البروفيسور بن سنوسي رئيس جمعية طب الأطفال لـ"المساء":

مواجهة الأولياء بالنص القانوني لتلقيح أبنائهم

مواجهة الأولياء بالنص القانوني لتلقيح أبنائهم
  • القراءات: 1999
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

لا زالت الحملات التحسيسية حول أهمية التلقيح مستمرة، بعد حالة الهلع التي أحدثها داء الحصبة، الذي انتشر مؤخرا في بعض ولايات الجنوب، وأرجعه العارفون بشؤون الصحة إلى عدم التزام الأولياء بجدول التلقيحات، بعد انتشار موجة من الإشاعات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حول الأخطار الجانبية التي تحدثها اللقاحات.

يرى البروفيسور عبد اللطيف بن سنوسي، رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأطفال بمستشفى بني مسوس في تصريحه لـ"المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا، في أشغال اليوم التكويني حول أهمية التلقيح، الذي بادرت إلى تنظيمه وزارة الصحة لفائدة الإعلاميين، "بأن الدولة  ممثلة في وزارة الصحة، مطالبة اليوم  بتطبيق النص القانوني الذي يقر بإلزامية التلقيح وإجباريته، وعدم ترك الأولياء يقررون بمفردهم تلقيح أبنائهم ببعض اللقاحات دون غيرها"، مشيرا في السياق إلى أن انتشار هذه العقلية جعل بعض الأمراض القاتلة تعود من جديد، ولعل داء "البوحمرون" خير دليل على ذلك.

من جهة أخرى، أشار البروفيسور إلى أن التلقيح من أهم عوامل الحماية التي تقي الأطفال من مختلف الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، رغم أن الدولة  تمكنت إلى غاية 2016 من الوصول إلى تحقيق صفر حالة وفاة، نتيجة الوعي بأهمية التلقيحات، حيث لم نعد نسمع ببعض الأمراض الخطيرة كالشلل والخناق، الأمر الذي يدعونا اليوم إلى لفت انتباه الأولياء بأهمية التلقيح الذي يعتبر إلزاميا وغير اختياري، مشيرا إلى أن الحصبة التي انتشرت في بعض ولايات الجنوب، لو أن سكان الشمال لم يلقحوا لكان الوضع كارثيا، لأن داء الحصبة من الأمراض المعدية والقاتلة، إن لم يتم التكفل بها.

أشار البروفيسور في معرض حديثه، إلى أن التلقيح يطرح إشكالية عند الحديث عن سكان الجنوب، لأن هذه الفئة يصعب الوصول إليها، وهي الفئة عادة التي تنتشر فيها بعض الأمراض المعدية، الأمر الذي يدعونا ـ يؤكد ـ إلى وضع إستراتيجية تمكننا من الوصول إلى هؤلاء الأشخاص، وإلزامهم بالتلقيح لتفادي عودة الأمراض القاتلة، موضحا أن عدم الوصول إلى تحقيق معدل 90 بالمائة من الأشخاص الملقحين لا يفتح لنا مجال الحديث عن تغطية صحية كاملة.

تراجع التغطية الصحية لا يرتبط بالجزائر فقط، حسب البروفيسور بن سنوسي ، وإنما يمس كل دول العالم، من أجل هذا بادرت الدول إلى تسطير برامج للتأكيد على التلقيح، من خلال إلزام الأولياء بضرورة التقيد به، مشيرا إلى أن التلقيح لا بد أن تتم مناقشته كقضية سياسية، وإنما كضرورة اجتماعية، وأن الوفيات التي حدثت في اعتقاد البعض بسبب التلقيح، لا زالت التحقيقات جارية فيها.

من جهة أخرى، ارتأى البرفيسور توضيح جملة من المعتقدات الخاطئة التي ترسخت في أذهان الجزائريين، وجعلتهم يعزفون عن التلقيح، ولعل أهمها، القول ـ مثلا ـ بأن التلقيح يصيب الطفل بالتوحد أو الادعاء بأن له آثار جانبية، أو الدفع بالاهتمام بالنظافة لتجنب التلقيح، وقال "لا بديل عن التلقيح لتفادي الأمراض القاتلة".

 

رشيدة بلال