند تنظيف البيت؛ الأمر الذي يجعل تلك المواد تتصل، مباشرة، بالبشرة. وأضافت: "منذ انتشار الأزمة الصحية العالمية بسبب فيروس كورونا وفي ظل الأجواء الاحترازية التي فرضها تفشي هذا الفيروس القاتل والمتنقل، أصبح تخصيص ميزانية لمواد التنظيف "القوية"، أمرا ضروريا؛ كمقتنيات تعدها الكثيرات من أولويات مشترياتهن. وباتت كل سيدة تسرف في تطهير المنزل، وتعقيمه من أجل إبعاد الخطر عن أفراد أسرتها"، تقول الدكتورة بنونة. ومن السخرية القول: "كثرة النظافة قد تؤذي الشخص"، موضحة أن "الكثير من المواد التي نستخدمها في تنظيف منازلنا وتطهيرها من الميكروبات، قد تكون أكثر ضررا من الميكروبات ذاتها إذا لم نستخدمها بشكل صحيح، خصوصا أن هناك قاعدة في عالم منتجات التنظيف، تقول كلما كان المنتج قويا وفعالا في التنظيف، كان قويا على البشرة وخطيرا، ولا بد من استعماله بحذر شديد".

وعلى صعيد ثان قالت الطبيبة إن الكثير من الدراسات أجريت حول مدى تأثير تلك المنتجات على صحة الإنسان، وكثيرا ما تم التحذير بخصوصها، وقوّتها في التسبب في مشاكل البشرة، وكذا تأثيرها الكبير على الرئتين، مشيرة إلى أن استخدام المنظفات السامة مرة في الأسبوع، كفيل بالتأثير سلبا على الرئتين، "فما بالك بالاستعمال المتكرر لها واليومي!"، على حد تعبيرها، فتلك المواد التي نستعملها لغسل الملابس أو تنظيف الأرضية أو الأسطح والمراحيض وغيرها، تتصاعد من بعضها غازات، لو تمعن النظر إليها، تنتقل، مباشرة، عبر المجرى التنفسي، لتصل إلى الرئتين، وتتسبب في ضيق تنفس حاد. كما يمكنها أن تتسبب في تهييج العينين؛ فالتعرض المستمر لها يجعل لها آثارا جانبية أكثر خطرا على المدى المتوسط والبعيد. وفي الأخير، شددت مختصة الأمراض الجلدية على أهمية حسن استخدام تلك المنتجات، وعدم الإفراط في استعمالها، مع أخذ جميع تدابير الحيطة بلبس قفازات بلاستيكية، والاستعانة بكمامة لمنع استنشاقها، فضلا عن تفضيل المنتجات الطبيعية للتعقيم والتنظيف، والمواد التي تحوي على نسب أقل من المواد الكيماوية، وروح الملح خاصة.